حرب العراق «تغزو» المسلسلات الأميركية في ذكراها الرابعة

إن كان كثيرون لا يشاهدون الأخبار فذلك لا يعني أن البرنامج الدرامي المفضل لديهم لن يتطرق للموضوع

TT

بدأ مقدما برنامجي today و good morning America حلقتيهما يوم الذكرى الرابعة وقوفا، تماما مثل مقدمي نشرات الاخبار المسائية الى جوار خرائط وصور من العراق، حيث نظرا بمناسبة الذكرى الرابعة للحرب، الى احباطاتها. وظهرت صور الانفجارات والكوارث العرقية عبر الشاشة، مع لقطات لنائب الرئيس ديك تشيني في عام 2003 يقول ان القوات الاميركية «ستستقبل استقبال المحررين».

وقدم الرئيس بوش دفاعا تلفزيونيا خلال خطاب للامة. واكد بوش وهو واقف في غرفة روزفلت، وهو موقف يشير الى الحكمة اكثر من القوة، للمشاهدين انه منذ زيادة القوات في شهر يناير (كانون الثاني)، هناك «بعض اشارات الأمل» في الواقع.

لقد تغيرت الحرب بصورة درامية منذ بدايات حملة «الصدمة والروع». كما تغير التلفزيون معها ايضا، ليس للاحسن دائما، ولكن ليس للاسوأ بالضرورة. ومعظم الاميركيين، عدا ما يتعلق بزيادة الضرائب او التجنيد، ليست لديهم مشاعر مباشرة عن الحرب، عدا ما يحدث عبر شاشات التلفزيون.

وعندما سئل بوش عن التضحيات التي قدمها الاميركيون قال «يضحون براحة الذهن، عندما يرون الصور الرهيبة للعنف عبر شاشات التلفزيون كل ليلة».

وشبكات التلفزيون، التي غطت الايام الاولى للغزو بحذر، لشعورها بالقلق على وطنيتها في اعقاب هجمات 11 سبتمبر، ازدادت شكوكها بالادارة الاميركية. على كل برامج الاخبار ليست هي المكان الوحيد الذي من المتوقع ان يتعرض فيه المشاهدون للنزاع في العراق.

ومنذ الغزو، وبصفة خاصة بعد فضيحة ابو غريب، اصبحت الحرب ضد الارهاب «حبكة ثانوية» ليس فقط في «24» او مسلسلات الجريمة، مثل Law And Order ولكن في برامج الواقع والبرامج الكوميدية. وفي مسلسل ان بي سي 30 Rock يقول مدير شبكة التلفزيون، الذي يؤدي دوره اليك بولدوين لزملائه انه على علاقة بوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

ومعظم البرامج تعكس عدم رضا الرأي العام بعد فضحية ابو غريب والفشل العسكري في العراق.

وفي بعض الاحيان يسيطر النزاع في العراق على حبكة بأكملها: فحلقة من مسلسل CRIMINAL MINDS لشبكة سي بي اس حول سفاحين، تحول تركيزها الى ارهابي مسلم مشتبه فيه محتجز في غوانتانامو، بدون اجراءات قانونية. (القي به على ارض غرفة التحقيق وهو بملابسه الداخلية ويداه وقدماه مقيدتان بالسلاسل ووجهه مليء بالكدمات من الضرب). وفي مرات اخرى تظهر اشارات للحرب بطريقة مباشرة. مثل مسلسل «بلا اثر» لشبكة تلفزيون سي بي اس، ومسلسل «لوست» (الضائعون) الذي برزت فيه شخصية عراقية كأحد الأبطال الأساسيين.

ويلاحظ ان برامج التلفزيون تتعامل مع الاحداث الاخبارية بطريقة اسرع من قبل، ولكن ليس بطريقة مباشرة اكثر، كما حدث في مسلسلات HOGAN BEACH و MASH ولم تعد تلك المسلسلات تتعامل بطريقة مباشرة مع القضايا الكبرى عما اذا كانت الحرب صحيحة او خطرا او يحاولون تقديم صورة كاملة لواقع الحرب. فمسلسل THE UNIT الذي تقدمه شبكة سي بي اس حول نشاطات مجموعة سرية تابعة للقوات الخاصة، يفضل ان تكون مشاهد المعارك في اماكن اخرى غير العراق، مثل افغانستان او في افريقيا واسيا.

ومعظم تلك المسلسلات تشير الى التعذيب والاساءة الى السجناء، لان هذه الافعال تقوض وبطريقة حادة سمعة موظفي الحكومة والقوات المسلحة في مسلسلات مثل CSI او NCIS اما مسلسل «24»، الذي يدور حول مكافحة الارهاب ويؤيد فكرة ان استخدام التعذيب ضروري وفعال في الحرب ضد الارهاب، فهو الاستثناء.

وفي الموسم الماضي عرض مسلسل SLEEPING CELL على شبكة شوتايم وجهة النظر الاخرى: ان الزعيم الارهابي قضى وقته في سجن لوكالة الاستخبارات المركزية وتحمل تعذيبا جسديا ونفسيا هائلا واستفز معتقليه بخصوص موقفهم غير الواضح بخصوص مثل تلك الوسائل.

وقال لهم «انتم مهوسون بأنفسكم. وتهتمون اكثر بتحليل احساسكم بالذنب اكثر من تحقيق النصر. هذا هو السبب في اننا سنفوز وستخسرون».

ويتحول التعذيب الى مزحة في برنامج SATURDAY NIGHT LIVE وفي معظم حلقات ARRESTED DEVELOPMENT الذي كانت تبثه شبكة فوكس وتوقف الان. وفي نهاية الحلقات الكوميدية، يسافر الشقيقان بلوث الى بغداد للافراج عن شقيقهم الثالث من سجن عراقي. ويقول احدهما «هذا سجن ادارته اميركية ربنا يعلم ما يفعلون به». ويأخذ الموضوع منحى اكثر جدية في برنامج «هيروز» على شبكة ان.بي.سي عندما يهرع شرطيان للتحقيق مع متهم كونه اسلاميا متطرفا، فيقول احدهما للآخر «لديه ساعة قبل أن ترسله دائرة الأمن القومي جحر الأرانب كإرهابي محتمل».

ربما لا يشاهد الأميركيون الأخبار بالكم الذي يجب ان يشاهدوها فيه، ولكن حتما فإن الأخبار تجد طريقها للتغلغل في ثقافة «البوب».

* خدمة «نيويورك تايمز»