.. وانقلب السحر على الساحر

إعلامية في قناة «سي إن إن» تقع في فخ «المايكروفون المفتوح» خلال كلمة متلفزة للرئيس الأميركي

TT

اعتاد الصحافيون ملاحقة الرئيس الأميركي وتصيد زلات لسانه التي اشتهر بها، ووقوعه المستمر في فخ «الميكروفون المفتوح»، لكن هذه المرة يمكن القول ان السحر انقلب على الساحر، ووقعت صحافية مشهورة في خطأ الميكروفون المفتوح خلال مقابلة لها مع الرئيس الأميركي.

وفي التفاصيل، نسيت مذيعة قناةCNN الأميركية كيرا فيليبس ميكروفونها مفتوحا على الهواء عندما تركت خطاب الرئيس بوش في ذكرى إعصار كاترينا، واستأذنت للدخول إلي الحمام وسمع الملايين من مشاهدي القناة، المذيعة اللامعة وهي تتحدث إلى صديقتها عن أمورها الخاصة مع زوجها، وشكواها من زوجة أخيها. وكانت قناةCNN تقوم بتغطية الخطاب الذي أدلى به بوش في ذكرى إعصار كاترينا من خلال مراسلة القناة فيليبس وزميلها دارين كاجان، وتداخلت عبارات بوش الذي كان يتحدث عن تحسين وسائل الاتصال بين الحكومة وأجهزتها، مع الحديث الجانبي الذي دار بين المذيعة كيرا فيليبس وصديقة لها داخل الحمام، وسمع ملايين المشاهدين رأي المذيعة في زوجها، ومشاعرها الغاضبة من زوجة أخيها، في حوار استغرق عدة دقائق حتى قامت احدى الموظفات بالقناة باللحاق بالمذيعة في الحمام وتنبيهها أن الميكرفون ما زال مفتوحا. وبعد الموقف بدقائق خرجت المذيعة كيرا فيليبس، التي تعد واحدة من المذيعات الرئيسيات بالقناة، وقدمت على الهواء اعتذارها للمشاهدين عما وصفته بالعطل في الميكروفون وقطع حديث الرئيس جورج بوش. ورغم أن فيليبس تكلمت عن زوجها بشكل جيد، وذكرت لصديقتها مدى رومانسيته وعواطفه الجياشة إلا أن الصحف الاميركية والبريطانية تناولت الموقف باستفاضة، ونشرت الحوار الذي دار بين المذيعة وصديقتها بالكامل، وسخرت جريدة الـ«تايمز» من هذا الحوار الصريح وقالت ان المذيعة أعطت معاني جديدة لبرنامجها التلفزيوني «على الهواء مباشرة» وتساءلت أن المذيعة اعتذرت للمشاهدين، لكن كيف ستتعامل مع زوجة أخيها التي اتهمتها بالجنون والسيطرة. وعلى الفور قامت موسوعة ويكبيديا الإلكترونية بتحديث المعلومات المنشورة عن كيرا فيليبس على موقعها الالكتروني بإضافة قسم صغير يروي الخطأ الذي ارتكبته أثناء تغطيتها لخطاب الرئيس بوش وترك الميكروفون مفتوحا ليسمع الملايين حديثها الخاص عن الرجال، وعلاقتها بزوجها.

بينما أوضحت قناة سي إن إن في ردها الرسمي على هذا الموقف، والذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «أن القناة واجهت صعوبات فنية أثناء إذاعة خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش في مدينة نيواورليانز، ونحن نعتذر للمشاهدين ونعتذر للرئيس على هذا القطع».

وأضافت القناة في بيانها إنها اتصلت بالبيت الأبيض لتقديم اعتذارها، وأوضحت أن هذا الخطأ الذي بدر من المذيعة فيليبس، كان مذاعا على الهواء في الولايات المتحدة الأميركية فقط وليس في جميع أنحاء العالم.

ولم يشر البيان الى ايه إجراءات اتخذتها القناة إزاء المذيعة فيليبس التي تعمل بقناة CNN منذ عام 1999. ويبدو أن ولع الصحافة بتناقل زلات اللسان لا يتوقف، ويحتل الرئيس الأميركي جورج بوش المكانة المفضلة لدى الكثير من الصحافيين في زلات لسانه التي تسبب حرجا وانعكاسات دبلوماسية متباينة، وقد ألف في ذلك كتبا ومقالات. وسبق أن وقع بوش ضحية لـ«الميكروفون المفتوح» مؤخرا خلال حديث جانبي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عندما استخدم كلمة تعني «براز» بالانجليزية لوصف اعمال «حزب الله»، وأيضا أثناء حملته الانتخابية عام 2000 عندما شتم صحافي جريدة «نيويورك تايمز» ادم كلايمر وقال بوش انه لم ينتبه للميكروفون المفتوح.