كريستيان أمانبور: أوجه شبه عدة بين متشددي الديانات الثلاث

كبيرة مراسلي «سي إن إن» تروي كيف يغير «جنود الرب» العالم

أمانبور في مقابلة مع يهودا ايتزون مؤسس حركة «جويش اندرغراوند الارهابية» (سي إن إن ـ «الشرق الاوسط»)
TT

انتاج ضخم بكافة المعايير.. هو أقل ما يمكن أن يقال عن البرنامج الوثائقي "جنود الرب" الذي عرضته قناة "سي إن إن" الدولية الاسبوع الماضي. العمل الذي استغرق 7 أشهر في الاعداد يحمل توقيع مراسلة "سي إن إن" المخضرمة وكبيرة المراسلين الدوليين بالشبكة، كريستيان أمانبور، التي سافرت بدورها الى 7 بلدان للبحث في كيفية تأثير التشدد الديني بالسياسة والثقافة والحياة العامة حول العالم، متناولة كيف يسعى، ومدى استعداد "جنود الرب" من الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية، والمسيحية والاسلام، لـ"تحويل" المجتمعات العصرية، كالمتظاهرين الذين يقتلون من أجل معتقداهم، التأثير في الثقافة الأميركية عبر صناديق الاقتراع، وآخرين يرتبون اغتيالات السياسيين والمسؤولين، وكأولياء الأمور الذين يرفضون دراسة العلوم التي قد تعارض المعتقدات الدينية التي يريدونها لابنائهم. ولكن بعيدا عن العمل نفسه، كان لا بد من سؤال أمانبور عن انطباعاتها بعد انتهائها من هذا البرنامج الوثائقي، سيما وان لها تجارب سابقة في التعمق بالجماعات الدينية المتطرفة، وبدا ذلك جليا في آخر عملين وثائقيين عملت عليهما في السنتين الماضيتين، وهما "على خطى بن لادن" و"الحرب الداخلية" عن التوتر الاسلامي في المملكة المتحدة. وكما هو واضح فإن تسليط الضوء على الجماعات الاسلامية كان محورا اساسيا شغل امانبور لفترة، كما شغل وسائل الاعلام الغربي كافة بشكل عام بفعل الاحداث الدولية الاخيرة التي شهدها العالم، لذلك فكان لا بد من سؤال أمانبور عن الأمر اللافت في عملها الأخير وهو تسليط الضوء على المتشددين من الديانات السماوية الثلاثة، وليس متشددي الاسلام وحده. تقول أمانبور في تصريح لـ"الشرق الأوسط" بأن الـ "سي إن إن" كما كان الحال مع غيرها من وسائل الاعلام ركزت على التطرف الاسلامي بعد اعتداءات 11 سبتمبر، وتضيف "ولكننا في هذا العمل أردنا أن نتعمق أكثر"، موضحة بأن "بينما يتصرف المتشددون من كل ديانة بشكل مختلف، فإنهم يتشاركون في كونهم يعتقدون بأن الله يجب ان يكون محور الحياة اليومية، محور القوة، والسياسة والحياة الاجتماعية... وتؤثر هذه الحركات بشكل كبير على حياتنا، ولذلك قررنا الغوص في اعماقها واستكشافها". وبما انها عاشت اجواء المتشددين وتوغلت في اعماق معتقداتهم، تقول امانبور انها خرجت بقناعة مفادها بأن "هذه الظاهرة عندما تقتحم السلطة والسياسة فإن بإمكانها بالتأكيد تغيير العالم، وهي تقوم بذلك".

وتضيف المراسلة المخضرمة: "خلال البرنامج، تعلمنا أن كل الملتزمين بإيمان ديني، يتشاركون بقناعة قوية بأن لديهم القدرة الخاصة على معرفة بماذا يفكر الله وما يريده للعالم، وكل فئة تؤمن بأن كتابها المقدس هو الصحيح فقط، العالم الغربي والمتطور يرى العالم عبر عدسة علمانية ولا يمكنهم فهم مدى محورية الرب في حياة كثير من الناس، ولذلك حاولنا تفحص هذه الظاهرة".