التلفزيون وسيلة الترفيه «رقم واحد» في السعودية

انتشار الفضائيات من أبرز الأسباب

TT

هناك مؤشرات عدة تدل على تحول التلفزيون إلى جزء أساسي لا يستغنى عنه في حياة السعوديين، وربما بشكل يفوق بقية شعوب المنطقة. فالتلفزيون لم يعد مقتصرا وجوده على غرف الجلوس في البيوت، وإنما بات في كل غرفة من المنزل، أو على الأقل هناك من يروج لهذه الحاجة، ويمكن الاستدلال على ذلك بالعروض التي تقدمها شبكات التلفزيون المدفوع العربية، التي تعرض عليك «ريسيفر» مجاني لقنوات الأطفال إلى جانب الـ«الريسيفر» الأساسي للقنوات العائلية، وهو ما تنفذه شبكة «شوتايم» منذ فترة كما يقول شادي طلعة مسؤول مبيعات اشتراكات في «شو تايم»، ولعل كثيرين يتذكرون الاعلان التلفزيوني الذي مثل فيه الفنان السوري دريد لحام مع ولده وهما في نزاع على الريموت كونترول، ومن ثم تحل المشكلة عبر الاشتراك في هذا العرض الخاص. هناك ايضا المقاهي الشبابية المنتشرة في منطقة «الثمامة» مثلا، وهذا مثال يخص السعودية تحديدا حيث لم تعد المقاهي تكتفي بشاشة تلفزيونية عملاقة واحدة، بل باتت تخصص لكل «جلسة» تلفزيونا خاصا مزودا بأكثر القنوات الفضائية شعبية. ومن آخر الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع هي دراسة مسح لمجموعة «المرشدين العرب» Arab Advisors Group، أجريت العام الماضي واشارت إلى أن 89% من العائلات في السعودية يملكون صحوناً لاقطة لاستقبال القنوات الفضائية، وأن 16% من العائلات يملكون اشتراكاً في القنوات التلفزيونية المدفوعة، والمقدمة من شبكات «أوربت» و«شوتايم» و«إي آر تي». كما أن التقارير الاقتصادية تشير إلى أن المعلنين يعتبرون السوق السعودي هو الأكبر إعلانيا.

أما المثال الأحدث فهو الجدل الذي أثير حول فوز المشترك السعودي هشام عبد الرحمن في الموسم الثاني من برنامج «ستار أكاديمي» الذي عرض على شاشة الـ«ال بي سي». واللقطة في الموضوع هي أن ما جرى مؤخرا أثبت أن لهشام قاعدة جماهيرية كبيرة في السعودية، وكذلك عدد من المعارضين. والنقطة ليست في كون الناس «مع» أو «ضد» ولكن في أن يعلموا جميعا من هو هشام عبد الرحمن، الأمر الذي يدل أيضا على مدى اقتحام التلفزيون لحياة الناس في السعودية. أما عن أسباب هذه الظاهرة، فيرى رئيس جمعية الإعلاميين العرب، خالد الفرم، أن كثافة المشاهدة في المملكة تعود بعض أسبابها إلى طبيعة المجتمع السعودي، الذي يشكل فيه الشباب الغالبية، ممن يبحثون عن نوافذ للتفاعل المعرفي والفكري والاجتماعي والترفيهي عبر شاشات الفضائيات نتيجة ضعف وجود التفاعل البديل. أما حول تكريس الطفل السعودي جل وقته لمشاهدة التلفزيون كما تظهر بعض الدراسات فيرى الفرم أن ذلك نتيجة غياب الأنشطة البديلة، الرياضية والترفيهية ليجد إشباعه في العالم التلفزيوني. لكن فيما يعتبر هذا الاقبال اللافت من قبل السعوديين لمشاهدة التلفزيون للمعنيين امرا جيداً، يحذر الفرم من خطورة الإدمان على الشاشة السياسية أو الدرامية أو الترفيهية على المدى البعيد، للتأثير التراكمي للصور والأفكار التي يتم غرسها في جيل بات يعتقد بالعالم التلفزيوني أكثر من واقعه الاجتماعي، سيما الجمهور (الحساس) والذي يضم الأطفال والمراهقين وكبار السن، لتنعكس سلبيات ذلك على مدى صحة المجتمع وتماسك هيكله الاجتماعي، مضيفا أن طبيعة الاستخدام التلفزيوني غير الراشد تنعكس سلبا على مستوى الأداء اليومي (مرحليا) وعلى المعتقدات والسلوكيات على المدى المتوسط والبعيد، فالمعلومات والصور تتحول إلى معرفة، ومن ثم إلى اتجاه عقب ذلك إلى سلوك، والمشاهد لا يدرك انه يتعرض إلى جرعات مقننة ومدروسة بهدف التأثير عليه سياسيا أو اقتصاديا.

الجدير بالذكر أن استفتاء اجراه موقع «براعم» الالكتروني العربي (خاص به وبزواره)، أشار إلى أن الأطفال في السعودية لو خيروا بين الانترنت والتلفزيون فانهم يتخلون عن الانترنت ولكن «من المستحيل التخلي عن التلفزيون».