صحافة التسلية .. هل أصبحت من الضروريات فى الصحف؟

حظك اليوم والكلمات المتقاطعة أشهر أبوابها

TT

حظك اليوم، الكلمات المتقاطعة، مسابقات التسالي، صفحة الخدمات، سودوكو.. هل تتابع هذه الابواب في الصحف؟ الكثيرون يفعلون ذلك، ويعتبرونها أبوابهم المفضلة في الصحف، والبعض يرى أنه لا قيمة لها. آخرون يرى أنها ضرورة لتسلية القراء والبعض يرى أنها من الكماليات ويمكن الاستغناء عنها.

«أبواب التسالي ضرورية في الصحف، لأن إحدى وظائف وسائل الاعلام هي الترفيه والتسلية» بهذه الكلمات لخص الدكتور أشرف صالح استاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة دور صحافة التسلية في حياتنا»، مضيفا «أن بعض الأشخاص لا يستطيعون بدء يومهم دون الاطلاع على باب حظك اليوم أو الأبراج، كما أن بعض الأشخاص يتعاملون مع الكلمات المتقاطعة كأحد وسائل التسلية والمعرفة في الوقت نفسه. ويوضح د. صالح «أن الصحف تلجأ الى تخصيص مساحات كبيرة لهذه الابواب ايمانا منها بدورها»، وقال: فالصحف لن تهدر مساحة من الورق بدون هدف ولو أن مالكي الصحف رأوا أنه لا فائدة لهذه الابواب لمنعتها، على الاقل لتخصيص مساحتها للاعلانات التي تجلب الدخل للصحيفة.

وأشار إلى «أن بعض مالكي المطابع الخاصة حاولوا أكثر من مرة طبع كتب كلها مخصصة لهذا النوع من المواد الخفيفة مثل الكلمات المتقاطعة وحظك اليوم وغيرها من مسابقات التسالي التي تنشرها الصحف، إلا أن ضعف امكانيات المطابع الخاصة وقف حائلا أمام استمرار هذه التجارب التي اعتبرها محاولة لاستثمار النجاح والرواج الذي حققته صحافة التسلية.

وانتقد د. صالح خلو الحقل الاكاديمي الاعلامي من دراسات تتناول هذا النوع من الصحافة، وقال «رغم أن دارسي الاعلام تناولوا كل مجالات الصحافة إلا أنهم أغفلوا دراسة صحافة التسالي رغم اتساع مفهومها الآن لتشمل الصحف الاجتماعية وصحف النميمة والتي بدأت تنتشر بمصر خلال العامين الاخيرين». وقد بدأ بعض المسؤولين عن صحافة التسلية في تطوير هذه الصفحة، مثلما فعل وليد طوغان المسؤول عن صفحة التسلية في جريدة «روز اليوسف» اليومية، حيث ضم اليها أبوابا للعلاج والوظائف الخالية وأبوابا تهم المرأة وأخرى تهم الرجل.

وعن تجربته يقول طوغان «عندما بدأ إصدار الجريدة قبل نحو عام فكرنا في تقديم صفحة التسالي على الطريقة الاوروبية أي لا نكتفي بما تقدمه الصحف الاخرى من حظك اليوم والكلمات المتقاطعة، بل فكرنا في تقديم خدمات صحافية تمس القارىء بشكل مباشر، وتتميز بالتفاعل وتمس الناس».

ويضيف طوغان: القراء ملوا من الشكل التقليدي ويكفي أن حجم الخطابات التي ترد الينا تظهر مدى الاقبال الشديد على الصفحة لتميز مفهومها.

ويشير طوغان الى «أن هناك قطاعا كبيرا من القراء لا يهمه أخبار السياسة أو الاقتصاد إلا إذا كانت تمسه بشكل مباشر مثل زيادة المرتبات أو ما شابه. ويقول» هذا القطاع يجد نفسه أكثر في صفحات التسالي والرياضة، وهذا النوع من القراء هو من نستهدفه في صفحتنا».

واضاف «نحن نقدم ملخصا بمواعيد الندوات والانشطة الثقافية، وأسعار السلع الاساسية، وبابا عن الملابس للسيدات، وبابا لطلبات العلاج، والوظائف الخالية، الى جانب الابواب التقليدية مثل حظك اليوم وما شابه».

أما آخر التقليعات في مجال تسالي الصحف والمجلات فهي بالتأكيد «السودوكو»، وهو اسم اللعبة التي اخذت مكانا مميزا في اغلب صحف العالم باعتبارها الهوس الدولي الجديد. وانتشرت اللعبة في بريطانيا على وجه التحديد الى درجة انه اصبح من المألوف مشاهدة الركاب في القطارات في لندن منهمكون في حل الغاز هذه الاحجية وهم في طريقهم للعمل في كل صباح. وتقوم اللعبة على ترتيب الأرقام ضمن جدول بقواعد معينة.