بعكس الحاصل في البلدان العربية، حيث هناك احتكار إعلامي لنقل مباريات كأس العالم، وهو ما تسبب بالكثير من الجدل مؤخرا، فإن المقيمين في بريطانيا يستطيعون مشاهدة جميع مباريات المونديال مجانا، عبر شبكتين تلفزيونيتين محليتين هما «آي تي في» والـ«بي بي سي» (ولا تنقل المباريات على القنوات الفضائية)، اللتان تقاسمتا حق بث المباريات بينهما، في تعاون فريد بين المؤسستين المتنافستين بشراسة. وبحسب ما يقول جيمس ميتشل، من مكتب الإعلام في شبكة «آي تي في»، فإن التقسيم تم الاتفاق عليه في فبراير (شباط) الماضي. ويضيف «حصلنا على حق بث ما بين 32 إلى 34 مباراة (بحسب مجريات البطولة في المراحل اللاحقة)، وهو تقسيم جيد، حيث يضمن لنا مباراتين على الاقل للمنتخب الانجليزي في وقت الذروة، وكذلك حصلنا على حق بث عدد من المباريات المهمة كمباراة البرازيل واستراليا، اضافة الى مباراة هولندا والأرجنتين.
وتوضح لويسا فيانز، مديرة التواصل والتسويق في قسم الرياضة والفعاليات في «بي بي سي»، ان المؤسستين تتقاسمان حق نقل النهائي ومباريات انجلترا نصف النهائية (في حال ترشح الفريق). وفيما تكسب «آي تي في» اعلانيا بحكم انها مؤسسة تجارية، فإن الـ«بي بي سي» ليست كذلك، بحكم انها تمول عن طريق الضريبة، ولذلك تقول لويسا: «نحن لا نحقق أي ربح من نقل مباريات كأس العالم». ولكن على الرغم من ذلك، فإن الـ«بي بي سي» والـ«آي تي في»، تكلفتا مبلغا كبيرا على الارجح لشراء حق بث المباريات، وان كان مشتركا.
وفيما رفض كل من لويسا وجيمس الخوض في حجم المبلغ المدفوع، بحجة السياسات المتبعة التي تمنع ذلك، فقد ذكرت مطبوعة «ميديا ويك» البريطانية المتخصصة في مجال الاعلام، ان المؤسستين دفعتا مبلغا، قدره 160 مليون جنيه استرليني للحصول على حق بث المباريات (وكان ذلك في عام 2001 وحصلتا على حق بث مباريات بطولتي 2002 و2006)، وتشير المطبوعة الى ان المؤسستين اشترتا حق بث بطولتي 2010 و 2014 مؤخرا. هذا وذكرت المطبوعة كذلك ان البي بي سي سمحت لقناة «يو كي تي في ـ جي 2» ببث 31 مباراة مباشرة، مقابل صفقة خاصة بينهما. الجدير بالذكر انه بعكس البطولة السابقة، التي اقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، فإن توقيت المباريات هذه السنة هو في صالح القنوات الأوروبية، كون البطولة تقام في المانيا، وهي تعيد الى الاذهان أرقام المشاهدة القياسية، خلال مونديال عام 1998 في فرنسا، عندما شاهد 26 مليون شخص في بريطانيا مباراة انجلترا والارجنتين، في ما شاهد 21.7 مليون شخص مباراة انجلترا ورومانيا.