«تايمز سيليكت» خدمة تجارية على الإنترنت تقدمها نيويورك تايمز

للإطلاع على أرشيف الجريدة وموادها المحجوبة

TT

لم يعد بإمكان متصفحي الإنترنت من قراءة عدد من المقالات والملاحق على موقع صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد باشرت الصحيفة أخيرا سياسة حجب بعض موادها وأبوابها لتدفع القراء لشرائها أو الاشتراك فيها.

ولكي لا يفوت متصفحو الإنترنت الاستفادة من كافة مواد الجريدة الثرية وشقيقاتها، وقراءة أعمدة مشاهير الكتاب بلا استثناء لأحد، أعلنت نيويورك تايمز عن خدمة تجارية جديدة للمتصفحين تحت مسمى TimesSelect. وعن طريق هذه الخدمة يتمكن المتصفحون كذلك من الدخول إلى أرشيف الجريدة خلال ربع القرن الأخير، إضافة إلى قراءة جميع المواد الأخرى التي لا تظهر في الموقع العادي للصحيفة من شؤون رياضية إلى اقتصادية وأخبار محلية وغير ذلك، كما يتمكن المتصفحون من أرشفة وإعادة تنظيم المواد التي يفضلونها بالطريقة التي تتناسب مع أذواقهم واحتياجاتهم للاحتفاظ بها إلى أي وقت يشاؤون.

وهذه الخدمة لا تكلف كثيرا إذ ان الاشتراك فيها لا يتجاوز خمسين دولارا أميركيا في السنة أو ثمانية دولارات في الشهر، ولكن الخدمة ذاتها تقدم مجانا للمشتركين في الطبعة الورقية التي يتلقونها في منازلهم كي يطلعوا في الإنترنت على كل ما تقع فيه أعينهم على الورق الأصلي إضافة لإمكانية التصفح في الأرشيف الغني بالمواد المهمة.

ولمعرفة دوافع جريدة كبرى في حجم نيويورك تايمز لطرح مثل هذه الخدمة التجارية اتصلت الشرق الأوسط بمديرة الاتصالات في الجريدة كاثي بارك التي ركزت في حديثها على أن الخدمة الجديدة ستكون متاحة لمشتركي الطبعة الورقية التي يتلقونها في منازلهم عبر الموزعين. وأشارت إلى أن وجود خدمة موازية على الإنترنت مثل هذه يمكن أن تشجع على الاشتراك في الصحيفة لأن الاشتراك يعني التمتع بقراءة الطبعة الورقية إلى جانب سهولة البحث في المواد القديمة في أرشيف الصحيفة المتاح للمشتركين فقط. وأضافت أن هناك مواد محجوبة في المواقع المجاني لنيويورك تايمز وبالتالي فإن الفائدة من الخدمة الجديدة تكمن في إتاحة الفرصة للإطلاع على المواد المحجوبة أو غير المنشورة في الموقع المجاني.

ويقول مارتين نيزينهولتز نائب رئيس العمليات الرقمية في شركة نيويورك تايمز إن هذه خدمة عظيمة للقراء لأنها ستجعلهم قادرين على قراءة ما يكتبه أشهر كتاب الأعمدة المؤثرين مع الاحتفاظ بالمقالات المهمة من وجهة نظر كل قارئ على حدة لارشفتها بالطريقة التي يريد. كما يقول سكوت هيكين كندي رئيس نيويورك تايمز إن هذه الخدمة فريدة من نوعها، تسهل كذلك للقراء التواصل مع كتاب الأعمدة عن طريق الحوارات الإلكترونية معهم، ومن بين هؤلاء الكاتب الشهير ثوماس فريدمان الذي سيعقد جلسات حوارية مع القراء يتلقى خلالها اسئلتهم وتعليقاتهم عبر الموقع ثم يختار منها ما يريد أن يرد عليه أو يتبادل مع أصحابها أطراف الحديث. كما سيتولى جون تيرني في نادي الكتاب اختيار قراءات وعروض لكتب معينة لمناقشتها مع قراء الصحيفة عبر الموقع، وإضافة إلى ذلك سيكون هناك متخصصون في شؤون المال والأعمال وفي قضايا أخرى يتم مناقشتها مع القراء المشتركين في الخدمة. وتتضمن الخدمة كذلك تنبيها بالبريد الإلكتروني لمتابعة الموضوعات المهمة والمستجدات في الموقع حسب أولويات كل قارئ ورغباته. ومع أن البحث في أرشيف نيويوك تايمز يعود بشكل كامل فقط إلى عام 1981 إلا أن الجهود قائمة لكي يتضمن الأرشيف الإلكتروني أعدادا تعود إلى عام 1851 تاريخ تأسيس الجريدة. يشار إلى أن شركة نيويورك تايمز حققت دخلا إجماليا العام الماضي 2004 وصل إلى ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون دولار، وهو مبلغ كبير جدا في الساحة الإعلامية. وتصدر الشركة بالإضافة إلى جريدة نيويورك تايمز، جريدة إنترناشيونال هيرالد تريبيون، وبوسطن غلوب، علاوة على 15 صحيفة يومية أخرى وثمان محطات تلفزيونية ومحطتي إذاعة في نيويورك و35 موقعا إلكترونيا إعلاميا. وتأتي شركة نيويورك تايمز في المرتبة الأولى للسنة الخامسة على التوالي من بين شركات النشر الكبرى في الولايات المتحدة.

وكانت نيويورك تايمز عند تأسيسها تصدر يوميا ماعدا يوم الأحد من كل أسبوع. وبعد مرور عام واحد من تأسيسها اصدرت طبعة مخصصة للولايات الغربية، وتلك الطبعة مستمرة حتى يومنا هذا وتظل دليلا على نجاح الجريدة في جذب قرائها وفي إثبات جدارتها كمصدر موثوق للأخبار والمعلومات. ومن المعروف أن الجريدة لعبت دورا جديرا بالاعتبار في تأسيس وكالة الأنباء العالمية الأسوشيتد برس The Associated Press عام 1956.