العلاقة بين مذيعات التلفزيون وخبيرات التجميل.. إما ثقة تامة وإما فلا

فتيات «الماكياج» يتحولن إلى حافظات أسرار في بعض الأحيان

TT

تجمع آراء معظم مذيعات التلفزيون على أن اختصاصية الماكياج، التي تتولى تقديمهن بأجمل إطلالة أمام الكاميرا، هي بمثابة صمام الأمان، ومن غيرها يشعرن بالارتباك وأحياناً بعدم الثقة بالنفس. وبالرغم من ذلك فإن نسبة منهن تجدها مجرد موظفة تؤدي العمل المطلوب منها ليس أكثر، فيما هي تمثل لقلة من العاملات في هذا الوسط الصديقة الحميمة، وأحياناً الأقرب إلى معالجة نفسية، باستطاعتها، من خلال حرفيتها، أن تحول صاحبة الوجه الحزين إلى مشرق بشوش.

وتعتبر زينة فياض، مقدمة نشرات الأخبار على قناة ANB حالياً، من الإعلاميات اللواتي ينتمين إلى هذه الشريحة الأخيرة، إذ تربطها بخبيرة التجميل أميرة إدلبي، علاقة مميزة ومتينة، يزيد عمرها عن 7 سنوات، وتقول عنها إنها «نعمة من نعم الحياة» التي تتمتع بها، وأنها «محظوظة بهذه العلاقة». وتؤكد زينة أن لديها ثقة عمياء بأميرة، فلا تتدخل في الأسلوب الذي تعتمده في وضع الماكياج، كما تترك لها حرية اختيار الألوان من ظلال العيون وأحمر الشفاه والخدود، لأنها، كما تقول زينة: «حفظتني ظهراً عن قلب»! فإضافة إلى أن أميرة إدلبي عملت مع زينة في قناة «المستقبل» بداية، إلا أنها لم تتوان عن مرافقتها في جميع تنقلاتها في المحطات الأخرى، إن في «الجزيرة» (في قطر)، أو في ANB. وعندما تراودها فكرة ابتعاد أميرة عنها بسبب عرض مغر قد تتلقاه من محطة تلفزيونية ما، تشعر بالإحباط، وتقول: «عندها سأشعر بأنني خسرت صديقة عزيزة ورفيقة عمر».

وزينة تصف أميرة بالمعالج النفسي الذي يهدئ من روعها إذا كانت متوترة، ويخفف من آلامها إذا كانت حزينة. وتفصح: «هي آخر من أراه قبيل إطلالتي على الكاميرا، ولذلك لا بد أن أتأثر بأسلوب حديثها معي وبشخصيتها عامة».

ولكن هل يمكن أن تمارس اختصاصية التجميل كل هذا التأثير في المذيعة التلفزيونية؟ تقول زينة: «طبعاً، فعندما أشاهد نفسي على المرآة جميلة تزداد ثقتي بنفسي ويكون حضوري أمام الكاميرا أقوى، حتى انني لا أتوانى عن التغزل بماكياج أميرة لي عندما أجده فاتناً». وتضيف: «ان مجرد التفكير بأن إطلالتي ناقصة يسبب الارتباك لدي مما ينعكس سلباً على أدائي».

أميرة بدورها تؤكد علاقتها المميزة بزينة وتجدها صاحبة إطلالة جميلة، ليس فقط بفضل أناملها، بل لأنها تملك تقاسيم واضحة ووجهاً يعشق الكاميرا، و«هي تثق بذوقي وتقنية عملي، وهنا يكمن سر نجاح العلاقة بيننا، وفي حال فقدان هذه الثقة بيننا، أو بيني وبين أي مذيعة أخرى، لا شك في أن نتيجة الماكياج تكون فاشلة».

وعادة ما تعتمد القنوات عدة اختصاصيات تجميل، فلا تكتفي بحصر العمل بواحدة أو اثنتين حتى لا تأتي إطلالات المذيعات متشابهة. في LBC تتولى كل من غيتا سعادة وباميلا دكاش وجومانا حداد وغيرهن الإشراف على ماكياج كافة المذيعات، بدءاً بنشرات الأخبار وفقرة «نهاركم سعيد»، وصولاً إلى برامج التسلية والألعاب والأخبار الفنية.

