«أيه بي سي» تحقق نصرا إعلاميا بفوزها بأول مقابلة للملك عبد الله بن عبد العزيز

روجت لها قبل موعدها بأسبوعين وكررتها ثلاث مرات في ليلة واحدة

TT

لم تخف شبكة تلفزيون «اي بي سي» سعادتها بفوزها بأول مقابلة تلفزيونية مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي بثتها الأسبوع الماضي. حيث روجت لها اعلانيا قبل موعدها بأكثر من اسبوعين، وتحدثت عنها مقدمتها باربرا وولترز في حفل صحافي، وتندرت بأن السعوديات، يوما ما، لن يقدرن فقط على قيادة السيارات، ولكنهن سيصدرن قرارا بمنع الرجال من قيادة السيارات.

وكررت الشبكة اجزاء من المقابلة ثلاث مرات في ليلة واحدة: في نشرة الاخبار المسائية، وفي برنامج «20 ـ 20» الذي تقدمه وولترز، وفي برنامج «نايت لاين» الذي يقدمه زميلها تيد كوبل.

ونقلت وسائل الاعلام الاميركية مقتطفات من المقابلة، وركزت على ما يمكن ان يعتبر «مبادرات» جديدة من الملك عبد الله: اصبح اول ملك سعودي يظهر في مقابلة كاملة مع شبكة تلفزيون اميركية. واصبحت وولترز اول امرأة تجري المقابلة (ذكرها الملك عبد الله بذلك، وقال انه يدل على عدم وجود تفرقة ضد النساء في السعودية).

واول ملك يصدر امرا بعدم تقبيل يديه عند السلام عليه.

واول ملك يمسك بيدي رئيس اميركي، عندما فعل ذلك مع الرئيس بوش خلال زيارته لمزرعته في شهر ابريل (نيسان) الماضي، وقال انها دليل على الصداقة بين الاثنين، الملك لم يحدد موعدا، لكنه قال ان «اليوم سيأتي» عندما تقدر السعودية على قيادة السيارات، والتزم بتحسين اوضاع السعوديات في المجالات الاخرى. ورغم ان المرأة لم تشترك في انتخابات السنة الماضية، وهي اول انتخابات عامة في تاريخ السعودية، توقعت اجهزة الاعلام الاميركية ان تشترك في الانتخابات العامة القادمة، وان تحقق انجازات اخرى.

واضاف الاعلام الاميركي هذا الموقف الى سلسلة مبادرات الملك عبد الله. ولاحظ ان مقابلة الملك عبد الله جاءت بعد اقل من شهر من خطاب الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية، امام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، والذي اثارت بعض نقاطه اهتماما عالميا. وجاء قول الامير بأن «هناك من يريد ان يسيئ الى سمعة وطني والى الاسلام»، امتدادا لقول الملك في المقابلة التلفزيونية بأنه لا يفهم «لماذا التركيز على السعودية في موضوع الارهاب؟» وتحدث الامير عن مبادرة الملك في مؤتمر القمة العربي في بيروت، ولاحظ ان الملك «خاطب الاسرائيليين مباشرة». وقال ان العرب «وضعوا كل اوراقهم على المائدة».

وانهم «وافقوا على مبادرة السلام بالاجماع، وهي التي قدمها الملك عبد الله، وهي التي قامت على مبدأ السلام الكامل مقابل الانسحاب الكامل».

واشار الامير الى ان «الابعاد التاريخية لهذه المبادرة اصبحت امرا معترفا به دوليا، ولأن المبادرة تقوم على مبادئ الشرعية الدولية، وتمنح اسرائيل تطبيعا للعلاقات مع الدول العربية في الحال».

وتعيد مقابلة وولترز للأذهان مقابلة أخرى للملك عبد الله اجراها في فبراير (شباط) 2002 مع توماس فريدمان، كاتب عمود في جريدة «نيويورك تايمز». سأله، متحديا، عن امكانية تقديم مبادرة عربية لاسرائيل للاعتراف الشامل والكامل بها مقابل انسحابها الى حدود سنة 1967. (سبب التحدي هو انه اقترح ذلك، متحديا، في عمود كتبه قبل شهر من سفره الى الرياض). قال ان الملك عبد الله (ولي العهد في ذلك الوقت) «نظر الي في دهشة، وسأل: «هل فتحت درج مكتبي وسرقت اوراقا منه؟» اجاب فريدمان: «لا. انا لا اعرف عن ماذا تتحدث؟» رد الملك: «سألتك هذا السؤال لأن اقتراحك موجود في درج مكتبي، وهو: انسحاب اسرائيلي كامل من كل الاراضي المحتلة، بما في ذلك القدس، مقابل تطبيع كامل للعلاقات مع اسرائيل».

واضاف الملك عبد الله انه يريد ان يوضح «للاسرائيليين بأن العرب لا يعارضونهم ولا يكرهونهم. لكن العرب يعارضون سياسة قادتهم نحو الفلسطينيين، وهي سياسة غير انسانية وظالمة» وكانت تلك بداية اعلان مبادرة الملك عبد الله، والتي كتب عنها فريدمان فيما بعد، وقدمها الملك عبد الله في القمة العربية في بيروت بعد ذلك.