«كيف الحال» يعرض في السعودية يوم الجمعة المقبل

تطور تقنيات البث المرئي تمكن السعوديين من مشاهدة فيلمهم الأول بدون السفر للخارج

TT

يوم الجمعة المقبل سيتمكن السعوديون من مشاهدة أول فيلم روائي سعودي طويل (كيف الحال) دون الحاجة للسفر الى الخارج ودون افتتاح دار سينما! هل ذلك ممكن؟ الاجابة هي نعم، حيث ستقوم مجموعة (شوتايم) الإعلامية بعرضه حصريا لمشاهدي السعودية عبر قناة «هوم سينما» (تعمل بطريقة الدفع مقابل العرض) خلال الفترة من 1ـ 14 ديسمبر المقبل.

وكانت شركة روتانا طرحت باكورة إنتاجها السينمائي المصنف كفيلم كوميدي اجتماعي في دور العرض السينمائية في الدول العربية خلال موسم عيد الفطر الماضي باستثناء السعودية نظرا لعدم توفر دور لعرض الأفلام بشكل رسمي.

إقدام (شوتايم) على عرض الفيلم وهو من بطولة السعودي هشام عبد الرحمن نجم برنامج ستار أكاديمي والفنانة ميس حمدان الى جانب مجموعة من الممثلين السعوديين والخليجيين والعرب، يفتح الباب للحديث عن قدرة ثورة التقنيات الحديثة في البث المرئي، على الوثب من فوق جميع الحواجز.

ويعتبر نائب الرئيس التنفيذي للتسويق بشبكة «شوتايم»، أزهر مالك، في تصريح لـ «الشرق الأوسط» بأن «الشبكة اعتادت على تقديم العديد من الأفلام العربية من خلال خدمة المشاهدة حسب الطلب»، إلا أنه يضيف أن «ظهور أول فيلم سعودي روائي طويل من خلال شاشتنا يعد مفخرة لنا وفرصة ذهبية نوفرها لمشتركينا بالمملكة». وبالرغم من أن عرض الفيلم عن طريق قناة تلفزيونية مشفرة ــ يلزم جميع الراغبين في مشاهدة الفيلم شراء عضوية إشتراك في شبكة شوتايم المرئية إلا أنه حل وحيد ومبتكر لتلبية مطالب قطاع من الجمهور السعودي الذي سمع وقرأ وشاهد لقطات قصيرة من هذا الفيلم الذي يحمل هويتهم الوطنية، دون التمكن من مشاهدته كاملا في دور عرض سينمائية أسوة بالدول الأخرى، سيما وأن أزهر مالك يعتبر أن شركة «روتانا» منحت «شوتايم» فرصة لافتة تتمثل في بث هذا الفيلم وتقديمه لمشتركيها في السعودية في نفس التوقيت الذي يعرض فيه الفيلم في دور السينما. ويضيف مالك «بما أنه لا توجد دور للعرض بالمملكة فهذه فرصة سانحة نود أن نتشاركها مع زبائننا، إذ يمثل الفيلم صورة سينمائية صادقة لحياة المجتمع السعودي بجميع احواله».

محمد العثيم، الكاتب المسرحي والمحاضر في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود سابقاً ينتقد ما أسماه «التناقض ما بين غياب دور السينما وإمكانية مشاهدة الأعمال السينمائية عبر الشبكات التلفزيونية الخاصة». العثيم يتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن عدم جدوى بعض المفاهيم في ظل التطورات التقنية الهائلة التي نعيشها، فيقول «لا توجد إمكانية للرقيب في السيطرة على سيل التدفق المعلوماتي، وذلك بوجود الاتصالات الحديثة، فالمستقبل يحمل الكثير من الأشياء المرتبطة بنهوض الجيل القادم، مما يمنعنا من اعتماد سياسة المنع، وذلك مع ما تأتي به الاتصالات الحديثة من أساليب، والتي قد لا تصلنا بعقر بيوتنا فقط، بل تصل إلى أذهاننا».

وحول نقطة الانتقادات المحتملة التي قد تواجهها الشبكة بحكم ان الفيلم نفسه وقضية السينما محوري جدل في السعودية، يعتبر أزهر مالك لـ «الشرق الأوسط» بأن ما يميز «شوتايم» هو أنها تضع الخيار في يد المشاهد، مضيفا أن الشبكة تعتبر بمثابة «ضيف مدعو إلى منازل مشتركينا، وهم يختارون ما يرغبون في مشاهدته من بين العديد من البرامج التي نقدمها لهم، وعروضنا تحكمها في معظم الأحيان رغبة المشاهدين وإقبالهم، حيث يتم تقديم هذه العروض بعد إجراء بحوث يتم بعدها توفير الخيار للمشترك للمشاهدة أو عدمها، كما يحلو له. وحتى يتمكن المشترك من مشاهدة الفيلم الذي عليه اختياره وطلبه».

ويعود العثيم ليقول «الآن تجري تجارب تتجاوز الشعور بالوعي، وذلك عبر التقنيات المرئية الحديثة، بحيث تستوعب المادة دون أن تعيها، وقد توجه بهدف أخلاقي أو غير أخلاقي عبر الصورة، بالتالي، أصبح من المهم زرع الوازع الأخلاقي بدلا من سن الرقابة أو سن القوانين الصارمة».