«الورقي» و «الرقمي».. الحرب حتى آخر فكرة

«ذا إيكونوميست» تعلن البحث عن «قاتل الصحف».. لكن قصص نجاح جديدة لـ «المطبوع» تثبت أنه لا يزال في العمر بقية

TT

كما يعرف أهل الدراسات التجارية فإن لكل منتج «دورة حياة» يمر عبرها بمراحل مختلفة، تبدأ بالإطلاق وتمر بالنضوج والوصول للقمة ومن ثم يبدأ رحلة الهبوط فالزوال. ومع تطور طرق دراسة وإدارة الأعمال.. باتت دورات حياة كثير من المنتجات أطول، خصوصا مع رصد ومعالجة التهديدات ومكامن الضعف، والبناء وتطوير مكامن القوة والفرص التي تبرز. وقد يعتبر كثيرون في المجال الإعلامي أن الحال نفسه ينطبق على قطاعهم، فالمتغيرات في هذا القطاع لطالما تأثرت بتطور التقنيات المتاحة التي تفسح المجال لوسيلة إعلام جديدة... وكلما ظهرت وسيلة جديدة دار جدل حول احتمال الغائها لوسائل إعلام قديمة، فدار الجدل حول تأثير الراديو على الصحف، وتأثير التلفزيون على الراديو والصحف، ومنذ التسعينات يدور الحديث عن تأثير الإنترنت على جميع وسائل الإعلام الأخرى. وكانت النتيجة دائما هي ما يردده المتابعون لهذا النقاش بشكل تلقائي بأنه «لا توجد وسيلة إعلام جديدة لغت أخرى قديمة»... وهذا صحيح، ولكن ليس كليا. ففي حين بقيت «الوسيلة» موجودة كوسيلة، سواء كانت مسموعة، مقروءة، أم مرئية... فإن الكثير من الإذاعات والقنوات التلفزيونية والمطبوعات أغلقت لأنها لم تقدر على المنافسة. ولأن القدرة على المنافسة تعتمد على قدرة الوسيلة على «إعادة ابتكار» نفسها، كان ذلك محور القصة الرئيسية لمجلة «ذا ايكونوميست» البريطانية في الأسبوع الماضي، والتي اثارت بمحتواها وبغلافها الذي وصف بالمستفز (للاطلاع على الغلاف راجع زاوية «غلاف الأسبوع» في هذا الملحق) الكثير من الجدل في الوسط الإعلامي، وتحديدا البريطاني، حيث أعيد فتح الملف ومناقشته عبر مقابلات وتحقيقات ومقالات عدة خلال الأسبوع الماضي. ولا شك ان هناك سؤالا يطرح نفسه هنا، وهو ما مناسبة اختيار الـ«ايكونوميست» لهذا التوقيت تحديدا لطرح هذا الموضوع؟ خصوصا أن الجدل بلغ ذروته العام الماضي عندما «فجّر» عملاق الإعلام العالمي روبرت مردوخ «القنبلة» في إبريل (نيسان) 2005، وهو آخر شخص كان يتوقع الكثيرون ان ينضم إلى «الجانب الآخر» ( الإنترنت ) نظرا لما يحتويه «بورتفوليو» مجموعته «نيوزكورب» من اسماء بارزة في عالم الصحف كصحيفة «تايمز» و«ذا صن» و«صنداي تايمز» في بريطانيا، عندما قال إن الكثيرين اساءوا تقدير تأثير الإنترنت على قطاع الصحف، واقتبس اجزاء من كتاب للمؤلف فيليب ميلر يحمل عنوان «فاناشينغ نيوز بيبر» (الصحيفة المختفية) بأنّ الحال لو استمر على ما هو عليه فإن آخر صحيفة في العالم سوف ترسل لاعادة التدوير عام 2040. وتحدّث إمبراطور الإعلام العالمي في ذلك الوقت عن ضرورة التركيز على التوجه نحو الإنترنت، مضيفا أن التحدي الكامن أمام الصحف هو تحويل مواقعها الإلكترونية الى المواقع المفضلة للمستخدمين. تلى ذلك شراء مردوخ لموقع التعارف والمدونات الشخصية الشبابي الإلكتروني «ماي سبيس دوت كوم» بمبلغ 580 مليون دولار أميركي في يونيو (حزيران) 2005. بالنظر الى قصة الـ«ايكونوميست»، نجد فيها رصدا حديثا لما شهده القطاع حديثا من تطورات في هذا السياق، حيث تتطرق الى بيع شركة «نايت ريدر» الأميركية للصحف لنفسها أخيرا، منهية بذلك 114 عاما من العراقة الصحافية «والتي تتضمن الفوز بعدد كبير من جوائز البولتزر». اضافة الى مهاجمة مصرف «مورغان ستانلي» الاستثماري لشركة «نيويورك تايمز» «التي تملك مجموعة من الصحف الأميركية الرائدة من بينها الصحيفة