الإعلامي المصري جمال عنايت.. هل يعيش في جلباب أديب?

بعد مرور 6 أشهر منذ توليه مهمة تقديم «على الهواء»

TT

سجل الأسبوع الماضي مرور 6 أشهر على إعلان الإعلامي المصري عماد الدين أديب عن «استراحته» من تقديم برنامج «على الهواء» الذي قدمه على شبكة «اوربت» التلفزيونية طوال 11 عاما. في ذلك الوقت أعلن أديب أن جمال عنايت سوف يحمل الراية من بعده، ويواصل تقديم «على الهواء». ولجمال خبرته في المجال، حيث كان يقدم من قبل برنامجا يحمل اسم «أبعاد» على اوربت أيضا، وهو أيضا الرجل الثاني في مؤسسة «جود نيوز» الإعلامية التي يملكها عماد الدين أديب التي انطلقت منذ سنوات وتصدر عددا كبيرا من الإصدارات وتملك عددا كبيرا من دور السينما واختارت أخيرا، أن تنتج أفلاما بتكلفة ضخمة لعل اشهرها فيلم «حليم» الذي لم يكمله الراحل احمد زكي، هو أيضا الرئيس التنفيذي لجريدة «العالم اليوم»، ونائب جود نيوز لتطوير المحتوى ومسؤول عن شركة جود نيوز انترناشونال بكل مطبوعاتها.

وعلى الرغم من كل مشاغله، واتصالنا المفاجئ به وافق عنايت على الفور على إجراء حوار مع «الشرق الأوسط» من القاهرة.. وذلك لأنه يعتبرها مثل بيته، خصوصا وانه عمل مديرا لمكتبها في القاهرة في السابق، وفيما يلي نص الحوار:

* كيف كانت بدايتك مع «على الهواء» ؟ وكيف تم اختيارك لإكماله بعد اعتذار عماد أديب عن عدم مواصلة تقديمه؟

ـ أنا اعمل في برنامج على الهواء منذ اليوم الأول لإعداده منذ 11 عاما وعلاقتي بعماد أديب هي علاقة ممتدة وطويلة منذ عام 1974 وبالتالي نحن أصدقاء قبل أن نكون زملاء عمل. ونحن نفهم بعضنا جيدا، واعتقد أن في التلفزيون يكون من المهم أن يكون هناك تفاهم بين اطراف العمل، ربما اكثر من الكفاءة، وبدأنا منذ أول يوم بوجهة نظر هي أن نقدم البرنامج بمشاركة جماهيرية، ومن الجميل أن شبكة اوربت تنبهت لضرورة المشاركة الجماهيرية في البرنامج، ونحن أول برنامج يشترك فيه الناس عبر الوسائل المتاحة الهاتف والفاكس، وناس كثيرون لم يكونوا يصدقون في بداية البرنامج انه لا توجد رقابة ولا تأخير، وبعضهم كانوا يتصلون لكي يسمعوا صوتهم، حتى يصدقوا هذا، ومع الوقت بدأنا نبني ثقة وجمهورا طوال هذه السنوات، واعتقد أن برنامج على الهواء انجح برنامج في العالم العربي، ويشرف أي أحد أن يعمل به، أو يقوم بمسؤوليته لان البرنامج حقق نجاحات طوال السنوات الماضية غير مسبوقة سواء من حيث الموضوعات التي طرحها، أو الأشخاص الذين استضافهم أو شكل التناول، أو احترام المشاهدين، أو احترامه هو للمشاهدين الذين هم المعيار الحقيقي لانجاحه، وعندما قرر عماد أن يتنحى عن هذا البرنامج كانت مفاجأة لي انه رشحني لاستكمال البرنامج.

* كيف تقبلت الأمر وقتها؟

ـ كانت مسؤولية كبيرة جدا، لان برنامجا بحجم وقيمة «الأستاذ عماد» سيكون من الصعب أن يتولاه أحد بعده، ومخاطره، من الممكن أن تقول أنني قدمت برنامجا من قبل في اوربت وكان له صدي كبير، لكن في النهاية تظل هناك مساحة لا بد من ملئها، فكان الأمر تحديا كبيرا بالنسبة لي . فعماد نجم إعلامي فهل أستطيع أن املأ مكانه أم لا، هل أستطيع أن اعمل أم لا، هل سيقبلني الجمهور أم لا، كل هذه المسائل كانت مطروحة علي، وكانت مغامرة بمعنى الكلمة، لم اكن اعرف، هل سأنجح أم لانه ولكن ما أقوله أن ما حدث شأنه شأن كل شيء، افعله أن أؤمن بالجهد الإنساني والجهد، فعملت بأقصى ما لدي من جهد.

