إشهار أول اتحاد للصحافة الخليجية.. لكن من دون نظام أساسي

بعد ست سنوات من الاجتماعات المتكررة

TT

بعد ست سنوات من الاجتماعات المتكررة، تمكن رؤساء تحرير 30 مؤسسة صحافية في مجلس التعاون الخليجي واليمن، من تشكيل «اتحاد الصحافة الخليجية»، وبالرغم من أن الاتحاد احتفل رسميا بافتتاح مقر دائم له بالعاصمة البحرينية المنامة، وباختيار رئيسه وأمينه العام ومساعديه، إلا أن المفاجأة كانت حاضرة لمجتمع الصحافة الخليجية بأسرها، حيث تم إشهار الاتحاد، لكن من دون الاتفاق على مشروع النظام الأساسي للاتحاد!، وهو ما شكل استغرابا لدى كثير من المتابعين حول المستقبل الذي ينتظر الاتحاد، طالما لم يستطع تجاوز عقبة مثل النظام الأساسي.

ووفقا لمشروع لنظام الأساسي لاتحاد الصحافة الخليجية، الذي لم تتم الموافقة عليه حتى الآن، وتم تأجيل ذلك إلى اجتماع الجمعية العمومية المقبل، فإنه يهدف إلى العمل على تحقيق وحدة وانسجام الصحافيين الخليجيين، والتنسيق والمساهمة في الحملات الموجهة ضد الدول الخليجية، وترسيخ مظاهر التضامن بين الشعوب الخليجية، وتنسيق وتنمية التعاون في ما بين المؤسسات الصحافية والنقابات والجمعيات والهيئات الصحافية في الخليج، وتطوير وتبادل المعلومات والمواد الصحافية، وتشجيع النشر المتزامن بين الصحف الأعضاء، والعمل على تأصيل حرية الصحافة والصحافيين وصيانة حقوقهم بالطرق القانونية والمشروعة، وإقامة الدورات التدريبية لتنمية قدرات الصحافيين العاملين وتدريب الكوادر الصحافية الجديدة، وعقد المؤتمرات واللقاءات الدورية لتعزيز التعاون والتبادل المهني لدعم الصحافة في الخليج العربي، وحل المشكلات التي قد تنشأ بين أعضاء الاتحاد، والتنسيق لإنشاء التحالفات المهنية والشركات التي تخدم تحقيق أهداف الاتحاد وحماية أعضائه من التحالفات التي تستهدف المؤسسات الصحافية في الخليج، كما يسعى الاتحاد إلى ترسيخ ودعم حقوق المؤسسات الصحافية وفق الأنظمة والقوانين في كل دولة من دوله، وأخيرا الدفاع عن الحقوق المشروعة لأعضاء الاتحاد. ويتساءل الكاتب الصحافي البحريني علي الصالح، ايهما يجب ان يعطى الاولوية، ويتم البدء بإنجازه «أهو حفل اشهار قيام الاتحاد، والقيام بالزيارات البروتوكولية وتبادل التحيات والقبل والتهاني والتبريكات، أم توقيع النظام الأساسي للاتحاد، والعمل على نشره في صحف كل دول المنطقة، والطلب من الصحافيين والكتّاب مناقشته، والتقدم باقتراحات لتعديله أو الاضافة عليه، ومن ثم الاجتماع في وقت لاحق لتدارس اقتراحات التعديل، والأخذ بها، ومن ثم التوقيع على النظام الاساسي بصورة نهائية»، ويضيف الصالح قائلا: «أي اتحاد هذا الذي يضم خليطاً من «سمك، لبن، تمر هندي»؟، وأي اتحاد يضم أصحاب الصحف والرؤساء والمديرين، كذلك الصحافيين العاملين، أي العمال وأصحاب العمل، ومباركة ودعم وزارات الإعلام، وأي اتحاد يضم الجمعيات والنقابات، والرؤساء والمؤسسات، وأيضاً الصحافيين الأعضاء في الجمعيات والنقابات، والعاملين في هذه المؤسسات، ألهذا تم تأجيل مناقشة وإقرار النظام الأساسي إلى اجتماع قادم؟، أم ان هناك سبباً آخر أهم؟». لكن عيسى الشايجي، رئيس تحرير صحيفة «الأيام» البحرينية ونائب الأمين العام للاتحاد، قلل من شأن عدم توقيع الأعضاء المؤسسين على النظام الأساسي، معتبرا أن السبب الرئيسي لذلك، هو عدم استلام الاعضاء لمسودة النظام، إلا قبل وقت قصير من الاجتماع الذي عقد بالمنامة، مشيرا إلى أن هناك توافقاً على النظام الأساسي «لكن الأمر لا يعدو كونه اجراءات نظامية ستأخذ مجراها في الجمعية العمومية المقبلة». لكن الشايجي اعترف بوجود اعتراض من قبل الوفد الاماراتي حول عضوية الجمعيات الصحافية للاتحاد، حيث ترى جمعية الصحافيين الاماراتية، أن العضوية يجب ألا تفرض على الجمعيات والنقابات. وهنا يؤكد نائب الأمين العام، على أنه تم ابلاغ الجمعية الاماراتية أن العضوية ليست اجبارية على الجمعيات والنقابات الصحافية، «بل هي اختيارية»، إلا أنه اعترف بأنه شخصيا كان من أبرز المعارضين لفتح الباب لعضوية الأفراد من الصحافيين، وحصرها في المؤسسات والجمعيات والنقابات.