عملاقة الإعلام «فياكوم» تسبح عكس التيار.. وتقرر الانقسام إلى شركتين

من ضمن محطاتها كل من «سي.بي.أس» و«أم.تي.في»

TT

على الرغم من أن قرار، سومنير ريدستون، الرئيس التنفيذي لشركة «فايكوم كيبل» العملاقة في تقسيم الشركة إلى شركتين كان مفاجئا لمن يراقب المشهد الإعلامي الذي رسمته الاندماجات الكبرى خلال العقدين الماضيين، إلا أن عدداً من المحللين الاقتصاديين والخبراء في شؤون الإعلام يرون غير ذلك. ويرى المديرون التنفيذيون للشركة أن المستثمرين في شركات وسائل الإعلام يتقدمون هذه الأيام ضمن استراتيجية حذرة وأنهم (المستثمرين) حذرون من شركات الإعلام العملاقة التي تقدم مشاريع تجارية متعددة. ويسود الاعتقاد لدى المحللين أن الرئيس التنفيذي لشركة «فايكوم كيبل» قد انتظر كثيرا من أجل اتخاذ قرار تقسيم الشركة العملاقة إلى شركتين. وسوف تضم الشركة الأولى وحدة شبكات البث التلفزيوني والإذاعي، وتضم الشركة الثانية خدمات شبكة الكيبل واستيديو الأفلام. وتعتبر شركة فايكوم ثالث أكبر شركة لوسائل الإعلام والترفيه في الولايات المتحدة وهي تضم محطة «سي بي أس» التلفزيونية وشبكة «أم تي في» الموسيقية الذائعة الصيت لدى الشباب وشبكة «نيكولديون» واستيديو «بارامونت» لتصوير الأفلام إضافة إلى محطات الراديو المختلفة. وقد يبدو أن قرار فصل الشركة إلى شركتين مفاجئا للوهلة الأولى بعد أن اتجهت الشركات والمؤسسات المالية الضخمة إلى الاندماج لكن قرار سومنير ريدستون رئيس الشركة كان مدروسا لاعتبارات تجارية ونتيجة لتحولات كبيرة في مجال التكنولوجيا وصناعة الترفيه والإعلام . وفي البيان الذي صدر عن الشركة قال سومنير «نعتقد أن فصل عملنا إلى كيانات فعالة وقوية سوف تسمح لنا بإعادة هيكل رأسمالنا ولخلــق فرص فريدة للاستثــــمار لتكــون أكثر إغراء للمستثمرين وبأهداف مختلفة». ويرى الخبراء والمحللون من «وول ستريت» أن عائدات شركة فايكوم مرشحة للهبوط في السنوات القادمة بعد الزيادة التي سجلتها في العام الماضي بنسبة 17 % والتي وصلت إلى أكثر من 6.5 مليار دولار. وبحسب رأي كلبكل ناثينسون، المحلل الإعلامي من جامعة ستانفورد والذي تابع مسار شركة فايكوم التي مضى على إنشائها 24 عاما، فإنه من «المؤكد حسابيا» أن «الشركة في طريقها إلى التراجع والبطء». ويضيف «إن فكرة مشاهدة التلفزيون بالطريقة التقليدية سوف تتغير» ويؤكد أن الشركة فياكوم كيبل تواجه سلسة من المشاكل في الوقت التي تحاول الحفاظ على متلقيها من المشاهدين الذين غيروا الكثير من عاداتهم. وتناضل الشركة في الحفاظ على مشاهديها من جيل الشباب الذين يصرفون الآن جل وقتهم مع شبكات الانترنت وبالمحادثات الفورية التي توفرها شبكات الانترنت، ويضاف إلى ذلك ولعهم الشديد بالهواتف النقالة وبألعاب الفيديو. ومع انتشار أجهزة مثل جهاز الـ«تيفو» لتسجيل الأفلام وأشرطة الموسيقى بواسطة الكمبيوتر قد أثر كثيرا على شبكات التلفزة التي تقدم برامج ترفيهية تجدب الكثير من قطاع الشباب ووجدت محطة «أم.تي.في» صعوبة في اختراق المزيد من المشاهدين.

ويعتقد المحللون أن وحدة التلفزيون التي ستنفصل عن شركة فايكوم قابلة على زيادة عائداتها بنسبة 7 % في الأعوام الخمسة القادمة . واستبعد فان توفر الرئيس التنفيذي لشبكة «أم تي في» انخفاض عائدات مؤسسات التلفزيون ويقول «إن الماركة التجارية لـ«أم.تي.في» قد حققت علاقة قوية مع جيل الشباب ومن الممكن تعزيز جاذبية هذه الماركة بوسائل عضوية من خلال راديو الأقمار الصناعية والهواتف النقالة ومن خلال أشرطة الفيديو». وقد ساهمت شركة فايكوم في إنشاء محطات تلفزة إضافية مثل ( في.أج.وان)، وواصلت من خلالها زيادة مبيعاتها ويبلغ عدد مشاهدي كل محطة خصوصا (أم.تي.في) ومحطة (في.أج.وان) حوالي 87 مليون مشاهد حسب قول الهيئة التنفيذية لشركة فايكوم. وكشفت نشرة «بلومبيرغ» الاقتصادية أن فايكوم قد خسرت قبل سنة 385 مليون دولار، حين ساهمت في تخفيض قيمة شركة (بلوكبوستر) لتأجير أفلام الفيديو في بداية هده السنة. وبالرغم من أن «أم.تي.في» تحقق النسبة الكبيرة من الأرباح للشركة، حيث بلغت أرباحها في العام الماضي حوالي 620 مليون دولار، وبلغت قيمة أسهمها حوالي 1.09 مليار دولار، لكن المحللين يرون أن هذه الأرباح سوف تنفقها شركة فايكوم في مشاريع أخرى مثل توسيع شبكاتها على الصعيد الدولي. وقد يتم إنفاقها في شراء ممتلكات أخرى مثل «سبايك تي في»، وفي تطوير برامج ذات صلة بمواقع الانترنت وبخدمات الهواتف النقالة. ولم يكن أمام الشركة العملاقة إلا التقسيم والتي تضم قبل الفصل 18 شركة على رأسها شبكة «سي.بي.أس» و«شو تايم» و «ام تي في»، وغيرها من محطات التلفزة والراديو، إضافة إلى استوديو بارامونت العملاق لتصوير الأفلام.