«بي بي سي» تتهم بـ«ازدواجية المعايير»

الهيئة البريطانية تعتبر الادعاءات عارية من الصحة

TT

ينتظر كثير من مراقبي قطاع الإعلام العربي انطلاق قناة بي بي سي العربية التلفزيونية الموعودة بفارغ الصبر، وإلى الآن لم تحدد هيئة الاذاعة البريطانية موعدا محددا للبث، مكتفية بالقول ان المحطة ستنطلق في خريف هذه السنة. وفيما قد يظن البعض بأن القناة الجديدة ستحدث نقلة نوعية في عالم الفضائيات الإخبارية العربية، فهناك من أبدى شكوكه، منذ الإعلان عن المشروع.. ومؤخرا بدأت اصوات مشككة تصعد أكثر. آخر الغيث مقال للبروفيسور الأميركي فرانك ستيوارت، في جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، ونقلته عنها شقيقتها «انترناشونال هيرالد تريبيون» الدولية، وكذلك صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية. وحمل المقال عنوان «هيئة البث المنحازة» The Biased Broadcasting Corporation في لعب على الكلمات التي تشكل اسم «هيئة الاذاعة البريطانية» باللغة الانجليزية والتي تعرف اختصارا بـ BBC. المقال الذي كتبه الاستاذ المتخصص في الدراسات الشرق أوسطية والاسلامية في الجامعة العبرية بالقدس، يبدأ باعتبار أن «من يشاهدون القنوات الغربية.. يعيشون في عالم واحد، فيما من يشاهدون القنوات الشرق الأوسطية يعيشون في عالم آخر تماما»، مضيفا ان «هذه القنوات تميل الى تصوير الغرب بشكل سلبي». وأضاف ستيوارت «ولدى واشنطن علم بهذه المشكلة وحاولت حلها بإطلاق قناة عربية خاصة بها عام 2004، وهي قناة الحرة، الا ان قنوات أخرى مقرها الخليج تستمر بالسيطرة على المنطقة». ومن هذا المنطلق يتطرق فرانك الى نية بي بي سي اطلاق محطة تلفزيونية عربية (موضحا انها تبث اذاعيا بالعربية منذ اكثر من 60 عاما)، بقوله «قد يبدو هذا الخبر جيدا لاميركا، لكون الكثير منا يشاهد بي بي سي بالانجليزية ونحترم جودتها... لكن بي بي سي الانجليزية شيء والعربية شيء آخر تماما». ويضيف ستيوارت «لو كانت برامج تلفزيون بي بي سي العربي مشابهة لبرامجها الاذاعية، فستكون على نفس مستوى معاداة الغرب، الذي يميز الفضائيات العربية الأخرى، ان لم يكن أكثر». ويتهم ستيوارت اذاعة بي بي سي العربية بأنها «تحمي القادة العرب من الانتقاد وتتجنب المواضيع التي قد تكون محرجة بالنسبة لهم، مثل حقوق الانسان، دور العسكر وقوات الأمن، الفاسد، العنصرية ضد الاقليات، الرقابة، الفقر والبطالة»، مضيفا «وعندما يتم التطرق لهذه المواضيع من وقت لآخر، فإن ذلك يتم بشكل عام، ومن الممكن ان تتم الاشارة الى بعض البلدان العربية مثلا (أي من دون ان يسمى بلد معين)». من جهتها، تعتبر هيئة الاذاعة البريطانية في بيان ارسلته لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الالكتروني مفيدة بان ردها على مقال ستيوارت، أنها «تنفي صحة الادعاءات بأن الخدمة العربية في بي بي سي تعمل بنظام تحريري مختلف عن بقية اقسام هيئة الاذاعة البريطانية». ويضيف البيان «السياسة في الشرق الأوسط معقدة للغاية، وهي تعج بالآراء المتشعبة والمعتقدات القوية، لذلك فنحن نسعى وبشدة الى تضمين اكبر عدد ممكن من الآراء في ما يصدر عنا». ويختتم البيان بالقول، ان «المقال يدعي اننا نستحي من الحديث في مواضيع مثل حقوق الانسان، الفساد، ودور قوات الأمن. وهذا غير صحيح، كما يعلم أي مستمع مداوم على اذاعة بي بي سي العربية. اضافة الى ذلك، فإن الدراسات المستقلة تظهر اننا نحظى بشعبية في المنطقة، لأننا نوفر للمستمعين مجموعة أكبر من الاراء مقارنة بالقنوات الأخرى في المنطقة».