الشهيرة التي تحمل اسم الشركة» بعد أن تدنى سعر اسهم الشركة بنحو النصف خلال 4 سنوات. اضافة الى ارقام من رابطة الصحف الأميركية تشير إلى أن عدد الموظفين في قطاع الصحف هبط بنسبة 18% بين عامي 1990 و2004. وعلى الرغم من أن الإطار العام لقصة الـ«ايكونوميست» قد يبدو سوداويا، إلا أنه ليس كذلك. فيتطرق الموضوع الى «قصص نجاح» في «إعادة ابتكار الذات».. وهي ما تعتبر الخطوة الأساسية التي على وسائل الإعلام «القديم» اتخاذها للمنافسة في عالم اليوم، وتشير المجلة على سبيل المثال إلى أن 5 من أصل 7 ترشيحات لجوائز «إيمي»، التي تشرف عليها الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم التلفزيون، في خانة «افضل برنامج اخباري او وثائقي على الإنترنت، الجوال او المشغلات الرقمية الشخصية» «وهي خانة جديدة استحدثت أخيرا» ذهبت إلى تقارير منتجة من قبل موقعي صحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز». اضافة الى عرض قصة شركة الصحف النرويجية «شيبستيد» التي كانت تعاني من خسائر قبل خمس سنوات فيما كان للإنترنت الفضل في 35 من ارباح الشركة في العام الماضي. ولكن هل يعني ذلك أن السبيل الوحيد لـ«الخلاص» هو الإبحار في المحيط الإلكتروني وهجر الورق والحبر نهائيا؟ في الواقع لا، فالمجلة تعرض كذلك قصص نجاح ورقية مبهرة كذلك، ومن بينها النجاح اللافت لمفهوم الصحف المجانية (كصحيفة «مترو» التي توزع مجانا لراكبي القطارات في عواصم بلدان كبرى عدة، مثل لندن وواشنطن وباريس). ويشير البروفيسور أدريان مونك، رئيس قسم الصحافة والنشر في جامعة «سيتي» اللندنية إلى نقطة أخرى مثيرة للاهتمام، وهي أن التدني في مبيعات الصحف ومعدلات قراءتها لا يشمل كل بلدان العالم. ويضيف «معدل قراءة الصحف في الصين والهند يرتفع على سبيل المثال... هناك مناطق كبرى في العالم تجد فيها الصحف من يقرأها». ويوضح مونك خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن السؤال متعلق بشكل أكبر بالأسواق الناضجة في الغرب، حيث الصحف الموزعة بكثافة باتت تفقد الكثير من مدخولها الإعلاني، فكيف ستحقق ارباحا في المستقبل؟. وبرأي البروفيسور فإن «الحل المقترح» يكمن في «ورق وصور افضل جودة، تصميم افضل، ومحتوى تحليلي اقوى» لأنه عندما تكتمل هذه «العناصر» فإن الناس سيكونون اكثر اقبالا على شراء الصحف. ويضيف «تماما مثلما كان الحال مع مقاهي ستاربكس، فمن كان يتخيل ان الناس سيدفعون مثل هذا الثمن الباهظ لكوب من القهوة قبل أن تقوم هذه الشركة الأميركية باعادة تغليف وتقديم المنتج بشكل جذاب؟». ولكن ما يقوله البروفيسور مونك يتناقض مع ما تفعله حاليا كثير من الصحف، وهو ما تتطرق اليه قصة الـ«ايكونوميست» كذلك، وهو ان المطبوعات «و لكي توفر على نفسها التكاليف.. باتت تصرف أقل على الصحافة» والمقصود بالصحافة هي التحقيقات العميقة ذات التأثير السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي، فتوجه عدد كبير من الصحف والمجلات نحو الابتعاد عن السياسة والعلاقات الدولية والاقتراب اكثر من القصص الانسانية، وتلك المتعلقة بالجوانب الحياتية للقارئ.. كالملابس والأكل والجنس والحمية الغذائية. لكن مونك يعود ليقول إن مجلة الـ«ايكونوميست» نفسها، المستمرة في النجاح منذ أن تأسست عام 1843، هي خير مثال على أن رغبة الناس لا تزال موجودة في شراء «محتوى ذكي»، ويوضح أنه فيما يخص الجرائد فعليها تطوير نفسها لأن الكثير منها لا يزال «تقليديا».. وان التطور يجب ان يشمل حتى تغطيتها للسياسة، بالشكل الذي يريده المستهلك، وليس الذي تريده الجريدة نفسها.