* وكيف كانت ردود الفعل؟

ـ من أول يوم وجدت أناسا يتصلون، ويتابعون البرنامج، وبدأنا نطور البرنامج، وعلى مدى ستة اشهر حققنا نتيجة لم اكن احلم بها.

* دعنا نعود إلى البداية قليلا، هل كنت تعلم أن عماد الدين أديب سيعتذر عن البرنامج وانك كنت مرشحا للعمل بدلا منه؟

ـ لم اكن اعلم، ولكن باعتبار أنني كنت اعمل في البرنامج تصورت أن هذا وارد، وبالمناسبة، عماد فاجأنا جميعا بما فعله لم يكن أحد سواه يعلم بما سيقدم عليه.

* يعني هل أول مرة سمعت بالأمر كان على الهواء مثل المشاهدين العاديين؟

ـ نعم، سمعتها على الهواء، وقد جرت العادة أنني أكلمه أثناء البرنامج على السماعة، وأول شيء فعله أن رفع السماعة وقال ما قاله على الهواء وبالتالي اصبح لا مجال هناك للتراجع، وقد لاقى ترشيحي قبولا من القائمين على المحطة، وقدموا لي كل دعم ومساندة ممكنة.

* هل بدأت بعده العمل في اليوم التالي مباشرة؟

ـ توقفنا حوالي عشرة أيام، لأنها كانت اجازات عيد، ولم تكن مقصودة.

* مارأيك في وصف البعض لك بأنك في هذا البرنامج تعيش في جلباب عماد الدين اديب؟

ـ أنا لا أستطيع أن احكم ولكن ما أستطيع أن أقوله لك انه لا توجد شخصيتان متشابهتان وإلا كان الأقرب أن يكون عمرو أديب هو الأقرب لانه أخوه.

* أنا اقصد أن عماد أديب قدم البرنامج لمدة 11 عاما فلما جئت كان التساؤل منطقيا؟

ـ طبعا لان عماد استمر 11 عاما في البرنامج مما صنع توحدا بين الاثنين، ولكن التشجيع من الناس والإقبال علي البرنامج، وربما لأنني بطبيعتي اقرب للبساطة فربما أعجبت الناس هذه البساطة.

* ماذا عن ردود الفعل التي تصلك؟

ـ اعتقد أن ردود الفعل التي وصلتني حتى الآن مشجعة، واكثر مما كنت احلم به، فالبرنامج مشاهد بشكل مستمر، والمشاركة مستمرة وهي المعيار الحقيقي لنجاح البرنامج، ومن أول يوم كان لدي اتصالات في البرنامج ونحن ليس لدينا اتصالات مزيفة، وتستطيع أن تسأل أي أحد من المشاهدين هل هناك من سألك ماذا تريد أن تقول أو عن أي شيء، وأنا مصر أن يتحول البرنامج إلى منبر حر للآراء ونحن لن نتقدم في هذا العالم إلا إذا استطعنا أن نحترم الرأي والرأي الآخر،الشيء الوحيد الذي نرفضه الإهانة الشخصية للأشخاص والدول.

* هل حدثت فجوة بعد رحيل عماد ومجيئك للبرنامج؟

ـ حدثت فجوة نفسية بالنسبة لي.

* كيف؟

ـ أنا مرتبط نفسيا بأديب وعلاقتي به إنسانية قبل العمل وبعد العمل.

* حسنا، ما هو التطوير الذي أضفته للبرنامج؟

ـ من حسن حظي أنني جئت في فترة يشهد فيها العالم العربي حالة من حالات الحراك السياسي وبالتالي فمن الطبيعي ان نقدم فقرة الشارع العربي ونتابع فيها كل أحداث العالم العربي في كل مكان به، ونأخذ عليها ردود فعل على الهواء، ونكلم الناس المعينين بحيث تتحول من متابعة الأحداث إلى صناعة الأحداث، حتى يصبح الكلام الذي يقوله لنا المشيل عماد عون خبرا جديدا فنحن في البرنامج نصنع الأخبار، لا نتابعها فقط.

* هل تشكل برامج «التوك شو» أزمة بالنسبة لك نظرا لمكالمات من المشاهدين قد تكون محرجة؟

ـ أنا أولا واخيرا صحافي، واعمل في البرنامج بروح الصحافي ومع الروح التي تبحث عن الخبر وتواجه الرأي الآخر، وبالنسبة لي فاكثر الفقرات التي تشعرني بالسعادة هي الفقرة التي يقول فيها المشاهدون آراءهم، وأكون حزينا جدا لو لم آخذ مكالمات كثيرة في إحدى الحلقات، وإذا كان ثمة هدف اسعى إليه فهو أن يقول الناس رأيهم.

