«نادي الصحافة الوطني» في واشنطن ينتظر عرباً.. سواء مسؤولين أو صحافيين

رئيس النادي يوضح تفاصيل دعوة الضيوف ويتحدث على استعدادات الاحتفال بالذكرى الماسية

جيري زرمسكي
TT

يعد "نادي الصحافة الوطني" في واشنطن من اهم وأعرق اندية الصحافة في العالم، إذ تأسس عام 1908، وظل منبراً اعلامياً متميزاً تحدث من خلاله أبرز زعماء العالم.

ينظم النادي حالياً نشاطين اساسيين، وهما برنامج "ضيف على الغداء" وبرنامج "صانعو الاخبار".

عادة ما تتم دعوة شخصيات اميركية مرموقة في مختلف المجالات، من السياسة الى صناعة السيارات وتجارة الورود الى برنامج "ضيف على الغداء" ويستضيف هذا البرنامج من الخارج قادة الدول فقط. اما برنامج "صانعو الاخبار" فيستضيف شخصيات اميركية واجنبية من الذين لهم علاقة بصناعة الاخبار. يحضر في البرنامجين اعضاء النادي، حيث يسددون 16 دولاراً لتناول الغداء اذا رغبوا في حضور اللقاءات التي تنظم في إطار البرنامج الاول، ويحضرون بدون مقابل في لقاءات البرنامج الثاني. في هذا الحوار يسلط جيري زرمسكي، رئيس نادي الصحافة في واشنطن (ينتخبها الاعضاء والى جانبه لجنة تنفيذية) الاضواء على "شيخ الاندية" العالمية للصحافة. وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هي الأسس التي تختارون وفقها الشخصيات التي يستضيفها نادي الصحافة في إطار برنامج "ضيف على الغداء"؟ ـ هناك في الحقيقة عدة انواع من الانشطة للنادي، الامر الذي يجب علينا ان نفهمه ان هناك انشطة خاصة بالنادي مثل "ضيف على الغداء" او اولئك الذين تتم دعوتهم ضمن برنامج "صانعو الاخبار" اضافة الى ذلك هناك الندوات الصحافية التي تعقد في النادي، بالنسبة لهذا النشاط فان دورنا هو تأجير القاعة وتقديم الخدمات التي يطلبها من يستأجرونها.

* اقصد اختيار الشخصيات ضمن برنامجي "ضيف على الغداء" و"صانعو الاخبار"؟

ـ رغبت بالتوضيح لان بعض الناس يعتقدون اننا نمول ونحتضن جميع اللقاءات الصحافية التي تتم داخل نادي الصحافة. بالنسبة للشخصيات التي تشارك في النشاطين المذكورين هناك لجنة تسمى "لجنة المتحدثين" تجتمع مرة في كل شهر وتقترح الاشخاص الذين يمكن دعوتهم للحديث، وذلك قبل عدة اسابيع من الموعد المحدد.

* ما يهمني هو تسليط الضوء على القاعدة او الأسس التي تحتم دعوة هؤلاء الاشخاص؟

ـ الاعتبار الاول ان يكونوا من صانعي الاخبار المهمين.

* لكن كيف يمكن اعتبار هذا الشخص او ذاك بانه صانع اخبار مهم خاصة في المجال السياسي؟

ـ هناك عدة عوامل من ذلك هل حدث ان سمعنا عن هذا الشخص من قبل، لانه نتلقى بعض الاحيان طلبات من سياسيين لم نسمع بهم او من مؤسسات او شركات لم نسمع بها، وفي بعض الاحيان يقترح بعض الناس اسماً، وفي احيان اخرى يقترح أحدهم نفسه وهذا انطبق مثلاً على السيناتور جون كيري (المرشح الديمقراطي السابق لرئاسة الولايات المتحدة) الذي اقترح ان يتحدث في النادي، لذلك بادرنا الى دعوته. "لجنة المتحدثين" هي التي تقترح ونحن ندعو بعد ذلك الشخص المعني.

*هل تقيمون مستوى أداء الاشخاص الذين تتم دعوتهم بعد اللقاء للتأكد ما إذا كان قراركم صائباً؟

ـ نطلب عادة من الاشخاص الذين ندعوهم تسجيل بعض الملاحظات حول ما نقوم به، ثم تقوم مكتبة النادي بتجميع الاخبار والتقارير التي تنشر في الصحف والوكالات عن النشاط، خاصة اذا كان "ضيف على الغداء" ثم نحصر عدد اعضاء النادي الذين حضروا الغداء. هذه السنة ارتفع عدد الاعضاء الذين يحضرون كثيراً.

