الإعلام يصنف «آبل» بأنها ماركة للمبدعين ومستخدمة بكثرة

ظهور تلفزيوني مكثف للأجهزة ذات شعار التفاحة.. رغم أن حصتها في السوق 5%

TT

عندما اراد كتاب سيناريو مسلسل «ذا أوفيس» لشبكة تلفزيون «ان بي سي» الاميركية من بطل المسلسل تقديم هدية فاخرة يقاومها العاملون في المكتب جعلوه يهدي جهاز «أيبود».

وكانت دعاية مجانية للمنتج، وهو ما تتوقعه شركة ابل كومبيوتر صانعة جهاز ايبود، من هوليوود.

وكشف تقرير اخير من شركة «نيلسن ميديا ريسيرش» للأبحاث لحساب مجلة «هوليوود ريبورتر» ان منتجات ابل ذكرت 250 مرة في الاربعة شهور الاخيرة في برامج تلفزيونية. وحصلت ابل على اربع دقائق من العروض المجانية في مسلسل «ذا أوفيس» وحده، وهو امر قيم خلال وقت الذروة في التلفزيون. وقدمت شبكات التلفزيون الاخرى في مسلسلاتها العديد من المنتجات كثيرا خلال نفس الفترة.

وقالت ابل انه لا تدفع مقابل وضع منتجاتها في المسلسلات ولن تناقش كيف تصل منتجاتها الي البرامج والمسلسلات التلفزيونية.

الا ان ابل كانت واحدة من اول شركات التقنية التي استخدمت شخصا في لوس انجليس لوضع منتجات ماك في البرامج التلفزيونية التي تحظى بشعبية كبيرة او في الافلام التلفزيونية، كما اوضح تيم باجارين، المحلل الرئيس في مؤسسة «كريتيف ستراتيجيز»، وهي شركة ابحاث واستشارات. واوضح ان كل هذه الشركات مثل ديل وهيولت بارد وتوشيبا ـ لديها استراتيجيات لهوليوود، في اعقاب تجربة ابل.

واضاف باجارين «ليس الامر صدفة. هذا امر تبذل ابل جهدا من اجله. وهي صاحبة اطول تاريخ في هذا المجال».

وفي الواقع، فإن البعض يشير الى ان ظهور منتجات ابل في التلفزيون والسينما لا يتناسب ومدى انتشارها. فبينما جهاز «ايبود» وحاسبي «ايماك» و«ايبوك» منتشرة في كل مكان على شاشات التلفزيون، فإن كومبيوترات ابل تسيطر على اقل من 5 في المائة من سوق الكومبيوتر في الولايات المتحدة.

وقد استخدمت كاري برادشو التي تؤديها الممثلة سارا جيسكا باركر في مسلسل «الجنس والمدينة» احد منتجات ابل. ففي نهاية كل حلقة، تجلس كاتبة العمود كاري امام جهاز الكومبيوتر الحضني الى جوار نافذتها وتطبع احدث مقالاتها، حيث يظهر شعار ابل بوضوح.

وفي الحلقات القديمة من مسلسل «24» يستخدم الاشخاص الجيدون منتجات ابل بينما يستخدم الشخص السيئ منتجات ويندوز او اجهزة كومبيوتر بلا ماركة. ناهيك عن مسلسل «ذا ويست وينغ» حيث يظهر كاتب الكلمات الخاص بالأميركي وهو يستخدم جهاز آبل محمول من نوع «آيبوك». ويوضح لوسيان جيمس رئيس شركة «اجندا» وهي شركات استشارية في مجال الماركات «ان ابل هي ماركة المبدعين. واستخدام ابل اشارة الى ميول الشخص الفنية». واستخدام المنتجات في الدعاية غير المباشرة موجودة منذ ظهور السينما والتلفزيون. الا انه انتشر انتشارا سريعا في السنوات الاخيرة لان شبكات التلفزيون تبحث عن مزيد من الطرق لتعويض النقص في عائدات الاعلانات، وتشرذم المشاهدين السريع بسبب زيادة الاقبال على الانترنت والاجهزة المتنقلة، طبقا لما ذكرته مؤسسة ابحاث وسائل الاعلام PQ Media.

فقد كشفت دراسة اعدتها المؤسسة في العام الماضي ان 64 في المائة من المنتجات التي ظهرت في الافلام او في المسلسلات التلفزيونية لم يدفع عنها مقابل، ولكن تم الحصول عليها عبر نوع من المقايضة حيث يقدم البرنامج المنتج مقابل منتجات او خدمات. واوضحت المؤسسة في دراستها ان الدعاية غير المباشرة لوضع المنتجات في البرامج والافلام ستزيد بنسبة 30 في المائة في عام 2005 لتصل قيمتها الى 2.44 مليار دولار، وستزداد بمعدل يصل الى 15 في المائة حتى عام 2009.

وتجدر الاشارة الى ان ابل اصبحت اكثر اندماجا مع هوليوود. فرئيس ابل ستيف جوبز انضم الى مجلس ادارة والت ديزني بعدما اشترت الشركة شركته الخاصة بيسكر. وكانت شبكة ايه بي سي المملوكة لديزني هي اول من عرضت حلقات تلفزيونية للبيع على موقع «أي تيونز» الخاص بأبل. وكانت ابل قد بدأت في عرض حلقات من مسلسل «المكتب» وغيرها من برامج ان بي سي في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي على متجر «أي تيونز» الإلكتروني مقابل 1.99 دولار للحلقة الواحدة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»