أفسحوا الطريق لـ «بوليوود»

الاستثمارات الأجنبية تنهمر على قطاع السينما الهندية.. والمشاريع تتوسع وتأخذ أبعادا إعلامية

TT

من المتوقع زيادة حجم قطاع السينما الهندية، الذي بلغت قيمته في عام 2006 1.75 مليار دولار، في عام 2010 ليصل الى 3.4 مليار دولار، طبقا لمؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز.

ويصل عدد المترددين على دور السينما في الهند 14 مليون شخص يوميا بينما يصل عدد التذاكر المباعة سنويا الى 4 مليارات تذكرة.

ويطلق على قطاع السينما الناطقة باللغتين الهندية والاوردية في الهند ومقرها مومباي اسم بوليوود. وهو مزيج من بومباي الاسم الانجليزي لمدينة مومباي وهوليوود مقر صناعة الافلام الاميركية. واذا ما وضعنا في الاعتبار باقي قطاعات الافلام الهندية، فإن قطاع السينما الهندية هو اكبر صناعة سينما في العالم حيث تصل عدد الافلام الصادرة سنويا الف فيلم تقريبا.

وطبقا لتقارير نشرها معهد الفيلم البريطاني، زاد عدد الذين شاهدوا افلاما هندية، في عام 2005، عن عدد مشاهدي الافلام الاميركية «3.8 مليار نسمة شاهدوا افلاما هندية بالمقارنة بـ 3.6 مليار شاهدوا افلاما اميركية».

تجدر الاشارة الى ان النجم السينمائي الهندي راجنيكانث يحصل على اعلى اجر في السينما الاسيوية بعد جاكي تشان نجم هونغ كونغ.

لكن يبدو ان ستديوهات هوليوود بدأت في الاقتناع بإمكانيات السينما الهندية، فقد بدأت في توقيع مشروعات مشتركة مع الشركات الهندية.

فقد وقعت مجموعة «هايد بارك انترتينمنت» الاميركية عقدا بعدة ملايين من الدولارات لإنتاج افلام مشتركة وتمويل افلام مع شركة «ادلاب الهندية».

بينما تنتج شركة الممثل الاميركي ويل سميث «اوفر بروك انترتينمت» و«فوكس سيرتش لايت» ثلاثة افلام قيمتها 44 مليون دولار مع شركة يو تي في الهندية.

وفي العام الماضي وقعت شركة «سوني بيكترز»، في العام الماضي، عقدا لإنتاج فيلم هندي مع شركة محلية، بينما تبحث شركة فياكوم الهندية عن عقود للانتاج المشترك في الهند.

ووقعت شركة الانتاج الهندية «ساهارا وون» عقدا للمساهمة بنسبة 20 في المائة لإنتاج فيلم شجرة الحياة مع الممثل الاسترالي المعروف ميل غيبسون، وهو الفيلم الذي تصل ميزانيته الى 50 مليون دولار ومقرر طرحه في الاسواق عام 2008.

وبالاضافة الى ذلك، دخلت شركة «تايتل ماتش انترتينمت» الاميركية في شراكة استراتيجية مع «بولوود غروب» للانتاج المشترك.

في الوقت ذاته يجري في الوقت الحالي تأسيس شركة فايو ديجتيل في الهند لتنفيذ عمليات ما بعد الانتاج للافلام الهندية. والمعروف ان شركات هوليوود الكبرى مثل شركة «فوكس» ناشطة في مجال انتاج وتوزيع الافلام الهندية.

وطبقا لتقرير اعده مصرف «كرديت سويس» حول قطاع الترفيه العالمي بعنوان «فرص هوليوود في بوليوود» فإن الهند هي واحدة من اربع دول بالاضافة الى البرازيل والصين وروسيا، التي تتمتع بفرص لتحقيق ارباح وعائدات لشركات الاعلام العالمية.

وفي الوقت ذاته من المتوقع توقيع عقد، في الشهر القادم، بين الحكومة الصينية وشركة دور العرض الهندية «بيراميد سايميرا» لادارة 7 آلاف دور عرض في الصين.

ويحظى قطاع الافلام الهندية بشعبية كبيرة في الاسواق العالمية مثل شمال اوروبا والمانيا وفرنسا واليابان.

وقد تعدت عائدات بعض الافلام الهندية المليوني دولار في الولايات المتحدة في عام 2006. وبمعنى اخر كان عدد الافلام الهندية التي تعدت عائداتها مليوني دولار نصف عدد هذه الافلام وعددها 14 فيلما. واكدت دراسة انه من المتوقع نمو قطاع الافلام الهندية بنسبة 16 في المائة سنويا في السنوات الخمس القادمة، حيث من المتوقع ان يصل حجمه الى 3 مليارات دولار. وتتمتع الافلام الهندية بوجود كبير في الثقافة الشعبية في باقي دول جنوب آسيا والشرق الاوسط واجزاء من افريقيا واجزاء من جنوب شرق اسيا، وبين جاليات جنوب آسيا في العالم. درج الغربيون على تصنيف غالبية الأفلام الهندية كونها أفلاما موسيقية وذلك بسبب ندرة خلو هذه الأعمال السينمائية من الأغاني والرقص.

