محطة «بريدجز» تبني جسورا لتناول الثقافة الأميركية في قالب إسلامي

تبث داخل أميركا وقريبا إلى بريطانيا ويملكها رجال أعمال أميركيون مسلمون

TT

تلفزيون «بريدجز» (Bridges) هو أول تلفزيون غير محلي للجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة. فرغم وجود محطات أسلامية متعددة إلأ أنها تبث داخل تجمعات محدودة، كما أنها غير ناطقة باللغة الإنجليزية ولا موجهة للمسلمين المولودين في الولايات المتحدة كما هو عليه الحال في القناة الجديدة هذه.

وجميع برامج محطة «بريدجز» (وتعني «جسور» بالعربية) تقدم باللغة الإنجليزية أو مصحوبة بالترجمة، وتقوم على مبدأ تقديم الثقافة الأميركية في قالب يراعي القيم الإسلامية العائلية.

بدأت المحطة بثها من قرب مدينة بافالو في ولاية نيويورك في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 على القمر الصناعي غلوبال كاست ثم مددت إرسالها إلى في كثير من المدن الأميركية بواسطة شركات الكوابل الأرضية من بينها المدن الكبرى نيويورك ولوس أنجليس وديترويت وواشنطن دي سي وشيكاغو وتخطط المحطة لمد بثها إلى المملكة المتحدة عام 2006.

ويقول القائمون على التلفزيون أن برامجه موجهة لكافة المسلمين الأميركيين بمختلف عرقياتهم ومذاهبهم بمن فيهم الأميركيون الأفارقة المسلمون والأطفال المولدون في شمال أفريقيا.

وعلى عكس المحطات الأميركية الناطقة باللغة الأسبانية الموجهة للناطقين بهذه اللغة من المهاجرين فإن محطة تلفزيون «بريدجز» قررت استخدام اللغة الإنجليزية ليتمكن الأميركيون الآخرون من غير المسلمين من مشاهدتها خصوصا أولئك الذين يسعون لمعرفة المزيد عن الإسلام والمسلمين.

ويشارك في إعداد البرامج وتقديمها مجاميع من اصحاب الكفاءات الأميركيين المسلمين حيث يقدمون برامج حوارية وأفلاما وثائقية وتغطيات اخبارية إضافة إلى مواد أخرى منتقاة من المكتبات التلفزيونية تتناسب مع توجهات المحطة.

ولا يتبنى التلفزيون مذهبا إسلاميا بعينه بل إن الغرض منه هو تقديم المبادئ الإسلامية الأساسية المتفق عليها في معظم المذاهب الرئيسية والسماح لمختلف المدارس في الظهور ولهذا لا غرابة أن تجد الشيخ الشيعي الإيراني محمد علي إلهي يظهر في برامج معينة ثم يأتي بعده شيوخ آخرون من مذاهب إسلامية أخرى.

واللافت أن القناة لا تشبه أيا من المحطات «الإسلامية» العربية، مثل قناة «المجد» أو «إقرأ»، ذلك لأنها تأخذ طابعاً أميركيا خالصاً في طريقة التقديم وإعداد البرامج، ولأنها موجهة للأسرة ككل فتجد فيها البرامج الحوارية (مع كوب القهوة الخاص بالمذيع، على الطريقة الأميركية) ونشرات الأخبار، والأعمال الكوميدية والشبابية. كما أن القناة لا تحظر ظهور المرأة، وقد لوحظ في الكثير من البرامج انها لا تعارض ظهورها من دون حجاب، كما أن عددا كبيرا من العاملين خلف الكاميرات مكون من النساء أيضاً.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط» أوضحت مديرة البرامج في المحطة، جميلة فرايزر (أميركية من أصل أفريقي)، أن المحطة غير مملوكة من قبل الحكومة الأميركية، وانما من مجموعة رجال أعمال مسلمين مستقلين. والمحطة هي شركة مستقلة بذاتها يمولها رجال أعمال مسلمون من بينهم رجل الأعمال الأميركي الباكستاني مزّمّل حسن وتحقق أرباحا من خلال الاشتراك في الأقمار الصناعية للحصول على برامجها في المنازل أو الاشتراك في الكوابل التي توفرها بعض الشركات في المدن التي يوافق سكانها على إيصال البث إليها ومعظمها ذات تجمعات إسلامية واسعة. وعن طريق قمر غلوبال كاست يمكن مشاهدة برامج تلفزيون جسور في أي منزل داخل الولايات المتحدة بعد دفع رسوم الاشتراك المحددة. كما أن المحطة تبث إعلانات مدفوعة الثمن مع اشتراط أن تراعي الإعلانات القيم المحافظة التي تتبناها المحطة. ويعمل في المحطة مجموعة من الإعلاميين المسلمين من مختلف العرقيات الإسلامية من باكستان وتركيا واليمن وغيرها.

وردا على سؤال عن وجود أي مخاوف من إقدام الحكومة الأميركية على إغلاق القناة يقول القائمون عليها إن الولايات المتحدة من أكثر البلدان تقبلا للتنوع ولا يمكن أن تغلق محطة هدفها التثقيف والتوعية وربط الجسور بين المسلمين وغيرهم من الأميركيين غير المسلمين. وهناك تعاون مع الخارجية الأميركية ومع صوت مجلس أمناء البث الأميركي الحكومي ولكن ليس هناك أي سلطة للحكومة الأميركية على المضامين التي يقدمها التلفزيون.

المحطة لا تملكها منظمات إسلامية ولكنها تربطها علاقات تعاون واضحة مع رئيس المجلس الإسلامي الأميركي نهاد عوض ومع رؤساء منظمات أخرى ومساجد في مختلف الولايات الأميركية.

عنوان التلفزيون على الإنترنت: http://www.bridges.tv/home.asp