* كم عدد اعضاء النادي حالياً؟

ـ هناك حالياً 3500 عضو في النادي.

* طالما اننا نتوجه لقراء عرب اود ان أسال عن سبب غياب متحدثين عرب؟ فأنا لا اتذكر ان احداً من العالم العربي أو منطقة الشرق الاوسط تحدث في النادي على الأقل خلال السنتين الاخيرتين ضمن برنامج "ضيف على الغداء"؟

ـ ما ذهبت اليه ليست هي الحقيقة، جاء ياسر عرفات (ابوعمار) الى هنا ضمن برنامج "ضيف على الغداء". برويز مشرف (الرئيس الباكستاني) كان هنا ايضاً. هناك شخصيات مسلمة وليس بالضرورة ان يكونوا من العالم العربي، مثل حامد كرزاي (رئيس الحكومة الافغانية) .

* لكن سؤالي حول شخصيات من العالم العربي؟

ـ هناك شخصيات اخرى. لا شك ان هناك شخصيات عربية مهمة نرحب بها هنا، واحدة من التحديات التي تواجهني وكانت ضمن برنامجي الانتخابي هي زيادة عدد قادة الدول بالمقارنة الذين يفترض ان يتحدثوا في النادي. ان ذلك يشكل تحدياً حقيقياً، لان جدول القادة عادة لا يسمح لهم باللقاء مع اعضاء نادي الصحافة نظراً لكثافة الاجتماعات، وفي بعض الاحيان لا نسمع حتى بانهم سيأتون الى هنا حتى ندعوهم للحديث في نادي الصحافة، هذه السنة كانت لدينا رئيسة ليبريا فقط.

* سمعت ان بعض الشخصيات من العالم العربي كانت لديهم رغبة في المشاركة في عقد لقاء مع الصحافيين وغيرهم في نادي الصحافة لكن رغبتهم أهملت؟

ـ خلال فترة رئاستي التي بلغت حتى الآن ثمانية اشهر لم يحدث ذلك.

*ربما قبل ذلك؟

ـ ليس لدي معلومات حول هذا الموضوع. بصراحة لا أدري. هل لديك اسماء محددة.

* بعض الزملاء يقولون ذلك؟

ـ ما أود التأكيد عليه اننا نرحب باي رئيس دولة من أي مكان في العالم ليتحدث في النادي وفي الموضوع الذي يرغب فيه، ونرحب به في إطار برنامج "ضيف على الغداء".

السياسيون الاجانب الذين هم ليسوا قادة دول عادة لا يتحدثون في نادي الصحافة في إطار برنامج "ضيف على الغداء". وعندما يكون لدينا وزراء خارجية على سبيل المثال نستضيفهم في إطار برنامج "صانعو الاخبار". ما اتمناه ان يقرأ بعض قادة الدول في المنطقة هذا الحوار حتى يدركوا اننا نرحب بهم ترحيباً كبيراً في نادي الصحافة.

*هل تعتزمون توجيه دعوات لشخصيات من العالم العربي او الاسلامي؟

ـ لدي قائمة بجميع المدعوين امامي، لكن دعونا خلال السنوات الماضية عددا كبيرا من قادة الدول. ووجهنا دعوة جديدة لكل من برويز مشرف وحامد كرزاي.

* هل وافقا على الحضور؟ ـ لم نتلق اجابة حتى الآن لكنهما لم يعتذرا عن الدعوة.

* هل تنوون دعوة شخصية عراقية، طالما انها المنطقة الاكثر سخونة التي تهم الاميركيين؟

ـ اذا قبل نوري المالكي ان يأتي الينا في إطار "ضيف على الغداء" سيكون ذلك امراً عظيماً.

انت عضو في النادي قدم لي اقتراحاً واذا كان الشخص المقترح في المستوى المطلوب حتماً سندعوه. نحن على استعداد لتقبل اي اقتراح. حتى ولو جاء من اشخاص غير اعضاء في النادي.

* لاحظت ان بطاقات الافطار مع هيلاري كيلنتون المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة نفدت في مدة قياسية، هل هي التي اقترحت المجيء الى النادي ام انكم وجهتم لها الدعوة؟

ـ نحن الذين وجهنا لها الدعوة، وهناك دعوات وجهت لجميع المرشحين للانتخابات الرئاسية.

