الإعلامي زاهي وهبي.. خرج من «البيت» ليقدم «أحلى الناس»

نهاية عقد كامل من برنامجه التلفزيوني الشهير وبداية مرحلة جديدة في مسيرته

TT

غادر الاعلامي اللبناني زاهي وهبي «البيت» الذي استضاف فيه شخصيات فنية وسياسية وادبية وفكرية واعلامية على امتداد عشر سنوات، ليأخذ المشاهدين الى «أحلى الناس» في برنامج جديد يفترض أن تبدأ حلقاته اواخر الشهر الحالي، منهيا «حقبة» عرفت باسم «خليك بالبيت» استمرت 10 سنوات. ويقول وهبي لـ«الشرق الأوسط» مصدر الفكرة انبثق من البرنامج الاميركي «استديو الممثل». مضيف «لكننا وسعنا البيكار ليشمل كل ميادين الابداع من فن وأدب وثقافة، وربما السياسة اذا كان الضيف يملك خصوصية تميزه في مجاله». ويضيف أن اسم البرنامج جاء بشكل عفوي ولقي قبولا لأنه بسيط كتابة ولفظا وقريب من المشاهدين في لبنان والعالم العربي. وكأنه يقول لهم ولضيوف الحلقات انهم «أحلى الناس».

ويوضح وهبي أن مضمون البرنامج ومستواه لا يختلفان عن «خليك بالبيت». لكن الجديد هو الحضور داخل مكان التصوير الذي يتم في قاعة احدى الجامعات. ويصار الى اختيار هذا الحضور من صفوف الطلاب وفق صفة كل ضيف، ما يترك لهم مساحة من الاسئلة خلال الحلقة وبعد انتهائها، ويسمح لهم بالاطلاع على تجارب اساتذة كبار ومحاورتهم. مدة البرنامج ساعتان ويقدم مساء كل ثلاثاء. فوهبي يرتبط معنويا بهذا اليوم، حتى قبل دخوله معترك الاعلام المرئي. ومقالاته في صحيفة «النهار» كانت تنشر في اليوم نفسه. لا يعطي تفسيرا لهذا الموعد الثابت، لكنه يوضح ان الجزء الاكبر من الاعداد ينجزه عادة في العطلة الاسبوعية يوم الاحد.

هل يشعر وهبي أن «خليك بالبيت» يشكل خلفية ايجابية لخطوته المقبلة، أم سيكون عاملا سلبيا بفعل المقارنة بعدما أسره المشاهدون في إطار بات يصعب تقويضه. يقول: «اشعر اني أخوض تجربة جديدة وضع نصب عيوني الفشل كما النجاح. البدء من جديد مخيف جدا بالنسبة الي. كأني سأطل على المشاهدين للمرة الاولى. اريد أن أثبت لنفسي أني جدير وقادر على تولي مسؤولية برنامج وانجاحه. فأنا بدأت برصيد محدود وتساهل من النقاد وكبرت مع برنامجي. الآن الموضوع مختلف. وليس مسموحا لي، ذاتيا وحضورا، أن اجرب على الهواء. المسألة أبعد من ذلك». ماذا عن الحضور في مكان التصوير؟ هل يلحق المقدم الموضة الرائجة حاليا؟ يجيب: «الحضور امنيتي. كما أسعى الى فتح المجال امام الشباب للاستفادة من وجوده واعطاء مساحة للتواصل المباشر معه من خلال المشاركة. لذا لن يكون الحضور ديكورا او اضافة فارغة تقتصر مهمتها على التصفيق. سأحاول أن اوفر للجميع جواً عائلياً حميماً». ولا يخاف وهبي من تقليص مساحة حضوره على الشاشة ليترك المجال للشباب واسئلتهم. يقول: «سأتولى محاورة الضيف لمدة ساعة. بعد ذلك سأترك مكاني لأجلس مع الحضور وادير حواراتهم».

تصوير الحلقات الاولى التجريبية للبرنامج ذكره بأيام المدرسة. عاد ليعايش شقاوة الشباب وتعليقاتهم التي اضفت نوعا من الحيوية على البرنامج وفرضت استنفارا دائما للتأهب والمتابعة. يقول: «علي أن أكون حاضرا على الدوام وليس كما في السابق، اذ كان يكفي ان أحضر ملفي جيدا وادير الحوار».

كيف تقرر طي صفحة «خليك بالبيت» واختيار «أحلى الناس»؟

يجيب وهبي: «فكرة التغيير كانت مطروحة قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري. لكن ظروف لبنان والاحداث التي مرت منذ ذلك الحين أجلت التخطيط والتنفيذ للمشروع».

الضيف الاول سيكون النجم المصري محمود ياسين. وعلى الاجندة ضيوف آخرون منهم رفيق علي أحمد ورندة الاسمر وعمار شلق. ويشير وهبي الى ان عدة مسائل واجهته لدى اختيار الضيوف. «وتحديدا من الشباب، فقد كانوا يترددون أكثر مما يفعل المخضرمون. ربما لديهم خوف ما من البرنامج، او لأن المشاهدين وضعوني في صورة معينة تنعكس على من أحاوره».

* شاركت في إعداد هذا الموضوع: سناء الجاك

* «خليك بالبيت».. ذكريات عقد ومشروع كتاب > 10 سنوات من الاحتراف لم تغير «الصبي» كما وصف وهبي نفسه حين تحدث عن طفولته في القرية في احد مقالاته. يقول في هذا الاطار: «لم ازل كما كنت صبياً متعثراً بالتراب ومسحوراً امام صندوق الفرجة» ويضيف: «هذا الشعور الذي كان يخالجني حين كنت أتحرق شوقاً لمشاهدة البرامج التلفزيونية في دكان القرية في ظل ندرة وجود الاجهزة، ولم يتغير طوال حلقات برنامجي، فرهبة المسؤولية والخوف من عدم النجاح كانتا ترافقاني عند التحضير لكل حلقة وكأنني احضر للحلقة الاولى من البرنامج. أما الشخصيات المميزة التي شكلت محطات مضيئة في امسيات خليك بالبيت، تتمتع كل منها بخصوصية معينة فيقول عنها وهبي «كل ضيف هو حالة خاصة بحد ذاته، ولا يتسع المجال لذكر الجميع، لكن مما لا شك فيه ان سمة بعض هؤلاء وطبيعة شخصياتهم وتجاربهم الحياتية والثقافية ساهمت الى حد كبير في نجاح حلقاتهم التي انطبعت في مخيلة المشاهدين». اول من يتبادر الى ذهن وهبي حين يسأل عن هذه الاسماء هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي يصف ظهوره في البرنامج بالانجاز خصوصاً حين تحدث عن تجربته الانسانية والعائلية، «رعاية رفيق الحريري لبرنامجي بشكل خاص كانت رعاية معنوية حقيقية، فهو اضافة الى ظهوره في حلقة خاصة كانت له مشاركات هاتفية في حلقات عدة»، ويؤكد وهبي ان الحريري استقبل في بيته اكثر من ثلاثين في المائة من الضيوف.

ورغم عدم اقدام وهبي لغاية اليوم على اتخاذ قرار، رغم مطالبات البعض، بشأن توثيق برنامجه في كتاب خاص لم يستبعد التفرغ للقيام بهذه الخطوة… في السنوات المقبلة.