* قدمت قبل «على الهواء» برنامج «أبعاد» علي شبكة اوربت أيضا، ماذا عن هذا البرنامج؟

ـ أبعاد كان برنامجا رائدا في حينه إذا جاز التعبير، لانه من أول البرامج التي تقدم الآراء المتناقضة للموضوع، وهناك برامج كثيرة ظهرت فيما بعد تأخذ هذا الاتجاه، إلا أننا كنا لا نجعل الانفعال يطغى على البرنامج، وقد طرحنا اكثر الموضوعات جرأة، وفي آخرها هامش الحرية، ففي أول حلقة في البرنامج ناقشنا قضية الإخوان المسلمين فاستضفنا المرشد العام مأمون الهضيبي واللواء فؤاد علام واثناء مبادرة وقف العنف استضفنا منتصر الزيات ورفعت السعيد وهما على طرفي نقيض، وطرحنا موضوعات اجتماعية وفكرية واقتصادية ودينية وسياسية وحاز البرنامج وقتها على إقبال كبير.

* ولماذا توقف؟

ـ أي برنامج له دورة حياة، ولا يستمر إلى ما لا نهاية، بل يتوقف ليتطور والبرنامج أدى غرضه واستمر لمدة 4 سنوات، وكانت هناك خطة لتطوير البرنامج حتى جاء برنامج «على الهواء» فانشغلت به.

* كصحافي ومعد اتجهت إلى العمل مذيعا، كيف كانت الرحلة من خلف الكاميرا إلى أمامها؟

ـ جوهر العمل واحد، لكن لا بد أن تكون هناك أدوات مختلفة، لذا لا بد أن تكون مناسبا ومقبولا في المجال الجديد، ولا اعتقد أنني قابلت مشكلة، نتيجة لعملي الطويل في «على الهواء» خلف الكاميرا وبالتالي كنت افهم المسألة.

* هل لديك نية لعمل برنامج جديد غير «على الهواء» على اعتبار انه استوفى غرضه، أو انه ارتبط باسم عماد أديب؟

ـ «على الهواء» أحد البرامج الأساسية في اوربيت، ولا تستطيع أن تقول انه نتيجة لغياب أحد العناصر الأساسية في البرنامج أن يتوقف، وهذا قرار المحطة نفسها، فالبرنامج مستمر وباق.

* اعلم انك الرجل الثاني في مؤسسة «جود نيوز» الإعلامية لصاحبها عماد أديب كيف تكونت هذه المؤسسة بإصداراتها الكثيرة، وباتجاهاتها المختلفة في مجال الاعلام؟

ـ «جود نيوز» بدأت كمؤسسة صحافية بمجلة «كل الناس» ثم جاءت فكرة مجنونة مني بإنشاء جريدة اقتصادية متخصصة باسم «العالم اليوم» سنة 1991 عقب أحداث حرب الخليج، في وقت لم يكن يعلم الناس فيه معنى الجريدة الاقتصادية وكانت مغامرة، وفي عام 1995 نشرنا الطبعة المصرية وسنة 2000 مع ثورة المعلومات أنشأنا شركة «جود نيوز» وهي شركة تكنولوجيا المعلومات وتقديم المحتوى والتي اتجهت أخيرا لانتاج افلام ضخمة كما أن هناك عددا آخر من الجرائد والمجلات هي «نهضة مصر« و«بارتي»، و«ادم اليوم» واصحبنا الآن الشركة الأولى في الاعلام.

* ماذا عن القناة الأرضية الاخبارية التي تردد انكم تنوون اطلاقها؟

ـ حتى الآن لم نقرر شيئا.

* وبالنسبة لـ «على الهواء»؟ ـ نحن الآن في مرحلة التقاط الأنفاس، فشهر أغسطس هو شهر اجازة، ولكن في هذا الشهر كلما جد جديد على مستوى ضرورة المتابعة لسماع رأي الناس، لأننا مهتمون جدا برأي الناس، سنقطع الاجازة ونعود وفي الموسم الجديد بداية من أول سبتمبر لدينا استعداد لتغطية الانتخابات الرئاسية في مصر، وكل الأحداث السياسية والفكرية والاجتماعية في العالم العربي، ونحن نهتم جدا بالبعد العربي في هذا الأمر.

* هل هناك فقرات جديدة ستضاف إلى البرنامج؟

ـ سأقول لك مثلما أقول دائما في نهاية البرنامج «تابعونا».