وربما من السهل على البروفيسور مونك التحدث بحكم أن «حبل المشنقة» الافتراضي ليس حول عنقه باعتباره اكاديميا وليس «صاحب مصلحة»، فهل يقلق هذا الحبل العاملين في القطاع؟ يقول لـ«الشرق الأوسط» جيمس موتغومري، وهو محرر الموقع الإلكتروني لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية الاقتصادية العريقة والتي ناقشت بعمق عبر صفحاتها في الاسبوع الماضي ما طرحته الـ«ايكونوميست»، أنه يرى أن كلمة «قلق» غير مناسبة. ويضيف «نحن ننظر الى ثورة الإنترنت على انها فرصة تماما كما ننظر اليها على انها تهديد».

ويضيف موتغومري ان « القول بأنّ في مرحلة ما خلال السنوات الخمس المقبلة فإن المداخيل من عمليات الطبع ستبدأ بالهبوط هو رهان آمن.. لا يسعنا معرفة متى سيحدث ذلك تحديدا أو بأي سرعة، ولكن علينا الاستعداد منذ الآن، خصوصا انه اذا نظرنا بعين متشائمة، وبناء على تجربة الصحف في أميركا، فإن الهبوط قد يكون ابكر واشد حدة مما كنا نتخيله قبل عامين فقط». ويوضح «من جهة ثانية، فإن موقع الفاينانشال تايمز على سبيل المثال بات عمره 10 سنوات، لذلك فنحن مقحمون اصلا في عملية التطوير، ونعتبر أننا متقدمون على الكثير من منافسينا في وجود عملية متداخلة كليا، واعني بذلك أن الجانبين التحريري والتجاري يعملان في الإعلام الرقمي والمطبوع في آن واحد». ومما يميز موقع الفاينانشال تايمز الإلكتروني هو انه من المواقع القليلة التي اتخذت قرار جعل الموقع مدفوعا «ولو ليس كليا»، ولدى الموقع حاليا 86 ألف اشتراك و5.4 مليون مستخدم، وعلى الرغم من ارتفاع سعر الإعلان على الموقع مقارنة بمواقع صحف اخرى، فإن اجمالي الدخل الإعلاني الإلكتروني لا يزال أقل من دخل الإعلان في الطبعة الورقية، بحسب ما يقول موتغومري. ولعل ما يثير الاهتمام في الجدل الدائر حول مستقبل الصحف، وتحديدا في بريطانيا، هو أن رابطة ناشري الصحف البريطانية تحتفل هذه السنة بالذكرى المئوية لتأسيسها، وهي تقيم معرضا يستمر حتى شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل في «ذا بريتش لايبراري» (المكتبة البريطانية) يحمل عنوان «الصفحة الأولى» ويعرض الصفحات الأولى لأبرز الصحف البريطانية خلال أهم الأحداث التي برزت في القرن الماضي. وعلى هامش المعرض الذي غطت «الشرق الأوسط» اطلاقه في مايو (ايار) الماضي، قال ستيف تورينغتون، من شركة «اسوشيتد نيوزبيبرز ليمتيد» «التي تصدر صحف ديلي ميل، ميل اون صنداي، ايفنينغ ستاندرد» ردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد أنّ الرابطة ستحتفل بالذكرى الـ 200 لتأسيسها: «نعم اعتقد ذلك على الرغم من موجة التشاؤم حول مستقبل الصحف التي بدأت منذ حوالي 18 شهرا»، ويضيف «المعرض يذكر بمدى أهمية الصحف وما الذي قدمته لقرائها طوال القرن الماضي». ويوضح ستيف «البريطانيون يعشقون صحفهم وعلى علاقة خاصة بها.. وهذه من خواص هذا المجتمع ولن يكون من السهل تغير ذلك». لكن ستيف موتغموري من الفاينانشال تايمز يرى غير هذا، ويقول «صحيح أن استهلاك الصحف هو في غاية الارتفاع في المملكة المتحدة، ولكن هناك الكثير من الاسماء.. مما يجعل السوق اكثر ازدحاما وتنافسية». ويضيف موتغومري «التوسع السريع للصحف المجانية في المملكة المتحدة يقترح كذلك أنه لا يمكن الوثوق بشكل أعمى في ولاء المستهلكين للجرائد المدفوعة». وفي هذا السياق يذكر أن شركة «اسوشيتد نيوزبيبرز ليمتد»، التي ينتمي اليها ستيف تورينغتنون والتي تصدر صحيفة لندن المسائية الوحيدة (والمدفوعة) «ذا ايفنينغ ستاندرد»، طرحت قبل أيام صحيفة مسائية مجّانية جديدة تدعى «لندن لايت» وذلك في خطوة استباقية لمشروع روبرت مردوخ المتمثل في صحيفة مجانية مسائية تدعى «ذا لندن بيبر»، المزمع إطلاقها الأسبوع المقبل، فلا بأس أن تخسر الـ«ايفنينغ ستاندرد» أمام جريدة اخرى من «الاسطبل ذاته» لأن ذلك يبقى أفضل من ان تخسر امام شركة منافسة.. خاصة أنه، وبعكس ما كان يعتقد تورينغتون حول ولاء القراء، يبدو أن الناس يطبّقون المثل الذي يقول «الي ببلاش كثر منه».. حتى فيما يتعلق بما يقرأونه.

