جهاز الـ «بلاك بيري» يثبت جدارته في التغطية الميدانية

أدوات جديدة يستخدمها الصحافيون الميدانيون

TT

لم يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يتجمع الصحافيون بالقرب من محطة «وارين ستريت» لقطارات الأنفاق، بعدما تسربت أنباء عن وقوع إحدى العمليات الارهابية التي شهدتها لندن يوم 21 يوليو (تموز) الماضي هناك. ولمن ينظر حوله فلا بد أن يعلق بأن المنظر كان يليق فعلا بالقرن الـ21، في سيارة سوداء تابعة لإحدى وكالات الأنباء انهمك صحافي في كتابة المستجدات ووصف ما يدور حوله، لكنه لم يكن يكتب على كراسة وإنما على جهاز الـ «بلاك بيري» الخاص به (جهاز مخصص لإرسال واستقبال البريد الإلكتروني لاسلكيا)، فيما شخص آخر يطبع على جهاز كومبيوتر محمول ، رابطا اياه بهاتفه الجوال الذي استخدمه في التصوير كذلك، حيث يكتب قصته ويرسلها بصورها على الفور إلى مؤسسته الإعلامية. والواقع أن الـ «بلاك بيري» أثبت جدارته أكثر من مرة على الساحة الإعلامية وفي الظروف الطارئة، حيث علمت «الشرق الأوسط» من مصدر في وكالة «أسوشيتيد برس» أن الوكالة استطاعت نقل خبر وفاة البابا يوحنا بولس الثاني فور حدوثه تقريبا، بفضل ارسال مراسلها في الفاتيكان رسالة عبر جهاز الـ «بلاك بيري» إلى مركز التحرير في لندن.

كيف يعمل؟ < يحتوي جهاز الـ «بلاك بيري» على برنامج مماثل لبرنامج الـ «اوت لوك» لإرسال واستقبال البريد الإلكتروني، حيث يخولك الاطلاع على «صندوق الوارد» والرد على بريدك او تحرير رسالة جديدة. ومن ضمن التحسينات التي أُدخلت عليه أخيرا دمجه بجهاز هاتف جوال، وإضافة القدرة على تصفح مواقع الإنترنت من خلاله. هذا بالإضافة بالطبع إلى تقويم ومدونة ودفتر أرقام عناوين وهواتف وهو مصمم بتقنيات اتصال لاسلكي للمنطقة المحلية والعالمية، والجهاز أصغر قليلا من حجم راحة اليد. شهادات حية < لا يقتصر استخدام هذا الجهاز على حالات الطوارئ فحسب، بل له الفضل في جعل التغطيات الإعلامية أسرع وأفضل بشكل عام، حيث يسهل التواصل بين المراسلين على الأرض ومسؤولي صالة التحرير. ويقول جيف رايت، كبير المهندسين التقنيين في برنامج «جي ام تي في» ـ أكثر البرامج الصباحية نجاحا في المملكة المتحدة ـ: إنه في الماضي كانت الطريقة الوحيدة كي يعلم المراسل الميداني متى سيظهر على الهواء مباشرة الاتصال بمنتجي البرنامج، والمنتجون يكونون في غاية الانشغال عادة، لذلك فبعد الاتصال ربما تكون خطة البث قد تغيرت تماما.

ويوضح رايت في شهادة له نشرها موقع «بلاك بيري» أنه بفضل هذا الجهاز «اصبح بامكان المراسل الحصول على نسخة من جدول البرنامج ومواعيد عرض الفقرات مسبقا»، وايضا الحصول على التعديلات فور حصولها. أجهزة أخرى < لا يقتصر الجيل الجديد من أدوات الصحافيين على أجهزة الـ «بلاك بيري» فحسب، بل تشمل أيضا أجهزة الهاتف الجوال من الجيل الثالث المزودة بكاميرات الفيديو حيث تستخدم من قبل المراسلين الميدانيين في التغطية التلفزيونية المباشرة. وكانت الـ «بي بي سي» على سبيل المثال وزعت مثل هذه الأجهزة على جميع مراسليها الميدانيين (راجع عدد «الشرق الأوسط» رقم 9551 في 21 يناير (كانون الثاني) 2005). إلى ذلك فإن أجهزة «المساعد الشخصي الرقمي»PDA الحديثة لها أكثر من استخدام بالنسبة للصحافيين، حيث تستخدم لكتابة القصص عليها في موقع الحدث وحفظها في ذاكرتها، إلى جانب التصوير (في حال كونها مزودة بكاميرا)، وارسال القصص (في حال كانت مرتبطة بالإنترنت أو شبكة الجوال). وأيضا فإن معظم الأجهزة مزودة بامكانية التسجيل الصوتي لذلك فهي عملية جدا لاجراء المقابلات، حيث يستطيع الصحافي تسجيل المقابلة وتصوير من يقابله وايضا تدوين الملاحظات في الوقت نفسه.