الصورة الأكبر حول حجم «وول ستريت جورنال» الأصغر

قرار الجريدة الاقتصادية الأميركية الأشهر يوفر عليها أكثر من 18 مليون دولار

TT

شأنها شأن الكثير من الصحف ظلت «وول ستريت جورنال» تتوسع خلال السنوات القليلة السابقة وأضافت أقساما جديدة وطبعة خاصة يوم السبت من كل اسبوع. وفي ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية التي تشهدها الصحف حاليا، قررت الصحيفة تقليص مساحة طبعتها اليومية 3 بوصات. وابتداء من اليوم الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل سيتقلص حجم «وول ستريت جورنال»، التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث التوزيع بعد «يو إس أي توداي»، بمعدل 3 بوصات مع خفض المساحة المخصصة للأخبار بنسبة 10 بالمائة. هذه الخطوة أثارت مخاوف بعض الصحافيين، إلا ان مسؤولين اكدوا ان تقليص حجم الصفحات سيوفر للصحيفة ملايين الدولارات وان الصحيفة ستتمكن من خلال التصميم الجديد من تقديم المزيد من الأخبار وليس العكس. من المقرر طبقا للتصميم الجديد للصحيفة ان يزال عامود الأخبار على الجانب الأيسر من الصفحة الاولى، الأمر الذي يعني ان عامود "What"s News" سيحظى بأهمية اكبر. اما الصفحة الاولى، فإلى جانب الإعلان ستتضمن ثلاثة او أربعة تقارير اخبارية. وفي الصفحات الداخلية ستصبح المواد التي يعتبرها المحررون «اخبارا من الأمس» جزءا من قطع اخبارية مركزة ورسومات بيانية، كما ستكون هناك مساحات مربعة مخصصة لملخصات المواضيع. وقال ل. غوردون كروفيتز، ناشر الصحيفة، ونائب الرئيس التنفيذي لـ«داو جونز»، التي تملك الصحيفة ومطبوعات صغيرة اخرى، ان التغييرات التي تهدف الى مساعدة القراء المضغوطين من ناحية الزمن تسير بسرعة الآن. لا تزال تغييرات «وول ستريت جورنال» ذات دافع اقتصادي في الأساس، إذ تتوقع الصحيفة توفير مبلغ يقدر بـ 18 مليون دولار في العام من تقليص مساحة الصفحات. كما يتوقع المسؤولون ان تؤدي هذه الخطوة الى توفير الملايين ايضا في تكلفة التوزيع، ذلك ان الحجم الجديد سيوفر فرصة طباعتها في مواقع اخرى، ويعني ذلك بدوره توفير تكلفة نقلها من أماكن الطباعة الى مناطق نائية لتوزيعها هناك. جدير بالذكر ان توزيع «وول ستريت جورنال» شهد تراجعا، مثلما حدث لغيرها من الصحف. إذ تراجع توزيعها الاعداد المطبوعة والمنشورة على شبكة الانترنت (2.04 مليون) خلال فترة الستة شهور المنتهية في سبتمبر (ايلول) الماضي بنسبة 2 بالمائة مقارنة بالستة شهور السابقة لهذه الفترة. وعلى العكس من الصحف الأخرى سجلت عائدات الإعلانات التجارية في «وول ستريت جورنال» زيادة عام 2006، لكنها لا تزال أقل من عائدات الإعلان التي وصلت اعلى معدل لها عام 2000. وفي إطار خفض الإنفاق قررت الصحيفة إغلاق مكاتبها في كندا الاسبوع الماضي وسرحت اربعة من العاملين بدوام كامل واثنين من العاملين بدوام جزئي، ومن المقرر ان تعتمد اكثر على «داو جونز نيوزوايرز»، وهي وكالة أنباء الشركة الأم. وقللت الصحيفة ايضا من حجم نشاطاتها الخارجية وقلصت العام الماضي حجم طبعاتها في كل من اوروبا وآسيا الى حجم صحف التابلويد.

وكانت انخفاض مستمر في توزيع الصحف منذ منتصف الثمانينات وامكانية توفير المال قد دفع عددا من ابرز الصحف، من بينها «واشنطن بوست» و«لوس انجليس تايمز»، الى تصغير احجامها. وتخطط «نيويورك تايمز» الى تصغير حجمها كذلك في أغسطس 2007. ويقول المستهلكون بحسب الاستطلاعات إن الصحف الاصغر حجما اسهل للقراء، فيما قاوم المعلنون في الولايات المتحدة تحول صحف الـ«برودشيت» (الحجم الكبير) الى الحجم الأصغر اسوة بما حدث حول العالم خوفا من تقليل احتمالية الانتباه للاعلان. ولكن استطلاعا للمعلنين في الـ«جورنال» اظهر انهم لا يمانعون في تغير الحجم. وقالت شركة «هيوليت بيكرد» (احد المعلنين في الجورنال) بأن خطوة الـ«وول ستريت جورنال» ستكون ذات وقع ايجابي، حيث ستوفر على الشركة كلفة تصميم اعلان ذي حجم مختلف لها باعتبار ان الحجم الاصغر بات معتمدا لدى غالبية الصحف. إلا أن من بين من هم غير راضين عن تحول الـ«وول ستريت جورنال» موظفين يعملون فيها. يقول أي اس براونينغ، وهو احد مراسليها انه قلق حول جودة الصحيفة، مضيفا «سيكون من الاصعب القيام بالتحقيقات المطولة عندما تكون المساحة اصغر». وسيزداد عدد صفحات الجريدة مما معدله 54 إلى 56 أو 58 وسيبقى طول الجريدة على وضعه 22.75 انشا، ما يجعله اكبر من حجم التابلويد الفعلي. ويعلق ماريو غارسيا وهو مصمم الصحف الذي استشارته الجورنال في اعادة تصميم شكلها إن العملية شكلت تحديا بشكل عام، مضيفا ان الأمر كان اشبه بـ«تلبيس» كايت موس.

* خدمة نيويورك تايمز