«إم تي في».. كيف غزت العالم في 25 عاما؟

مسؤول في الشبكة التلفزيونية العالمية: نطمح لإطلاق قناة عربية خاصة بنا خلال الـ 24 شهرا المقبلة

TT

احتفلت قناة «إم تي في» الأسبوع الماضي بمرور ربع قرن على تأسيسها، ففي الأول من أغسطس من عام 1981 انطلق «تلفزيون الموسيقى» على نطاق الولايات المتحدة ليكون أول قناة تلفزيونية تبث الأغاني المصورة طوال اليوم... لتتحول القناة خلال الـ 25 عاما التي تلت ذلك إلى الشبكة التلفزيونية الأكبر في العالم، وهي قناة الـ«كيبل» التجارية الأكثر مشاهدة في ثلاث شرائح عمرية للمشاهدين بالولايات المتحدة، وهي شرائح الـ 12ـ24 والـ 18ـ24 والـ 12ـ36 عاما. هذا فيما صُنف الاسم التجاري للقناة أخيرا كـ «الماركة الإعلامية الأثمن في العالم» بحسب مجلة «بيزنس ويك» للسنة السادسة على التوالي.

إلا أنّ مثل هذه المعلومات قد لا تعني الكثير بالنسبة لغالبيتنا الذين يعتبرون «إم تي في» هي ببساطة تلك القناة التي شاهدها البعض ليلا نهارا لسنوات طويلة، والتي نتحول اليها عندما لا يكون هناك برامج مسلية على القنوات الأخرى، والتي اعتبرها الكثيرون مرجعا في كل ما يتعلق بحياة المشاهير وكل ما هو «على الموضة»... وقبل ان ننسى فإنها كانت القناة التي عرفتنا بأبرز نجوم العقدين الأخيرين... من مادونا وبرنس ومايكل جاكسون، الذي كان اول فنان أسود تعرض له القناة فيديو كليب وكان ذلك عام 1983، مرورا بـ«فانيلا آيس» و«تو باك» والـ«باك ستريت بويز»... ووصولا الى جنيفر لوبيز، و«أمينيم» و«50 سنت». كما انها تركت بصمات واضحة في تاريخ البرامج والمسلسلات التلفزيونية، ومن أبرز ما قدمت على مر السنين مسلسل «بيفس اند باتهيد» الكرتوني وبرنامج «توتال ريكويست لايف» الذي يصور في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك، برنامج «جاكاس» ومسلسل «لاغونا بيتش» وهو من صنف تلفزيون الواقع ويستند الى حياة مراهقيم حقيقيين. إلا أن الذكرى الـ 25 لانطلاق هذه «الثورة الإعلامية» جاءت هادئة بالنسبة لشبكة تلفزيونية استطاعت دوما اثارة الجدل بفعالياتها الصاخبة وبرامجها التي طالما تحدت «ما هو مقبول»، فلا احتفالات ولا صخب.. حتى أن ذلك اثار اهتمام الاعلام اكثر من الحدث نفسه. بعض المحللين توقعوا ان تكون الشبكة بدأت تعاني من الشيخوخة، فهي اليوم أكبر من الشريحة العمرية الأساسية للمشاهدين الذين تستهدفهم وهي شريحة ما بين 12ـ24 عاما، وهو ما ردت عليه في أحداى المقابلات الصحافية مديرة الشبكة كريستينا نورمان بأنها «ملاحظة لا تهم سوى الصحافيين». إلا أن ذلك لا ينفي بجميع الأحوال أن «أم تي في» تعاني منافسة حادة من القنوات الأخرى التي تتكاثر باستمرار، ومواقع الإنترنت التي توفر خدمة عرض الأغاني لدى الطلب. ويعلق على ذلك المدير العام للأسواق النامية لشبكة «إم تي في»، دين بوسينسكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بقوله «نحن لسنا مجرد قناة تعرض موسيقى... نحن نقدم ترفيها شبابيا، والمفتاح الأساسي بلا شك هو جودة المحتوى الذي نقدمه». ويضيف «لدينا محفظة كبيرة من قنوات «إم تي في»، اضافة الى ذلك تضم شبكتنا قنوات أخرى مثل نيكولوديان وكوميدي سنترال، وهكذا نحافظ على موقعنا كجهة رائدة في تقديم التوفير العالي الجودة». أما بالنسبة لتأثير الإنترنت والتقنيات الحديثة فيقول بوسينسكي «نحن ننظر اليها كفرصة وليس تهديدا ونعتبر اننا متقدمون على منافسينا في هذا المجال وقد استثمرنا عالميا في التقنيات الحديثة وعلى سبيل المثال فقد اطلقنا قناة «ام تي في ـ أوفردرايف» وهي قناة رقمية تبث على شبكة الإنترنت حصريا».

وبغض النظر عن التحديات التي تواجهها، فإن تأثير «إم تي في» يبدو واضحا اينما ذهبت في العالم... فاليوم تجد القنوات التي تعرض الأغاني المصورة حصريا اينما ذهبت وبمختلف اللغات... بما في ذلك الفضائيات الموسيقية العربية التي لا تزال تتكاثر حتى الان. ويقول المنتج ومنسق الموسيقى في قناة «زين» الموسيقية العربية، سيمون غورو، «نقل نموذج إم تي في لم يقتصر على القنوات العربية، حيث كان اول من كرر هذا النموذج هي قنوات أوروبية وأميركية بعد سنوات قليلة من انطلاق ام تي في... اما اول القنوات الموسيقية العربية المتخصصة فلم تظهر حتى التسعينات». وبحسب غورو، فإنّ ما انتقل الى العالم، والعالم العربي من ضمنه، ليس مفهوم «القناة الموسيقية» وحده.. وذلك لأن نجاح «أم تي في» غيّر قواعد الترويج والتسويق في قطاع الموسيقى. ويضيف «تحول الفيديو كليب الى ضرورة، واصبح مدى تكرار عرضه (على القناة الموسيقية) يؤثر في معدلات البيع.. وهذا هو الحال في العالم العربي كذلك». وعلى الرغم من ان «ام تي في» غزت كل العالم تقريبا، مقدمة قنوات تمزج ما بين الأغاني الغربية وأغاني المنطقة او البلد الذي تبث فيه (كقناة «إم تي في» الهندية او «ام تي في» الروسية) فإن العالم العربي بقي محروما من قناة «إم تي في» خاصة به، وتسيطر على هذا القطاع قنوات فضائية موسيقية محلية.

ويعود المدير العام للأسواق النامية لشبكة «أم تي في»، دين بوسينسكي، ليقول «نحن في غاية الاهتمام بهذا السوق (العالم العربي) وندرك مدى اهميته». ويضيف «نتطلع ان ندخل السوق خلال الـ 24 شهرا المقبل وهذا يعتمد على ايجاد الشريك المحلي المناسب لنا»، ويختم بوسينسكي كلامه بقوله «عندما ندخل السوق تأكدوا بأننا سنقدم شيئا مختلفا عما تقدمه قنوات مثل روتانا وميلودي».