مشاكل عدة تحد من الإعلان في المواقع العربية.. أبرزها انخفاض عدد المستخدمين

فيما تفوقت الإنترنت على الراديو في جذب الإعلانات ببريطانيا

TT

فيما أعلن في المملكة المتحدة مؤخراً، أن حجم الإنفاق الإعلاني على الإنترنت تفوق لأول مرة في التاريخ على حجم الإنفاق على محطات الراديو، فإنه لا توجد مؤشرات على انتعاش هذا القطاع في العالم العربي قريباً.

وكانت صحيفة «الفاينانشال تايمز» ذكرت قبل أسابيع أن إحصاءات مكتب الإعلان (IAB) التفاعلية تتوقع في تقريرها الذي ستنشره قريباً، أن يفوق حجم الإنفاق الإعلاني البريطاني على الإنترنت 950 مليون دولار خلال عام 2004 المنصرم.

وفي الوقت الذي تحتل فيه السعودية المركز الأول في سوق الدعاية والإعلان بمنطقة الخليج، حيث تمثل 80 في المائة من سوق الخليج الإعلاني بحصة تتجاوز 50 في المائة من حجم السوق البالغ ملياري ريال، وكون معظم المعلنين يستهدفون السوق السعودية بالدرجة الأولى، إلا أن هناك مشكلة تواجه الراغبين في الإعلان عبر الشبكة العنكبوتية على الرغم من ميزاتها، وأهمها انخفاض كلفة الإعلان، وهي انخفاض نسبة مستخدمي الإنترنت في السعودية بشكل خاص، الأمر الذي سبب إعراض بعض شركات الدعاية والإعلان ورجال الأعمال من الإعلان عبر هذه الوسيلة، وهذا ما توضحه حصة الإنترنت من الإعلانات، حيث تشكل 1 ـ 2 في المائة من مجمل الإنفاق الإعلاني.

ويعلق رمزي معقصة، من شركة «ستاركوم» لتخطيط الحملات الإعلانية، بقوله: «لا شك في أن استخدام الإنترنت كوسيلة لإيصال المنتج للمستهلك، طريقة جيدة وبسيطة وكل ما تحتاجه هو توفر جهاز كمبيوتر وخط اتصال بالإنترنت. وفي منتصف التسعينات تقريبا بدأت عملية التسويق والإعلان عبر الإنترنت تزدهر بشكل ملحوظ، ولا نستغرب إذا ما عرفنا أن نسبة ما صرف على الإعلانات مؤخرا من خلال الإنترنت تجاوز ما يدفع للإعلانات على الراديو، الذي يعد وسيلة جيدة وناجحة في نظر المعلنين، لكن نجاح الإعلان في إحدى مواقع الإنترنت يجب أن يكون على أساس الفئة التي يتم استهدافها، ومدى ملاءمة المنتج لوجوده في ذلك الموقع، فلا يعقل أن يتم تسويق منتج نسائي في موقع يهتم بكبار السن من الرجال مثلا»ً.

أما عيضه باكور، العضو السابق في المجلس التنفيذي لجمعية الحاسبات السعودية في جدة، فيقول: «هناك مجازفة بالنسبة للراغبين في الإعلانات عبر الإنترنت، خصوصا أصحاب المنتجات التي لا يتم رواجها إلا محليا، فهؤلاء دخولهم بسيطة جدا مقارنة بالشركات العالمية والكبرى، التي انتهجت هذه الوسيلة منذ زمن، وهو ما سبب اقتناع أهم شريحتين في سوق الإعلانات للعزوف عن خوض هذه التجربة أو جعلها آخر الحلول، هما وكالات الدعاية والإعلان ورجال الأعمال، بالرغم من أن تكلفة الإعلان على الإنترنت أقل، ولكنهم يعلمون جيدا أن إعلاناتهم ستنحصر في فئة محددة من المجتمع، وهو ما سيسبب لهم تباطؤا في الأرباح». ويضيف باكور: «في المقابل نجد أن هناك فئات معلنة حققت نجاحا، مثل الجهات التي تقدم دورات تدريبية مثلا، وتسوق لدوراتها من خلال المواقع التي يوجد بها أكبر عدد من الشباب والشابات، كما أن هناك شركات لا تستطيع تحمل تكلفة الإعلانات في الفضائيات أو الصحف أو الطرقات، فتضطر للجوء إلى مواقع الإنترنت نظراً لانخفاض التكلفة».

وحسب آخر إحصائية صدرت عن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فإن العدد التقريبي لمستخدمي الإنترنت في السعودية حتى سبتمبر (أيلول) 2003، بلغ 1462000 فقط. وكانت بداية استخدام الإنترنت في السعودية بإنشاء الشبكة الخليجية (gulfnet)، كأول شبكة حاسوبية عامة في منطقة الخليج في مايو (أيار) 1985، وتضم عددا من الجامعات ومراكز الأبحاث في دول المنطقة، وتم ربطها بشبكة (bitnet) العالمية في أبريل (نيسان) 1989، عن طريق دائرة اتصال تربط مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، وكان مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أول جهة في السعودية ترتبط بشبكة الإنترنت العالمية، وذلك في عام يناير (كانون الثاني) 1994، ليتبعها إنشاء اسم النطاق السعودي (sa) في مايو من نفس العام. وفي عام 1995 ربطت مدينة الملك عبد العزيز بشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى عدد من الجهات ضمن المشروع التجريبي للربط بشبكة الإنترنت عن طريق مستشفى الملك فيصل التخصصي. وفي مارس (آذار) 1997 صدر قرار مجلس الوزراء رقم 163 بالموافقة على إدخال خدمة الإنترنت إلى السعودية تحت إشراف مدينة الملك عبد العزيز.

ويعود رمزي ليقول: «انتشار الإعلانات لا يعني بالضرورة الاستغناء عن وسائل الإعلانات الأخرى والتي سبقتها بمراحل، فلكل وسيلة أسلوبها في الوصول إلى الشريحة التي تستهدفها». أما باكور فيقول: «الإنترنت تعد أسلوبا سهلا وموفرا للجهد بالنسبة للمستهلك، خصوصا أن التسهيلات التي قامت بتقديمها الشركات المزودة لخدمة الإنترنت ستساهم حتما في زيادة الإقبال على الشبكة».

أحد القائمين في إدارة أحد المنتديات، والذي رفض ذكر اسمه، قال: «بالرغم من الدخل المحدود الذي نجنيه من الإعلانات عن طريق الإنترنت، وضعف الإقبال من قبل المعلنين إلا أنها وسيلة لا بد منها في عصر العولمة، وحتما سيرتفع الطلب والإقبال عليها، وذلك سيؤدي إلى رفع أسعار الإعلانات في هذه المواقع». وأضاف: «الانتخابات البلدية التي شهدتها السعودية مؤخرا ساهمت في رفع درجة الإقبال على الموقع وطلب وضع الإعلان من خلاله، ربما هو توجه أو حس من المرشحين بأهمية الإعلان من خلال مواقع الإنترنت التي يتصفحها يوميا العديد من فئات المجتمع».