هل بدأ الصحافيون المخضرمون يهجرون «الورق»؟

محرران سياسيان من «واشنطن بوست» ينضمان لخدمة إخبارية تعتمد على الإنترنت

TT

خسرت صحيفة «واشنطن بوست» اثنين من كبار صحافييها السياسيين الأسبوع الماضي لمصلحة مؤسسة إخبارية ناشئة متعددة الوسائط، صفتها الأخرى هي انها «ذات جيوب كبيرة».

فقد أعلن جون هاريس، محرر الصحيفة السياسي، اضافة الى جيم فانديهي وهو مراسل سياسي محلي عن مغادرتهما البوست للانضمام الى شركة «اولبريتون كومينكيشن» لانشاء خدمة اخبارية تعتمد اساسا على الانترنت. وفيما لم يعلم ما اسم هذه الخدمة بعد، فقد علم انها ستتضمن قناة للسياسة حصريا مرتبطة بالصحيفة الجديدة التي تعتزم الشركة اطلاقها في واشنطن تحت اسم «ذا كابيتول ليدر» والتي ستبدأ الطباعة في يناير المقبل. وقد تم التخطيط لمغادرة الصحافيين قبل ان تقوم الواشنطن بوست، التي تواجه مثل الكثير غيرها من الصحف تدنيا في ارقام التوزيع والدخل الاعلاني، بالإعلان عن نيتها اجراء تعديلات في صالة التحرير. وسيكون جون هاريس (43 عاما) رئيسا لتحرير الصحيفة الجديدة فيما يتولى جيم فانديهي (35 عاما) مهمة مدير التحرير التنفيذي للصحيفة والمشروع ككل، وذلك بحسب ما اعلن فردريك جي. ريان جونيور، رئيس شركة «اولبريتون» التي تملك كذلك قنوات تلفزيونية وخدمات «كيبل». اضافة الى ذلك، يعمل الصحافيان على اتفاقية شراكة مع أخبار شبكة «سي بي إس» التلفزيونية بحيث يظهران كضيفين باستمرار على برامج الاخبار المسائية والصباحية، اضافة الى برنامج «فايس ذا نايشن» الأسبوعي الشهير يوم الأحد. وأوضح ريان ان شركته تعتزم تعيين مجموعة من الصحافيين المعروفين قريبا، فيما تضع مغادرة الصحافيين هاريس وفانديهي عقبة امام خطة البوست في توسيع نطاق تغطيتها السياسية واستغلال الاهتمام المتزايد بالسياسة، خصوصا في ظل سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس واقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2008. وعلق ليونارد داوني جونيور، المحرر التنفيذي للواشنطن بوست وفيليب بينيت، المحرر التنفيذي للبوست في رسالة داخلية للموظفين بقولهما «كنا نأمل في ان يكون هاريس وفانديهي معنا في مراكز قيادية للمرحلة المقبلة». وأضافا انه هناك خطة لاعادة هيكلة دور المحررين السياسيين في الصحيفة مضيفان انهما يعملان على توظيف محررين جدد. وكانت البوست خسرت صحافيا آخر مؤخرا كذلك، حيث اعلن ديفيد فون دريهل، وهو كاتب مخضرم كان يفترض ان يصبح كبير الكتاب السياسيين في ملحق «ستايل»، عن مغادرته لمنصبه للانضمام الى مجلة «تايم» للعمل كمراسل لها على مستوى الولايات المتحدة. ويبدو من المبكر القول ان كانت مغادرة هاريس وفانديهي تعتبر بداية هجرة الصحافيين المخضرمين من عالم الورق والحبر. ويعلق هاريس بقوله «لا يجب على احد ان يترجم الامر على انه هرب من الاعلام القديم»، مضيفا «من الواضح اننا في وقت التغيرات وفي فترة متوترة بالنسبة لصناعة الاعلام، إلا ان ما استطيع قوله هو ان ايا منا لم يكن يشعر بقلق في عملنا السابق او تجاه مستقبل البوست». إلا ان فانديهي من جهته يقول «بناء على اسماء عدد كبير من كبار الصحافيين الذين سمعت عنهم، استطيع القول انه هناك شهية كبيرة لما ننوي فعله». مضيفا انه يرى ان المستقبل سيكون في وسائل الاعلام المتعددة الوسائط «بدون الحمل الزائد الذي يأتي مع (العمل) في مؤسسات الإعلام المطبوع».

* خدمة «نيويورك تايمز»