وكمؤشر على الاهمية المتزايدة لقطاع السينما تعتزم الحكومة الهندية صياغة سياسة تتعلق بإنتاج الأفلام في ميزانية العام المقبل تهدف الى «الترويج للانتاج السينمائي في الهند من خلال وسائل مثل تسهيل التمويل والإعفاءات الضريبية». نافست الأفلام الهندية في أسواق مهرجانات الأفلام العالمية مثل مهرجان كان ومهرجان اميركا وبرلين وفيلم بازار الى جانب فعاليات اخرى. وتقام اسابيع ومهرجانات الأفلام السينمائية بالاشتراك مع عدة دول، وكان آخرها «مهرجان الهند العالمي للسينما» الذي اقيم في الآونة الاخيرة في غوا. كما وقعت الحكومة اتفاق تعاون مشتركا في مجال الصوت والصورة مع كل من ايطاليا وبريطانيا. جاء في كتاب Brand Bollywood، للصحافي ديريك بوس، ان قطاع السينما الهندية في حاجة الى بذل جهود اكثر جدية كي تصبح الهند قوة عالمية في مجال السينما في المستقبل القريب.

وتضم قائمة كبار النجوم في بوليوود آميتاب باشان، وهو ممثل فوق الستين من العمر وله ما يزيد عن مليار من الجمهور، كما انه احتل قبل ثلاث سنوات صدارة قائمة الممثلين الأكثر دخلا في التلفزيون الهندي. هناك ايضا شاروخ خان الذي وصل دخله الى 2.5 مليار روبية مقابل تقديم برنامج مسابقات في التلفزيون الهندي. تضم قائمة النجوم ايضا اشواريا راي التي تعتبر المرأة الأكثر جمالا في العالم والتي خصصت لها الآلاف من المواقع على شبكة الانترنت وشاركت ايضا في هوليوود. التطور الذي حدث في قطاع السينما ادى الى نمو مجمعات وبنى تحتية متقدمة ومواقع انتاج مشترك عالمية وأفلام باللغات المحلية. ولقطاع الموسيقى الهندية سمات مميزة على العكس من غالبية الأسواق العالمية الاخرى. فقد كان سوق الموسيقى خاضعا لسيطرة موسيقى السينما وذلك بسبب كون الموسيقى جزءا اساسيا من الأفلام السينمائية الهندية، فضلا عن ان نصيب الموسيقى يصل إلى 15 بالمائة من عائدات الأفلام السينمائية. يضاف الى ذلك ان نجاح أفلام الفيديو الموسيقية والألبومات غير السينمائية خلال السنوات القليلة الماضية ساهم في نمو سوق الموسيقى الهندية. ويقدر حجم مبيعات الأعمال الموسيقية في الأقراص المدمجة وأشرطة الكاسيت بحوالي 149 مليون دولار اميركي، ومن المتوقع ان ينمو بنسبة 3 بالمائة خلال السنوات الخمس المقبلة.

* تاريخ قطاع السينما > أول عرض للصور المتحركة في الهند كان عام 1896 عندما قدمت شركة Lumiere Brothers Cinematograph ستة افلام صامتة قصيرة، وجرى انتاج اول فيلم هندي صامت (راجا هاريشاندرا) عام 1913، وكان بمثابة ميلاد لقطاع السينما الهندي. بنهاية عام 1920 اصبحت عمليات انتاج وصناعة الأفلام تشكل قطاعا قائما بذاته. أول فيلم سينمائي هندي ناطق هو «آلما آرا»، من انتاج Imperial Film Company عام 1931. أجمالا، شهدت السينما الهندية عدة مراحل تطور وأصبحت لها امبراطوريتها الخاصة، إذ انتجت حوالي 27000 عملا سينمائيا والآلاف من الأفلام القصيرة. تمويل أفلام بوليوود غالبا ما يأتي من موزعين خاصين وبضعة ستديوهات كبيرة، أما التمويل المصرفي والمؤسسي، فهو الآن متوفر للقطاع الترفيهي بصورة عامة. يضاف الى ذلك وجود استثمارات اجنبية مباشرة في قطاع السينما الهندية. وتقدم «الهيئة الوطنية لتطوير السينما» تمويلا لبعض الأفلام. كما دخلت مجال التمويل والتسويق مؤسسات مثل «ماهيندرا آند ماهيندرا» و«أي في بيرلا» و«تاتا».