أميركا تفتح الصنبور للصحافة العربية المستقلة

خمسة ملايين دولار لسبع مؤسسات إعلامية

TT

حددت الخارجية الأميركية في الأسبوع الماضي يوم 31 مارس الجاري موعدا نهائيا لتلقي طلبات الدعم للصحافة المستقلة في العالم العربي في إطار برنامج خصصت له الحكومة الأميركية 5 ملايين دولار. وأبلغ نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية سكوت كاربنتر المراسلين العرب في واشنطن خلال لقاء عقده معهم في مبنى الخارجية أن الباب أصبح مفتوحا لوسائل الإعلام المستقلة الموجودة بالفعل من صحف ومحطات إذاعية وتلفزيونية أو مواقع على شبكة الإنترنت أو المشاريع قيد التأسيس لتقديم طلبات الاستفادة من المساعدات المتوفرة في البرنامج الأميركي.

وقال كاربنتر في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش لقاء جمعه الأسبوع الماضي بالمراسلين العرب في واشنطن إن المكتب لن يقدم شيكات مفتوحة أو نقودا سائلة لمقدمي طلبات الاستفادة من هذه الفرص وإنما سيقدم المساعدة الفنية والمادية المطلوبة لوسائل إعلام مستقلة وتقديم دعم لمجهودات إصلاح الإعلام مع التركيز على الأولويات المحلية التي لا تحظى بخدمات كافية في بعض الدول المعنية.

كما تقول جاكلين جونستون المسؤولة عن تلقي الطلبات أن التنافس مفتوح أمام وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص (الطباعة والبث التلفزيوني والإذاعي ووسائل الإعلام الحديثة) الملتزمة بتقديم برامج موجهة نحو الخدمة العامة وبمحتوى موضوعي يعتني بالقضايا المحلية. وستدعم مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط المؤسسات المستقلة الواعدة، وذلك بتوفيرها الدعم المناسب لها وكذلك الإستشارة الفنية عند الضرورة، من أجل تشجيع الأنشطة المستقلة، والإعتماد على النفس، وتطوير وسائل إعلام متوازنة تقوم على أساس الوقائع المهنية. ويسعى مكتب مبادرة الشراكة الأميركية مع الشرق الأوسط إلى الحصول على مقترحات مشاريع تصف بالتفصيل أهداف المؤسسة أو المنظمة وخلفيتها والخبرة المهنية التخصصية لإدارتها ووضعها في السوق وموازنتها مع كافة المستندات المدعمة والمبررات. ويتعين على متقدمي الطلبات شرح، الطريقة التي يخططون بها لخدمة الصالح العام وكيفية التعامل مع التحديات التشغيلية. ويتعين أن يشرح الطلب المقدم خطط توزيع المنتج والدعاية والإعلان وكيفية تنفيذ هذه الأنشطة. ويتعين أن يصف الطلب المقدم أيضا الطريقة التي ستقوم بها منحة مبادرة الشراكة الأميركة مع الشرق الأوسط على زيادة القدرة المالية لوسيلة الإعلام المعنية.

ويجب على مقدمي الطلبات حسب ما أوضحت المسؤولة المختصة أن يشرحوا بالتفصيل الطريقة التي سيؤدي تصورهم بها إلى تحسين تحقيق أحد أو كلا هدفي الإصلاح التاليين: تقوية الممارسات والمؤسسات الديمقراطية المحلية من خلال تطوير محتوى الخدمة العامة وزيادة المساحة السياسية عن طريق ايجاد برامج لمشاركة المعلومات مع الجمهور وتشجيع الإصلاحات السياسية. ويجب على مقدمي الطلبات، بموجب طلب تقديم الطلبات هذا، إثبات معرفة بمجال صناعة الإعلام في بلادهم. وتشتمل بعض مجالات الأنشطة التي يمكن دعمها من خلال طلب تقديم الطلبات هذا على ما يلي، على سبيل المثال لا الحصر: تغطية الأخبار المحلية التي تخدم الصالح العام أو التي يكون من شأنها إيجاد منتدى لمناقشة المواضيع السياسية التي قد تتضمن تغطية الانتخابات وحملات المرشحين وجلسات البرلمان. كما يجب أن تعكس جميع الموازنات المقترحة تقاسما فعليا للتكلفة. ويجب على وسيلة الإعلام المستلمة للدعم تحمل كل الرسوم الجمركية والضرائب وتكاليف المعدات ذات الصلة.

