الفضائيات العربية لمشاهدي المغرب العربي: «طالبين القرب»

«إم بي سي» و«دبي» و«إل بي سي» و«الجزيرة» تطلق قنوات تلفزيونية مغاربية

TT

بعد سنوات طويلة من احساس المواطن المغاربي بنوع من «تجاهل» الفضائيات العربية له ولقضاياه والبرامج التي تهمه في التوقيت الذي يناسبه، بدأ عدد من القنوات التلفزيونية الفضائية العربية في تخصيص اهتمام أكبر لمنطقة المغرب العربي أخيرا. فخلال الاشهر القليلة الماضية، أطلقت فضائيات عربية عدة قنوات شقيقة تتوجه خصيصا للمغرب العربي، أسوة بما تفعله كثير منها مع جماهيرها في اميركا واستراليا واوروبا. ومن ضمن القنوات التي نفذت ذلك «ام بي سي» و«دبي» و«ال بي سي» و«الجزيرة». وتعلق سناء اسكندر من قسم العلاقات العامة في «المؤسسة اللبنانية للارسال» (ال بي سي) حول سبب اختيار منطقة المغرب العربي لاطلاق مثل هذه القناة بأن «القرار كان مبنيا على دراسات خاصة في هذه المنطقة بالتحديد، وهي دراسات تتعلق بحاجة السوق ومتطلباته. مع العلم انه كان يتم التحضير لهذا المشروع منذ أكثر من سنة، وبما أن هذا العصر هو عصر الإعلام من جهة والتوسع من جهة أخرى لا بد لمحطة الـ«ال بي سي» أن تكون جزءا لا يتجزأ من هذا الانفتاح والتوسع الإعلامي بشكل عام». وسبب اختيار المغرب العربي لاطلاق قناة خاصة به، بحسب ما تقول سناء هو التوجه إلى جمهور المغرب العربي النابع من رغبة «ال بي سي» في التطور وفي تغطية منطقة مهمة من العالم العربي، وتتميز في الوقت نفسه بخصوصية لجهة اللغة والتقاليد وبعض المتطلبات على أن تكون قناة عربية ذات نكهة لبنانية بامتياز وتحترم خصوصية المنطقة بالدرجة الأولى.

وفي المرحلة الحالية، تعتمد شبكة برامج البث التجريبي على تلك التي تحمل صفة المنوعات، والتي تشتهر بها «ال بي سي»، مثل «يا ليل يا عين» و«مع ماغي» و« طالبين القرب»، اضافة الى عدد من المسلسلات اللبنانية والسورية والمصرية والبرامج الكوميدية والمهرجانات الغنائية ونشرات الأخبار... وسيتسنى لمشاهدي «إل بي سي المغرب» كما الفضائية اللبنانية قريبا مشاهدة برنامج جزائري يحمل عنوان «عيش براري» من نوع تلفزيون الواقع ومن انتاج الـ«إل بي سي».

من جهته، يعلق عبد الوهاب الرامي، الخبير الإعلامي المغربي، وجود نوايا للربح لدى هذه القنوات عبر سوق الإعلان بسبب أن هذه السوق ما زالت هشة في المغرب، ولا تعد بالربح المغري بسبب احتكارها من قبل الإعلام العمومي المغربي بيد أن هذه السوق يمكن أن تكون واعدة في المستقبل في حالة إخراجها من شرنقة المحلية صوب فضاء العالمية، خصوصا أن المغرب منخرط في الليبرالية الاقتصادية ومن أكثر الدول العربية حماسا لتوقيع اتفاقيات التبادل الحر. يذكر أنه قبل أن تبدأ القنوات التلفزيونية العربية في الالتفات نحو هذه المنطقة الحساسة من العالم، فإن فرنسا، التي استعمرت هذه المنطقة لعشرات السنين القرن الماضي، أدركت الفراغ الإعلامي والثقافي الذي تعانيه، وخصصت لذلك موازنات ضخمة لتحافظ على امتيازها اللغوي والثقافي والإعلامي في المنطقة.

وخصصت القنوات التلفزيونية الفرنسية الكثير من الاهتمام لمنطقة المغرب العربي، خصوصا القناة الخامسة، وكذلك القناة الثانية، وذلك جنبا إلى جنب مع الصحف والمجلات الفرنسية التي كانت تهتم بمنطقة المغرب العربي أكثر بكثير مما تهتم بها صحف ووسائل الإعلام في المشرق. وبدأت فرنسا قبل سنوات محاولة إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بمنطقة المغرب العربي تبث برامجها بالفرنسية والعربية، وهو ما تحقق بالفعل أخيرا عبر قناة «ميدي سات»، التي ستبث برامجها قريبا من مدينة طنجة بشمال المغرب، وهي المدينة نفسها التي شهدت ولادة المحطة الإذاعية الفرنكفونية «مدي1» أوائل ثمانينات القرن الماضي»، والتي يقول مسؤولوها إنها لقيت نجاحا معتبرا واكتسبت مستمعين كثيرين في المغرب والجزائر وموريتانيا.

غير أن هذه القناة، التي ستبث برامجها بالعربية والفرنسية لا تزال تعرف تعثرات كبيرة يمكن أن تنعكس على نجاحها مستقبلا، أو تؤدي بها إلى خانة القنوات الفاشلة.

وفي السياق ذاته، اعتبر يونس مجاهد، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أن اهتمام هذه القنوات بمنطقة المغرب العربي ذو طبيعة سياسية ولا يحمل أبعادا اقتصادية خصوصا مع وجود تنافس فيما بين دول الخليج العربي يجسده التنافس بين قناتي «الجزيرة» و«العربية»، مضيفا أن الإعلاميين المشارقة شعروا بأهمية المغرب العربي، ووجود عدة قضايا مختلفة به نتيجة قربه من أوروبا، موضحا أن كون المغرب أكثر البلدان المغاربية انفتاحا سيمكن بعض القنوات من تقديم ضمانات أكبر بالنسبة إليها في معالجة المواضيع الإخبارية والعمل ميدانيا.