وتأتي مذيعة نشرات الأخبار على قناة «ال. بي. سي»، دوللي غانم، في مقدمة الإعلاميات المعروفات بإطلالتهن المتجددة والمرتكزة على تغيير لون الماكياج أحياناً وقصة الشعر أحياناً أخرى. وهي تؤمن بأن لاختصاصية التجميل دوراً بارزاً، تمارسه على المذيعات بشكل عام، «إنها تضفي البريق والسعادة على وجه المذيعة، كما انها في أحياناً كثيرة تؤتمن على أسرارها الخاصة».

وتجد دوللي أن خبرة اختصاصية التجميل ضرورية حتى تحظى بثقة العاملين معها، وتضيف: «أحياناً كثيرة لدى ملاحظاتي على ماكياجي، ومرات عدة أقوم به بنفسي، لأنني أشعر مسبقاً كيف أريد أن أبدو اليوم».

ومن ضمن المهمات الصعبة التي تقوم بها اختصاصية الماكياج، إخفاء عيوب المذيعة وإبراز معالم وجهها الجميلة. فإخفاء الانتفاخ تحت العينين وتحويل الشفاه الرقيقة إلى سميكة وجعل الوجه الطويل أو العريض ملائماً أمام الكاميرا، كلها عيوب باستطاعة صاحبة الأنامل الساحرة التخلص منها بجدارة، كذلك الأمر لصاحبة الأنف الطويل والحنك البارز والخدود الخافتة، التعامل مع هذه التقاسيم الصعبة في الوجه يبرز مدى كفاءة اختصاصية الماكياج بشكل عام.

مارلين صايغ، اختصاصية التجميل في تلفزيون «روتانا»، والمسؤولة عن إطلالة الفنانات في القناة المذكورة، إضافة إلى عدد من المذيعات، أمثال جومانا عيد ورين سبتي وغيرهما، تؤكد أن همّ المرأة أولاً وأخيراً هو أن تبدو دائماً أصغر سناً، خصوصاً أن الكاميرا تكشف العيوب الدقيقة، ولذلك هي تبذل جهداً لإرضاء كل مذيعة حسب رغبتها. وتقول: «لست الوحيدة التي أعمل في هذا المجال في تلفزيون «روتانا»، ولذلك علاقتي مع المذيعات هي تماماً كما مع زميلاتي، فيها الكثير من المودة والاحترام، وأحياناً كثيرة نقدم لهن النصائح، كما يبدين آراءهن بصراحة حول طريقة عملنا».

بعض مذيعات الأخبار على تلفزيون «المستقبل»، كغادة عيسى ونجاة شرف الدين، لا يلجأن إلى التغيير في إطلالتهن، إذ يفضلن الحفاظ على شكلهن المعتاد. والعكس تماماً هو حال المذيعة جلنار جردلي، التي سبق وعملت في «المستقبل» الفضائية وانتقلت حالياً إلى قناة دبي، إذ لا تنفك تختار إطلالات مختلفة لها، تلونها دائماً بـ«لوك» متجدد، فتبدو أحياناً صاحبة عينين زرقاوين، وأحياناً أخرى سوداوين. وهي من المذيعات اللواتي يعطين اختصاصية التجميل كامل الثقة وحرية التصرف.

ويختلف ماكياج مقدمة الأخبار عن ماكياج مقدمة البرامج الفنية، فالأول يكون أكثر وقاراً وناعماً، فيما يكون الثاني واضحاً وملفتاً.

ماريا معلوف، مقدمة برنامج «بلا رقيب» على تلفزيون «نيو. تي. في»، أوضحت أن علاقتها مع اختصاصية الماكياج «لا تتعدى حدود المهنة»، وأنها لم تعتد يوماً على اصطحابها معها في سفرها، وأثناء إجراء مقابلاتها مع رجال سياسة في لبنان أو خارجه. وترى أن خبرة الاختصاصية «تضع المذيعة في إطار الأمان»، إلا أنها في أحياناً كثيرة اضطرت للظهور أمام الكاميرا بدون ماكياج وهذا لم يزعجها. وأكدت أنها لا تستطيع الارتباط بصداقة متينة معها، لأنها لا تتلاقى واياها في الأفكار عامة والمناقشات السياسية خاصة، فلا توجدان معاً سوى ضمن العمل».