ويجوز تقديم تصورات المشاريع من طرف وسائل إعلام محلية مستقلة مطبوعة أو وسائل إعلام خاصة بالبث التلفزيوني والإذاعي أو وسائل إعلام جديدة. ولا يحق لوسائل الإعلام المرتبطة بالحكومة، سواء كانت مملوكة لها أو ممولة منها المشاركة في هذه المناظرة. ويجب ذكر كل علاقة تعاونية بين المترشح وأي منظمات أخرى ويجب ذكر دورهم كشركاء بطريقة واضحة ومحددة. تجدر الإشارة إلى أن الدول المستفيدة في العالم العربي هي الجزائر والبحرين والكويت ولبنان والمغرب وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس واليمن والإمارات العربية المتحدة والضفة الغربية وقطاع غزة.

يشار إلى أن مبادرة الشراكة الأميركية مع الشرق الأوسط هي مبادرة رئاسية لدعم التغيير الإيجابي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال مساع دبلوماسية ومن خلال برامج موجهة نحو تحقيق الأهداف على المستوى الإقليمي وعلى مستوى الدول. للإصلاح أهمية إستراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية ولأهداف الولايات المتحدة الأميركية الرامية إلى إحساس شعوب المنطقة بالفوائد التي تتأتى من إتباع وتطبيق اقتصادات أكثر انفتاحاً وتوفير فرص تعليمية أكبر والمزيد من الحرية السياسية. ويتمثل أحد العناصر الرئيسية من مكتب مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق اوسطية في إيجاد روابط وشراكات بين العرب والمجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية والقطاع الخاص والحكومات لتحقيق إصلاح مستدام من خلال المجهودات المشتركة.

ويتوقع مكتب مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق اوسطية منح ما يصل إلى سبع (7) منح تتراوح ما بين 100 ألف دولار أميركي ومليون دولار أميركي، ويجوز تمويل المنحة لمدة تصل إلى سنتين، ويحتفظ المكتب وفقا لتصريحات المسؤولين فيه بحق إعطاء منح أقل أو أكثر من الأموال الموصوفة في حال كانت الطلبات لا تستحق المنحة أو في ظل تلك الظروف الأخرى التي تعتبر محققة لأفضل مصالح حكومة الولايات المتحدة الأميركية.

وتقول جاكلين جونستون، إن على مقدمي الطلبات تقديم ورقة تصور مكونة من خمس إلى سبع صفحات بالإضافة إلى ملخص للموازنة. ويتعين أن يتضمن المستند المقدم وصفا عاما لأهداف المشروع وأنشطته والآثار المترتبة عليه والنتائج المتوقعة منه وطرق المتابعة والتقييم. وبالرغم من أنه يفضل تقديم المستندات باللغة الإنجليزية، من الممكن تقديم أوراق التصور باللغة العربية أو الفرنسية. ولكن عندما يتم إجازة الطلب فعلى جميع المدعوين لتقديم طلبات كاملة، تقديم هذه الطلبات باللغة الإنجليزية، ويتم توجيه الدعوة إلى مقدمي الطلبات المسبقة المختارين لتقديم اقتراح كامل لدراسة إمكانية التمويل ويمكن أن يحصلوا على مساعدات فنية أثناء عملية إعداد الاقتراح. ويتعين إرسال مواد الطلبات المسبقة عبر البريد الإلكتروني إلى جيسيكا بيكر على العنوان[email protected] مع ايضاح (باللغة الإنجليزية) في السطر المخصص للموضوع، وسوف يحصل مقدمو الطلبات على رسالة رد بالبريد الإلكتروني من مكتب مبادرة الشراكة الأميركية الشرق اوسطية تؤكد أنه قد تم استلام الطلب قبل الموعد النهائي المحدد بتاريخ 31 مارس (آذار) 2006، ويتعين على أي مقدم طلب يصادف صعوبات في تقديم نسخة إلكترونية من الطلب الاتصال بالسيدة / جاكلين جونستون قبل 1 مارس (آذار) 2006. وبعد ذلك التاريخ، سيتم دراسة الطلبات المسبقة حسب ترتيب استلام مكتب مبادرات الشراكة في الشرق الأوسط لها.