في دبي.. الـ«سي إن إن» والـ«مجد» جيران على الأرض وإن اختلفا في الفضاء

TT

في خضم هذا التكتل الضخم من المؤسسات الإعلامية الذي بات يعرف بـ«مدينة دبي للاعلام»، توجد لقطة فريدة، حيث يجتمع في أحد مبانيها مكتب قناة الـ c.n.n الاخبارية الأميركية، ومكتب قناة «المجد» الفضائية الاسلامية، وتفصل بينهما فقط طبقتان من الاسمنت تفصل بينهما. ويستطيع من يراقب المبنى أن يلاحظ طرافة المشهد، وأن يفرق بكل سهولة بين الموظفين في قناة "المجد" الملتحين على الارجح والمرتدين للثياب، وبين زائري وموظفي (من الجنسين) مكتب «سي إن إن» الذين يرتدون الملابس الأجنبية.

ولا يستغرب محمد الملا، مدير إدارة المبيعات بمدينة دبي للإعلام، ان تجتمع تلك القناتين في مبنى واحد داخل المدينة ويقول «لا تفرض مدينة دبي للاعلام أي شروط للتسجيل بها سواء بالنسبة للأفراد أو المؤسسات ولكن هناك مجموعة من القواعد العامة للتسجيل والتي تهدف إلى حماية مصالح المستثمر في المقام الأول ومصالح مدينة دبي للإعلام في نفس الوقت وهذا أمر متعارف عليه في أبسط قواعد العمل الاقتصادي، من بين تلك القواعد هو أن تتمتع الشركة أو المؤسسة بالأهلية القانونية وأن يكون نشاط الشركة المطلوب الترخيص لها يندرج ضمن قائمة الأنشطة العاملة بمدينة دبي للإعلام». أما بالنسبة إلى قطاع النشر والبث التلفزيوني، فهي أيضا تخضع للقوانين المعمول بها ضمن المنطقة الحرة، حيث أسست المنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام هيئة قانونية خاصة تضم محامين من الإمارات وبريطانيا وصدر عن تلك الهيئة مجموعة من الإرشادات العامة الخاصة بقطاعي النشر والبث التلفزيوني وهي إرشادات دولية تتبع في جميع أنحاء العالم للتأكيد على مواءمة المحتوى المقدم وعدم تضمنه لأية مواد مسيئة للدين أو الأخلاق العامة. وبالعودة إلى الـ«جيرة» القائمة بين الـ«سي إن إن» و«المجد»، طرحنا السؤال على العاملين في القناتين وهو: هل هنالك من علاقة أو مشروع علاقة بين الزملاء في المبنى الواحد؟ فكان جواباً عفوياً من قبل زميل محرر في «المجد»، طلب عدم الكشف عن اسمه، وهو يقول «لم يحدث هذا الاتصال أو التقارب الذي تسألون عنه والسبب بسيط جداً.. الزملاء في الـ c.n.n يتبعون ساعات دوام مبكرة جداً تتناقض وساعات الدوام المتعارف عليها، بحكم توقيت بث القناة الغربي طبعاً، لهذا لا يحدث هذا التقارب المنشود. أضف الى ذلك، يقول الزميل المحرر: «الجماعة في الـ c.n.n كلهم أجانب وحبل الحوار مقطوع بيننا.. لغوياً طبعاً».

هذا فيما اعتذر المسؤولون في قناة «المجد» عن الاجابة، وذلك بسبب اعتبارهم انه «لا وجود لخلاف مع الـc.n.n أو أي مؤسسة تجاورهم في مدينة دبي للإعلام، فالفضاء هو واحد ومشترك ويتسع للجميع».

اما القائمون على قناة الـ c.n.n فاكتفوا بمخاطبتنا بواسطة البريد الإلكتروني، على لسان مديرة مكتب دبي; كارولين فرج، التي اعتذرت عن الرد وطلبت عدم استخدام أي تعليقات من جانبها لأنه «لم يسبق لها التشرف بالتعرف على الزملاء في محطة المجد».