سيدة الصحافة الأولى هيلين توماس ترد على مهاجميها: «فخورة بجذوري العربية»

TT

توصف هيلين توماس، التي غطت البيت الأبيض لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، منذ ان كان كنيدي رئيسا بأنها «سيدة الصحافة الاولى». ومرة، مع نهاية مؤتمر صحافي لكنيدي، قالت «شكرا السيد الرئيس»، ومنذ ذلك الوقت اصبح هذا تقليد في نهاية كل مؤتمر صحافي لرئيس اميركيا، وأصبحت هيلين هي التي تقوله. لكن مع بداية ادارة الرئيس بوش الابن الاولى، توترت علاقتها مع البيت الابيض، خاصة بعد ان بدأ الرئيس بوش يختم مؤتمراته الصحافية قائلا للصحافيين: «شكرا لكم»، بدلا عن «شكرا السيد الرئيس» التي كانت تقولها هيلين.

ولم تخف هيلين، العربية الاصل، دفاعها عن القضايا العربية، رغم ان هذا سبب لها مشاكل. «الشرق الأوسط» التقت توماس في واشنطن، وفيما يلي نص الحوار:

* وصفتك آن كوتلر، المعلقة الصحافية اليمينية، بأنك «عربية عجوز»، ولكن خدمة نشر تعليقاتها غيرته الى «عجوز تجبر الشخص على التقيؤ»، غير أن موقعها في الانترنت أبقي على «عربية عجوز»؟

ـ أنا فخورة بجذوري العربية، لكن ليس عندي تعليق على مثل هذه الاشياء، وافضل عدم التعليق عليها.

* أفرد آري فلايشر، المتحدث السابق باسم البيت الابيض، في كتاب «تلقي الحر: الرئيس والصحافة وسنواتي في البيت الابيض»، فصلا كاملا عنك، وانتقدك كثيرا.

ـ لم اقرأ الكتاب، وسمعت انه قال عنى كذا وكذا، ولا أصدق أنه أفرد فصلا كاملا عنى، لكني افضل أن انتظر حتى اقرأ الكتاب، وربما لن اقرأه.

* قال فلايشر انك ملتزمة بآراء معينة، وهي تؤثر على الطريقة التي تسألين بها سؤالا؟

ـ نعم أؤمن بآراء معينة، لكنى ظللت أسأل رؤساء الجمهورية لأربعين سنة، منذ أن كان كنيدي رئيسا، ولم يخصص اي شخص فصلا كاملا في كتاب لينتقدني.

* كيف كانت علاقتك معه؟

ـ مثل علاقتي مع كثير من المتحدثين باسم البيت الأبيض الذين سبقوه.

* ألا تختلفان حول النزاع الفلسطيني الاسرائيلي؟

ـ أنا قلت مرات كثيرة ان من حق الفلسطينيين ان يقاوموا الاحتلال الاسرائيلي، وهذا ليس رأيا جديدا، وقلته قبل ان يصبح فلايشر متحدثا باسم البيت الابيض. أما رأيه هو فأساله عنه.

* ألا تختلفان حول التدخل الأميركي في العراق؟

ـ أنا قلت منذ فترة طويلة، ومرات كثيرة، ان الحكومة الاميركية لا تملك حق التدخل العسكري في العراق، وقتل المدنيين. واسأله هو عن رأيه.

* هل كان الاعلام الاميركي محايدا في تغطية التدخل الاميركي في العراق، وفي تغطية حرب الارهاب؟

ـ زيادة الروح الوطنية وسط الصحافيين، ووسط غيرهم، خلال الحرب شيء طبيعي لأن الصحافيين، مثل غيرهم، يميلون نحو تأييد حكومتهم ورفع شعارات الوطنية عندما تشترك بلادهم في حرب، وهذا شيء مفهوم، لكن ليس معنى هذا انهم يجب ان يفعلوا ذلك.