* هل قبلوا جميعاً المجيء؟

ـ حتى الآن قبل نيو غيرنتش مرشح الجمهوريين المشاركة. كما وافق جو بيدن المرشح الديمقراطي على الدعوة.

* ماذا عن باراك اوباما ؟

ـ وجهنا له الدعوة. جميع المرشحين يبدأون انطلاقتهم الحقيقية من ولايتي "ايوا" و"نيوهامشير" وبعد ذلك يقررون اين سيكونون، ونتمنى عندما يكونون في واشنطن ان يأتوا الى نادي الصحافة. وعادة ما تقوم قنوات "سيس بان" بنقل برنامج "ضيف على الغداء" مباشرة وهو ما سيشجع جميع المرشحين على الحضور، لان في ذلك فائدة كبرى بالنسبة لاي واحد منهم . لا بد من القول إن برنامج "ضيف على الغداء" صعب جداً الى حد لا يمكن للناس تخيل مدى صعوبة الاعداد له، في بعض الاحيان نحتاج الى سنوات ليوافق ضيف ما على المشاركة بالبرنامج. مثلا استغرق منا الامر سنوات حتى وافق أرنولد شوارزينجر حاكم ولاية كالفورنيا (ممثل سينمائي شهير) على الحضور.

* ماذا عن الصحافيين، صحافي مثل بوب وودورد الذي كتب عدة كتب لم يأت الى النادي في إطار "ضيف على الغداء"؟

ـ لم يأت ليتحدث ضمن " ضيف على الغداء" لكنه شارك ضمن انشطة النادي الاخرى، حيث أشرف على تدريب مجموعة من الصحافيين الشباب. وهذا النشاط وضعناه على موقع النادي في الانترنت ليستفيد منه الصحافيون في جميع انحاء العالم.

* لكن يلاحظ ان البرامج التي يشترك فيها الصحافيون والكتاب عادة محدودة مقارنة بمشاركة السياسيين؟

ـ عادة لا يشارك الصحافيون في برامج "ضيف على الغداء" او "صانعو الاخبار" بل في برامج خاصة احترافية ينظمها النادي، او يشاركون هم أنفسهم في محاورة ضيوف النادي.

* طالما انه أهم نادي صحافة ربما ليس في اميركا بل في العالم، الا تعتزمون دعوة صحافيين من الخارج لزيارة النادي والتعرف على أنشطته؟

ـ هناك ورشة عمل سننظمها بالتعاون مع جامعة ميسوري وستكون في مارس (آذار) من السنة المقبلة، وسيكون موضوعها صناعة الصحافة في العالم، وسيشارك فيها صحافيون من جميع انحاء العالم سيزورون واشنطن ليتحدثوا عن هذا الموضوع.

* هل سيشارك فيه احد من العالم العربي؟

ـ لم نوجه دعوات بعد، ولكننا نفكر في بعض القنوات التلفزيونية العربية التي قفزت الى المقدمة.

* ما هي الاهداف التي تطمح الى تحقيقها خلال فترة رئاستك؟

لدي اربعة أهداف، ان يكون لدينا نخبة من أفضل الشخصيات يتحدثون في النادي، وبرنامج تطوير استراتيجي للنادي، الاعداد للاحتفال بالذكرى الماسية (قرن كامل) العام المقبل، والتركيز على تطوير الجانب المهني.

*هذا طموح كبير؟

ـ نعم اظن ذلك..

* جيري زرمسكي

* انتخب جيري زرمسكي رئيساً لنادي الصحافة في ديسمبر (كانون الثاني) عام 2006 وقبل ذلك ترأس احدى لجان النادي كما عمل نائباً للرئيس ومسؤولاً عن المالية. عمل منذ عام 1999 مراسلاً لوكالة "بوفلو" الاميركية للانباء ثم رئيساً لمكتب الوكالة في واشنطن. كما عمل قبل ذلك مراسلاً للوكالة في عدة مناطق في العالم وغطى عدة حروب لصالح الوكالة. وكان بدأ العمل في الوكالة كمراسل للشؤون الاقتصادية عام 1984.

تتحدر اسرته من ولاية بنسلفانيا وولد في ولاية فرجينيا المجاورة للعاصمة، وتخرج في احدى جامعات بنسلفانيا، حيث درس الصحافة هناك، ثم نال درجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الاميركية في واشنطن.

نال زرمسكي جائزة افضل مراسل في مجال الاخبار الاقتصادية