بوب وودروف.. خلع عباءة المحاماة ليرتدي هموم مهنة المتاعب

TT

بوب وودروف هو أول مذيع أميركي بارز يصاب بجروح في العراق، وهو مقدم ـ أخبار رئيسي في شبكة أي بي سي إلى جانب زميلته المذيعة ـ إليزابيث فارجاس مقدمة ـ برنامج وورلد نيوز تونايت وهو البرنامج الشهير الذي كان يقدمه المذيع الراحل بيتر جينينغ.

ولد الصحافي التلفزيوني وودروف في 1961 وترعرع في ضاحية بلومفيلد هيل ـ الثرية بولاية ميشغن حيث تخرج من ثانوية كرانبروك كينغسوود ـ الخاصة عام 1979 ـ ثم حصل على شهادة جامعية من جامعة كولجيت عام 1983 وواصل دراسته في القانون في جامعة ميشغن.

قبل أن يلتحق بمحطة أي بي سي مارس وودروف المحاماة وكان محاميا ناجحا.

في عام 1989 بينما كان يقوم بتدريس القانون في بكين استعانت به محطة سي بي إس للعمل كمترجم لدان راذر أثناء مجزرة ميدان تاينانمين في الصين وبعد ذلك بوقت قصير قرر تغيير مهنته.

لقد استهواه العمل التلفزيوني فعمل في محطات مختلفة في ولاية فيرجينيا وفي ولاية كاليفورنيا وأريزونا وإلينوى، قبل أن يلتحق بمحطة أي بي سي عام 1996، حيث عمل مراسلا للمحطة في وزارة العدل الأميركية وتولى تغطية أخبار جانيت رينو وزيرة العدل في عهد بيل كلينتون إضافة إلى متابعة أخبار مكتب التحقيقات الفيدرالية إف بي آي كما سافر إلى الخارج في تغطيات مهمة في كوسوفو وبلغراد وفي أماكن عديدة كانت تعتبر بؤرا للنزاعات.

كما شارك في تغطية تطورات الوضع في جنوب آسيا إثر موجات المد العاتية التي أعقبت الزلزال الذي وقع في المحيط الهندي قبالة جزيرة سومطرة الاندونيسية وأدت إلى مقتل الالاف وتشريد الملايين. وكان نجوم الاعلام الأميركي من أمثال براين وليامز الصحافي في شبكة ان. بي. سي وديان ساوير من شبكة ايه. بي. سي، ودان راذر من سي. بي. اس بدأوا تقديم تقاريرهم من آسيا بعد تسعة أيام من وقوع الكارثة. ونقل عن الاعلامي بوب وودروف من كولومبو في سريلانكا قوله: «لم يفهم أغلب الناس نطاق هذا الحدث بعد أول يومين من حدوثه». وأضاف «بدأ الصحافيون الآن التوافد على المناطق (المنكوبة) لكن بعد ان استغرق الجميع وقتا في استيعاب أهمية الحدث».

وتمكنت محطة «اي بي سي» كذلك من دخول إيران عبر إرسال بوب وودروف واثنين من طاقمه إلى طهران، حيث بدأ وودروف بث البرنامج من هناك قبل ان ينتقل إلى العراق. وشارك وودروف إذاعة البرنامج المذيعة إليزابيث فارجاس من نيويورك. وقالت المحطة في بيان لها إن مهمة وودروف ستعتمد على توفير الكثير من التقارير الإخبارية والصور اليومية من إيران التي تتعرض لضغط دولي شديد بسبب برنامجها النووي. وقد كانت المحطة قد أرسلت موفدا لها إلى طهران لأخذ الإذن ببث وتصوير تقاريرها من الأراضي الإيرانية وتمت الموافقة على ذلك.

وكان وودروف يريد أن يكون في العراق في اطار دوره الجديد كمذيع مساعد مع اليزابيث فارجاس. ويتبادل الاثنان قراءة الاخبار في الاستديو وارسال تقارير صحافية ميدانية. وقال كين اوليتا الناقد الاعلامي بمجلة ذا نيويوركر ان توظيف المذيعين كمراسلين على الجبهات دعم الاخبار في المحطة.

وأضاف اوليتا «اتفق مع ذلك ما دام لا ينطوي على مخاطرة.. وذلك لم يكن مخاطرة. فقد كان يرتدي درعا. وبناء على طلبه كان يسافر مع وحدة عراقية». وذكرت قناة (ايه. بي. سي) في تقرير لها ان من المحتمل أن الدرع الذي كان يرتديه كل من المذيع والمصور انقذ حياتهما. وقال اوليتا «الصحافيون (في العراق) يحاولون القيام بخدمة عامة بالنيابة عن قرائهم ومشاهديهم». يكون الامر بالغ الصعوبة حين تكون معرضا لخطر بدني طوال الوقت. كيف يمكنك العمل كصحافي في بلد اذا لم يكن بمقدورك التحرك بحرية.

وقالت الصحافية: كايت فلسون من مكتب شبكة ABC في بغداد: «كان بوب يرغب في الخروج إلى الميدان لينقل بنفسه ما يجري هناك وليس البقاء في الأماكن المحمية والحصول على المعلومات من أشخاص آخرين».