* إذا استمرت حرب الارهاب بدون لانهاية، هل معنى ذلك ان يستمر انحياز الإعلام الأميركي بدون نهاية؟

ـ ربما يغير الشعب الاميركي رأيه، ويلزم حكومته بإعادة النظر في سياستها

* هل سيستغرق ذلك وقتا طويلا؟

ـ حرب فيتنام استمرت لسبع سنوات حتى بدأ الشعب الاميركي يغير رأيه فيها. لن يدوم كل شيء.

* هل يميل الاعلام الاميركي نحو اليمين، خاصة بعد ظهور قنوات تلفزيون مثل «فوكس» التي تؤيد البيت الابيض في كل شيء؟

ـ «فوكس» لا تؤيد البيت الابيض، إنها جزء منه. وآمل ان يسترد الاعلام الاميركي مصداقيته، عندما تنتهي الحرب.

* هل يسهل على الصحافي أن يسأل أسئلة محايدة؟

ـ كنت أفعل ذلك لستين سنة.

* وماذا عن آرائك عن مشاكل الشرق الأوسط عندما تسألين سؤالا؟

ـ انهم لا ينتقدونني لأن اسئلتي غير محايدة، انهم لا يريدون مني أن اسأل عن هذه الاشياء، لأنها تضايقهم ويتمنون لو انهم لم يسألوا عنها.

* ولكنك، بعد ستين سنة في جمع الاخبار، وبعد ان انتقلت من وكالة اخبار «يونايتد برس» الى مؤسسة «هيرست» الصحافية، بدأت تكتبين آراء، وهم يقولون ان اسئلة كاتب الرأي ليست مثل اسئلة المخبر؟

ـ لا تصدقهم إنهم يعرفون من هي هيلين توماس.

* ما هو رأيك في حملة الحكومة الأميركية على قنوات تلفزيون عربية معينة؟

ـ لا أريد أن أدخل في هذا الجدل، ولا أريد أن أؤيد قناة ضد أخرى، لكني أشيد بظاهرة انتشار هذه القنوات التلفزيونية، واعتقد انها شيء مهم ومفيد. ولم اشهد مثلها في حياتي الطويلة. وآمل ان تصحبها حريات سياسية لهذه القنوات.

* هيلين توماس في سطور :

ـ عمرها أربع وثمانون سنة.

ـ والدها، جورج، هاجر من طرابلس التي كانت جزءا من سوريا في ذلك الوقت، وكان عمره 17 سنة.

ـ والدتها لبنانية أيضا، وولدت وتربت في ولاية كنتاكي.

ـ هاجرت العائلة الى ديترويت، حيث اكبر جالية عربية، ودرست هيلين في جامعة وين ستيت.

ـ بدأت العمل الصحافي «مراسلة اخبار» في جريدة «واشنطن ديلي نيوز» سنة 1941.

ـ بدأت العمل في وكالة «يونايتد برس انترناشونال» في سنة 1943.

ـ غطت البيت الابيض منذ ان كان كنيدي رئيسا.

ـ كانت اول صحافية ترافق الرئيس نيكسون في رحلته التاريخية الى الصين عام 1971، بعد اعتراف اميركا بها، وقد سافرت أيضا مع كل من الرؤساء كارتر، فورد، ريغان، جورج بوش الأب، بيل كلينتون، وجورج بوش الابن.

ـ كانت اول صحافية تصبح رئيسة لنادي الصحافة القومي في واشنطن.

ـ تركت وكالة «يونايتد برس» قبل اربع سنوات، وتعمل الآن كاتبة تعليقات في مؤسسة «هيرست» الصحافية.

ـ حصلت على اكثر من 30 جائزة صحافية، وشهادات جامعية فخرية، منها دكتوراه فخرية من جامعتها، جامعة وين ستيت.

ـ صنفت من السيدات الـ25 الأكثر تأثيراً في العالم، بحسب تصنيف world almanac .