مواقع لصحف أميركية تنشر روابط لأخبار منافسيها على الإنترنت

ليس تعاونا بين وسائل الإعلام بقدر ما هو رد على «هجوم» محركات البحث

TT

إذا أردت ان تحصل على خبر ما من صحف مثل لوس انجليس تايمز أو نيويورك تايمز، فقد تفاجأ بأن تجده مباشرة على موقع صحيفة منافسة مثل موقع صحيفة «واشنطن بوست». فقد تعاقدت صحف أميركية كبرى مثل واشنطن بوست ونيويورك صن وديلي أوكلاهوما مع موقع جمع الأخبار «إنفورم دوت كوم» ، لنسخ محتوى وروابط لمواقع الأخبار والمدونات ذات العلاقة بالمقالات بحيث تظهر على شكل «مواضيع ذات صلة» بالمقالات التي تنشرها هذه الصحف، بغض النظر ان كان هذه «المواضيع ذات الصلة» قد نشرت في صحيفة منافسة. والربط بتلك المقالات سيظهر في صندوق بجانب المقالة الأصلية على الموقع أو ضمن نص تلك القصة.

وكانت مواقع الويب الخاصة بالصحف التي تلصق مقالات من مواقع أخرى أو حتى تبث مدونات قد توقفت بسبب نقص المواد المعطاة من مؤسسات الأخبار. وتحرك هذه الصحف هو ليس نتيجة للتعاون ما بين قطاع الإعلام بقدر ما هو هجوم معاكس للناشرين ضد «غوغل» و«ياهو» اللذين سرقا قراء ومعلنين تجاريين من الصحف خلال السنوات الأخيرة، وكلاهما مع محركات البحث التي بحوزتهما وما يقدمانه من خدمات تمكنا من تحقيق ذلك.

وقالت كيلي داير فراي مديرة الإعلام المتعدد في مؤسسة «أبوبكو كوميونيكيشن غروب» التي تنشر صحيفة أوكلاهوما وموقع الويب NewsOK.com . سمح لنا هذا أن نصبح محرك بحث. نحن ننظر لها وكأننا شغّلنا 30 ألف صحافي لأننا الآن نستطيع أن نعطيك قصتنا وما تقوله بقية العالم حولها».

ولموقع الويب هذا ما يقرب من 700 ألف زبون مسجل معه ويشاهد 36 مليون صفحة على الانترنت كل شهر، حيث يسمح لكل زائر بخمس صفحات في كل زيارة لهذا الموقع، وهذا غير مرض لطلبات المعلنين التجاريين. وقالت فراي «الناس لا يقرأون قصة واحدة. فهم يدخلون أي موقع بسبب ذلك وأستطيع أن أدخل إعلانات تجارية أكثر في هذه الصفحات».

وبالنسبة لقطاع الصحافة فإنه ظل يراقب المعلنين وهم يهربون إلى التلفزيون المربوط بالكابل وإلى استخدام أسلوب الرسائل غير المرغوب فيها Junk Mail ومواقع الويب مثل «غوغل» و«ياهو». وفي الوقت الذي كانت هذه المواقع تتسع لم تكن المبيعات كافية للتعويض عن الأموال المفقودة لصالح وسائل إعلام أخرى.

ولم تكشف شركة «إنفورم» ذات الملكية الخاصة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، حجم العائدات المتوقعة لهذه الصفقات. وقالت مسؤول في الشركة انها نجحت في إقناع الناشرين بتجريب خدماتها لأن الصحف شهدت نجاحا في الترتيب المسبق للمحتويات ذات الصلة، لكنها لم تجد وسيلة سهلة او موثوقة لتشغيل هذه العملية اوتوماتيكيا. ويقول محللون ان هذا هو وقت بيع خدمات مثل «إنفورم»، التي تكلف بين بضع آلاف وعشرات الآلاف من الدولارات شهريا. ويجتذب موقع مثل «نيوزاوكي دوت كوم» القراء بصورة مستمرة، إلا انهم يقرأون فقط بضع صفحات في كل زيارة، إذ ان هذا العدد من القراء لا يساعد الصحف على الحصول على عائدات من نسخ الصحيفة نفسها. وتتفاوت العائدات التي تتحقق من مواقع الصحف على شبكة الانترنت اعتمادا على المادة المنشورة، إلا ان احصاءات «رابطة الصحف الاميركية» تقول ان 5.5 بالمائة من عائدات قطاع الصحف تأتي من نسخها المنشورة على شبكة الانترنت. وتنشر مواقع الانترنت التي سبق وعملت مع «إنفورم»، مثل موقع «ديلي اوكلاهوما»، مواد تشتمل على روابط بمواد اخرى منشورة في عدد الصحيفة وأعدادها الموجودة في الأرشيف الى جانب روابط بمواد اخرى ذات صلة ولقطات فيديو ومدونات وعروض شرائح من مواقع اخرى، وتظهر هذه الروابط في نصوص المواد المنشورة. أما موقع «واشنطن بوست» فيحوي روابط في بعض الأحيان لمواد منشورة من جهات اخرى. فعلى سبيل المثال، النسخة المنشورة على نسخة الانترنت حول موضوع التنوير الصحافي بالبيت الأبيض الذي نشر في الآونة الاخيرة يتضمن رابطاً لتقرير نشر في وقت سابق على صفحات «نيويورك تايمز». ويقول جيم برادي، المحرر التنفيذي لـ «واشنطن بوست دوت كوم» ان المراسلين او الذين يعملون في جانب الانتاج بنسخة الانترنت يمكن ان يدخلوا روابط على بعض المواضيع اذا رأوا ذلك مناسبا. وتورد خدمة «إنفورم» الروابط بطريقة تلقائية بعد ان تجري مسحا على كل المواد المنشورة في مواقع الانترنت المشتركة في الخدمة، كما تجدد «انفورم» ايضا الروابط المختلفة بصورة مستمرة بغرض توجيه القراء الى مواضيع ومحتويات جديدة. ويقول مسؤولون في الشركة ان الناشرين المتنافسين ابدوا ارتياحا ازاء ايراد الروابط للمواضيع والمحتويات ذات الصلة، ذلك انها تساعد بعض الصحف والمطبوعات المشتركة في هذه الخدمة على اجتذاب قراء ربما لا تستطيع اجتذابهم بوسيلة اخرى. من جهتها تقول كاثرين ماذيس، المتحدثة باسم «نيويورك تايمز»، ان الصحيفة لا تعتزم الاشتراك في خدمات «إنفورم»، وأضافت ان الصحيفة تنوي ان يكون لها روابط مع عدد من اصحاب المدونات المتخصصة في مختلف القضايا مستقبلا مستخدمة تقنية «بلوغرانر» Blogrunner التي اشترتها الصحيفة العام الماضي.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»