الجرائد الأميركية تفقد الإعلانات ورقيا.. لتكسبها إلكترونيا

ازدياد الإنفاق الإعلاني على الإنترنت بـ 35% مقابل 0.3% على الصحافة المطبوعة

TT

ضمن التقارب بين ما هو مطبوع على الورق وما هو مكتوب على الانترنت من صحافة، هناك علامات على تنامي تطور صحافة الانترنت في هذا المجال. ومثلما قال كولبي اتوود محلل الصحافة فإن «الأمور بدأت للتو بالتحرك في هذا الاتجاه». فحسب تقديرات صدرت مؤخرا عن «اتحاد صحف أميركا» فإن الانفاق على الصحافة المطبوعة زاد خلال أول ثلاثة أشهر من عام 2006 بمقدار 0.3% ليبلغ 10.5 مليار دولار، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. بينما زاد إنفاق الإعلانات لنفس الفترة على صحافة الانترنت بمعدل 35%.

وقال أتوود «أظن أن هناك هجرة صوب الإنترنت. فزيادة مقادير الدخل والتركيز يجب أن يكون على خصائص الانترنت. هذا تحول يجري منذ سنوات هنا. إنه لا يحدث بين عشية وضحاها. بل هو قطعا يجري حاليا».

لكن الأرقام تظل صغيرة مقارنة بالصحافة المطبوعة: فالربع الاول من عام 2006 أنتج 613 مليون دولار عبر الاعلان على الانترنت، مقارنة بمبلغ 454 مليون دولار للفترة نفسها من السنة الماضية. لكنه نمو ظل يتحقق لثمانية أرباع السنة للاعلانات التجارية عبر الانترنت حسب هذه المنظمة.

وقال المحللون إن هذا التزايد يبين أن الصحف بدأت تتعلم كيف تستثمر حقل الاعلانات عبر الانترنت مع تناقص توزيع الصحف المطبوعة. وأوضح مكتب «أي بي سي» الإحصائي إن عدد النسخ المباعة خلال الستة أشهر الأخيرة انخفض بمعدل 2.5% ليصل إلى 45.5 مليون نسخة خلال تلك الفترة من السنة الماضية. وقال جيسون كلاين الرئيس التنفيذي لـ «الشبكة الوطنية للصحف» المتخصصة في تسويق الإعلانات مع الصحف «أظن أن الحقل الصحافي بدأ باستثمار مجال الانترنت».

وقدم الانترنت مساعدة كبيرة للصحف في تنامي الاعلان التجاري لصالحها عبر هذا المجال. فحسب تقرير صدر الأسبوع الماضي عن «مكتب الاعلان التفاعلي» وصل الدخل عن الإعلانات التجارية رقما قياسيا هو 3.0 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2006.

وتحتل الإعلانات المبوبة حاليا نسبة 60 إلى 70% من الإعلانات التجارية على الانترنت لصالح الصحف حسبما قال راندي بينيت نائب رئيس اتحاد صحافي في فيينا بولاية فرجينيا.

وأضاف بينيت «أظن أن الصحف ستسعى إلى صياغة منتجاتها الإعلانية المبوبة باعتبارها أصيلة، ويتم مراجعتها وتجديدها بانتظام. إنها معلومات أكثر حقيقية».

وأشار جون مورتون محلل الصحافة إلى أن الصحف بدأت بجني الفوائد مع تزايد مواقعها على الويب. وأضاف «كلما زاد عاد الزوار زاد سعر الإعلانات. ومع استمرار هذا التحول يستمر التزايد في الأرباح».

بشكل عام، يشكل دخل الصحف اليوم من الإعلانات التجارية، حوالي 75 إلى 80% من الدخل الكلي. وقدر مورتون إن الإعلان التجاري عبر الانترنت يشكل 6.5% من الدخل الكلي الذي يدخل للصحافة عن طريق الإعلانات في عام 2006، وهذا بزيادة 5% عن السنة الماضية. وأضاف «ما لا يفهمه الكثير من الناس حول الاعلان التجاري عبر الانترنت للصحف هو أنه مربح جدا لها».

وهناك دلائل على أن أصحاب الصحف بدأوا يوظفون موارد أكثر لمواقعهم الانترنتية. وقال برايان تيرني رئيس مجموعة شركات إعلان اشترت في الفترة الأخيرة صحيفتي «فيلادلفيا انكوايرر» و«فيلادلفيا ديلي نيوز» إنه يخطط لتحسين مواقع الإنترنت الخاصة به بإضافة تكنولوجيا ومحتوى أكثر تقدما.

وقالت ماري ميدير رئيس مؤسسة «هارملين ميديا» إنه «حتى الآن يحاول حقل الخدمات الأخبارية التمسك بالماضي، وبرايان يعرف أن ذلك غير ممكن. هناك خيارات كثيرة للاعلان وعليه أن يجعل وسائله خيارا قابلا للتحقق».

* خدمة «نيويورك تايمز»