* نهاية 114 عاما من العراقة الصحافية

* نيويورك: كاثرين سيلي

* عندما التقى انتوني ريدر مع محللين من «وول ستريت» في يونيو(حزيران) الماضي خلال مراجعة مالية روتينية كان يعمل مديرا تنفيذيا لثاني اكبر شركة للصحف في الولايات المتحدة. ولم يكن في ذلك الوقت أكثر تفاؤلا إزاء مستقبل «نايت ريدر». قال لي ريدر: «قطاع الصحف بصورة عامة ونايت ريدر على وجه التحديد يتسمان بالقوة والحيوية كأعمال تجارية ولهما مستقبل واعد». إلا ان ريدر لم يقل خلال الأشهر الثلاثة السابقة ان مجموعة من اصحاب الأسهم، يتقدمها بروس شيرمان من «برايفيت كابيتال مانجمينت» ظلوا يحثونه من خلف الكواليس على بيع الشركة. من ضمن الأشياء الأخرى شعر شيرمان وزملاؤه المستثمرين بخيبة أمل تجاه بالأسعار المتراجعة لأسعار أسهم نايت ريدر. وكان ريدر قد سعى خلال الشهور التالية عقب اجتماع المحللين المناورة بغرض خفض النفقات واتخاذ إجراءات من شأنها إرضاء شيرمان، اذ اشترى الأسهم مرة أخرى وتخلى عن مطبوعة «شيكاغو فري برس» ذات المشاكل العديدة في فيلادلفيا مع خفض بعض الوظائف في صحف نايت ريدر في كل من فيلادلفيا وسان خوسيه. إلا ان شيرمان ظل يضغط من اجل دفع ريدر لبيع الشركة. تحقق حلم شيرمان عندما باع الشركة، التي تضم 18000عاملا و32 صحيفة تصل جملة توزيعها اليومي الى 3.7 مليون نسخة، لشركة ماككلاتشي بمبلغ 4.5 مليار دولار مع افتراض وجود ديون تقدر بملياري دولار. وفي يونيو الماضي، أي بعد حوالي عام من تأكيدات ريدر للمحللين بكل ثقة ازاء مستقبل شركته، استكملت الصفقة ولم يعد لنايت ريدر وجود. ولا يزال هناك كثيرون يتساءلون حتى الآن عن الدافع وراء اختفاء مؤسسة رابحة وحاصلة على جوائز رفيعة مثل نايت ريدر من المسرح الإعلامي في الولايات المتحدة. تفكيك شركة نايت ريدر يمكن أن يصبح دراسة حول العقبات التي تواجه شركات الصحف في ظل تغيرات كبيرة مثل التي تحدث الآن. إلا ان محللين يرون ان تحول القراء والمعلنين