استهداف شريحة مشاهدين أكبر.. بشاشة أصغر

قناة «ديسكفري» تنتج برامج خاصة للعرض على شاشات أجهزة الجوال

TT

أصبح بامكانك الآن تعلم الكثير من هاتفك الجوال، بامكانك ان تتعلم ان نسبة تعرضك للقتل من سمكة قرش اقل من نسبة قتلك بـ «قرصة» نحلة، وأمورا أخرى قد تثري بها معلوماتك الشخصية، الا ان السؤال هو هل تريد ان تعلم أيا من ذلك؟ من الواضح ان المسئولين في قناة «ديسكفري» يعتقدون انك كذلك. فبعد تجارب ناجحة حول العالم، تدشن القناة العلمية الشهيرة خدمتها الجديدة لأصحاب الهواتف الجوالة في الولايات المتحدة، اسوة بالكثير من «مزودي المحتوى» الآخرين، كشبكة فوكس التي اطلقت خدمة توفير حلقات من اشهر برامجها مثل مسلسل (24).

ويوضح دونالد بايير نائب المدير التنفيذي للاستراتيجية والتطوير «ان البيئة المتنقلة هي النموذج المناسب لما تفعله ديسكفري... من معلومات عن السفر والصحة للمعلومات الخفيفة وبرامج الفيديو عن العالم».

وتجدر الاشارة الى ان بداية نشاط «ديسكفري موبايل» في اواخر هذا العام هو احدث محاولات من جانب الشركة للانطلاق خارج مجال التلفزيون. فقد اسست استراتيجية للانترنت حول COSMO وهو عبارة اداة دارسية بالفيديو التي تبيعها الى المدارس والاسر. وقد وقعت اتفاقيات مع ITUNES وGOOGLE EARTH واشترت شركة متخصصة في الرحلات الصوتية للمتاحف في جميع انحاء العالم، ودشنت ثلاث قنوات تلفزيونية على الانترنت، وتستعد لتدشين قناتين اخريين. كما يوجد لديها ثلاث قنوات لدقات الهاتف المحمول.

وشركة «ديسكفري هولدينغ» هي المالك لشركة كوكس كوميونكيشن وشركة أدفانس نيوهاوس كوميونيكيشن، وكانت هذه الشركة من أوائل المبتكرين للكوابل الاساسية والقنوات الرقمية كما انها واحدة من اولى الشركات التي حاولت استغلال القدرات الكامنة في الفيديو المحمول في الولايات المتحدة. وقدرت شركة «أن دي بي غروب» للبحوث في أبريل الماضي وجود 20% من الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة قادرة على تشغيل الفيديوات المحمولة لكن 1% من المشتركين، فقط، هم الذين لديهم خدمات فيديو محمول.

وتسود التوقعات إلى أن الكثير من الأميركيين هم على الأغلب سيتبنون الفيديو المحمول وقدرت شركة جوبيتر للبحوث أن عدد المستخدمين الطبيعي للفيديو المحمول سيتزايد بمعدل 12 مليونا عام 2010. وقدرت شركة أخرى هي انفورما تليكوم أند ميديا أن عدد المستهلكين في الولايات المتحدة الذين يشاهدون بعض أفلام الفيديو عبر اجهزة الهاتف الجوال سيزداد بمعدل يتراوح ما بين 1 إلى 3 ملايين قبل انتهاء عام 2009.

بينما قدرت شركة باين أند كو نمو استخدام محتويات مختلفة للهواتف الجوالة من 1.7 مليار دولار إلى 16 مليارا خلال العشرة أعوام المقبلة حيث يحتل الفيديو المحمول ربع هذه النسبة.

لكن «هناك الكثير مما يجب تحققه كي يصبح واقعا» وحسبما قال ديفيد ساندرسون رئيس شركة باين إنه من الضروري إجراء تحسينات في التطبيقات التي لها علاقة بالتحسينات في البنى التحتية، وتكنولوجيا أفضل لجسم الهاتف وطلب أوسع للمستهلكين.

لكن شركات التسلية ترى أنها لا تستطيع أن تتخلف عن هذا الحقل. وبدأت شبكات الإعلام مثل نيوز كورب بإعداد محتوى أصلي للهواتف الجوالة. وكان بداية هذا ابتكار شركة فوكس لنسخة مماثلة لمسلسل 24. كذلك اعدت ناشونال جيوغرافيك فيتشرز أفلاما قصيرة عن ظواهر الأعاصير وما شابهها.

واستفادت ديسكفري، التي لها 700 مليون مشترك في العالم، من تجربتها في اوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية، حيث سمحت البنية التحتية للاجهزة والمعدات اللاسلكية باستخدام واسع للفيديو المحمول. وتعرف الشركة، على سبيل المثال، ان الاسواق لها خصوصيتها وان هناك اهتمامات مشتركة بين مستخدمي الهواتف المحمولة في دول اميركا الجنوبية. مهمة إدخال المعلومات في الشاشات الصغيرة اصبحت من واجبات فريق مكون من ستة اشخاص وتابع لقسم وسائل الإعلام الجديدة. أجرى فريق مكون من اربعة متخصصين في الإخراج والكتابة والإنتاج برمجة لمواقع انترنت وهواتف محمولة واختصروا مشاهد مدتها على الأشرطة مئات الآلاف من الساعات في مادة صغيرة مدتها دقيقتان تقريبا. وبدلا عن برنامج وثائقي حول الحمير الوحشية في سيرينغيتي، وهناك نظام يسمح للمشاهدين بالتصويت عن طريق رسائل الهاتف النقال المكتوبة على افضل مشهد فيديو للحيوانات الوحشية وهي تهاجم فريستها. يقول كلينت ستينشكومب، نائب رئيس ديسكفري لوسائل الإعلام الجديدة، ان المنتجين منحوا رخصة فنية لإدخال اللقطات بالصورة المناسبة مع مراعاة استخدام الصوت المناسب. مشاهد ولقطات الفيديو على شبكة الانترنت كانت اطول من ناحية المدة الزمنية لأن المشاهدين غالبا ما يكونون جالسين أمام اجهزة الكمبيوتر بعكس مستخدمي الهاتف المحمول الذين يكونون في حالة حركة وتنقل. ويقول المنتج جيكوب كروس انه وزميلته شيلا جين يحاولان تفادي المشاهد واللقطات التي تتوفر بها كمية ضوء كافية او التي تتحرك بسرعة لأن ذلك ربما يعني عدم مقدرة المشاهد على رؤية اللقطة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»