باتجاه الانترنت، فضلا عن التكاليف المالية المتزايدة وتراجع العائدات، تهدد وجود بعض الشركات العاملة في قطاع الصحف والأسماء المعروفة في هذا المجال. وكانت شركة ماككلاتشي قد احتفلت بشرائها نايت ريدر في حفل غداء بسان فرانسيسكو استضافت فيه المصرفيين والمحامين الذين قدموا استشارات للشركة بشأن صفقة شراء نايت ريدر. إلا ان محللين اقتصاديين يعتقدون انه ليس لدى ماككلاتشي ما تحتفل به من ناحية الأسعار في أسواق الأسهم. إذ وصل سعر السهم عند الإقفال 39.03 دولار أميركي في 27 يونيو الماضي، أي في اليوم الذي اشترت فيها شركة ماككلاتتشي نايت ريدر، علما بأن سعر السهم وصل قبل ذلك الى 67.23 دولار. اضطرت شركة ماككلاتشي لبيع 12 من اصل 32 صحيفة اشترتها ضمن صفقة نايت ريدر، وأصبحت هذه الصحف تحت ملكية خاصة، كما ان واحدة منها خضعت لعملية خفض في الإنفاق. وكانت شركة «بلاك برس المحدودة»، التي اشترت «آكرون بيكون جورنال» من ماككلاتشي، قد أعلنت انها كانت بصدد إقالة ربع العاملين في غرفة الأخبار فيها. وعلى الرغم من الصعوبات التي تعترض الشركات العاملة في هذا القطاع، فإن بعض المسؤولين في قطاع الصحف وجه انتقادات حادة الى ريدر بسبب ما اعتبروه عدم بذل مجهود جدي في إنقاذ الشركة. ويعترض ريدر، الذي أسس أجداده في عام 1892 الشركة التي سبقت تكوين «نايت ريدر»، على هذه الانتقادات ويقول «أنا فخور جدا بصحافة نايت ريدر»، مضيفا «القضية متعلقة بما جرى في قطاع الصحف خلال السنوات الماضية ومدى تأثر نمو الأرباح. القول بأن الحل كان يكمن في وضعنا لأناس أكثر في صالات التحرير هو أمر أبله للغاية». وتشكلت شركة نايت ريدر عام 1974 باندماج شركتي «نايت نيوزبيبرز» و«ريدر بابليكيشنز»، وحصلت «نايت ريدر» على عدد كبير من جوائز الصحافة خلال السنوات التي تلت ذلك. ولكن أرباح الصحف بدأت تتأثر سلبا بشكل كبير بين بداية منتصف التسعينات بسبب ارتفاع كلفة الطباعة.

* خدمة «نيويورك تايمز»