«غوغل» تجد طريقة لتحقيق ربح من الإعلانات على «يو تيوب»

بعد أن اشترت الشركة العملاقة موقع ملفات الفيديو الشهير بنحو ملياري دولار العام الماضي

بلغ عدد مستخدمي موقع «يوتيوب» 51 مليون شخص بحسب تقديرات شركة «نيلسن»
TT

منذ ان اشترت شركة "غوغل" موقع "يو تيوب" YouTube الشهير لملفات الفيديو ظلت تتحاشى ازحام الموقع بالإعلانات التجارية خوفا من إثارة الضيق لدى مستخدمي الموقع. وساعدت هذه الاستراتيجية على تعزيز وضع "يو تيوب" كأكبر موقع لمشاهدة لقطات الفيديو، إلا انها لم تنجح في تبرير المبلغ الذي دفعته لشراء "يو تيوب" الذي وصل الى 1.65 مليار دولار. وتعتقد شركة "غوغل" انها توصلت أخيرا الى صيغة للاستفادة من امكانات "يو تيوب" كموقع جاذب لإعلانات الفيديو والمحافظة على مستخدمي الموقع في نفس الوقت. وقال مسؤول في الشركة الاسبوع الماضي انه بعد مرور شهور على تجريب عدة نماذج لإعلانات الفيديو باتت شركة "غوغل" على استعداد لعرض نوع جديد من الفيديو لا يمكن الدخول اليها وتمكّن المستخدمين من التحكم في ما يشاهدونه. اما الإعلانات، التي تظهر بعد 15 ثانية من بداية المستخدم بمشاهدة لقطة الفيديو، فيمكن ان تكون في شكل إعلان فيديو شفاف في الخمس الأسفل من الشاشة مثل عناوين الأخبار التلفزيونية المتحركة اسفل الشاشة. يمكن للمستخدم ان يتجاهل الاعلان العادي الذي يختفي بعد حوالي 10 ثوان او إغلاقه. ولكن اذا نقر المستخدم على الإعلان، فسيتوقف الفيديو الاساسي موضع المشاهدة ويبدأ فيديو الإعلان. وقالت ايلين نوتون، مديرة الإعلام في "غوغل"، ان الشركة تريد استخدام شكل إعلان يمكن ان يتجاوب معه المستخدم ويوفر للمستخدم فرصة اختيار نوع الإعلان الذي يريد. من المقرر ان تضع شركة "غوغل" الإعلانات على لقطات الفيديو الخاصة بالجهات الشريكة لها، وهي شركات إعلام صغيرة وكبيرة الحجم، وبهذه الطريقة سيتجنب "يو تيوب" أي مسؤولية من جراء وضع إعلانات على لقطات فيديو غير مخول لها عرضها على الموقع. ومن المنتظر ان يتم اقتسام عائدات الإعلانات التجارية بين شركات الإعلام المشار اليها و"يو تيوب". وقالت ايلين نوتون ان غوغل ستفرض مبلغ 20 دولارا على كل 1000 يعرض فيها الإعلان. واذا ما نجحت التجربة، فإن اعلانات الفيديو يمكن ان تغري المزيد من شركات الاعلام بترخيص محتوياتها لبثها من "يو تيوب" كوسيلة لتحقيق ارباح منها، طبقا لما ذكره المسؤولون.

واوضح دارين افتاحي محلل شؤون الامن مع THINKEQUITY «في الوقت الراهن تشكل "يو تيوب" خسارة لغوغل. واذا كان في امكانها التوفيق بين الاعلانات المناسبة والمحتويات المناسبة، فهناك فرصة كبيرة للشركة.» وقد بلغ عدد مستخدمي "يو تيوب" في شهر يونيو الماضي ما يقرب من 51 مليون شخص، طبقا لشركة «نيلسن/نيت» لقياس معدلات المشاهدة. وهذا الرقم يزيد على مجموع مستخدمي اقرب منافسين لها وهم «ماي سبايس واو ايه ايل وياهو.» ويمكن ان يحول تبنيها لإعلانات فيديو شفافة تتماشى مع الفيديو المعروض الى مقياس للقطاع، طبقا لما ذكره بعض المسؤولين في مجال الاعلانات. ومن المتوقع ان يصل حجم اعلانات الفيديو، التي ستتضاعف تقريبا في العام الحالي لتصل الى 775 مليونا، الى ما يقرب من 4.3 مليار دولار بحلول عام 2011، طبقا لمكتب الابحاث EMARKETER .

ولكن في الوقت الذي يمكن ان تساعد فيه غوغل الى نشر شعبية هذا الاطار، فهي لم تخترعه. فشركات الفيديو على الانترنت الصغيرة، مثل vedioegg وهي شركة اعلانات فيديو جديدة على الانترنت، تستخدم نظام الاعلانات الشفافة منذ اكثر من عام.

وقال تروي يونغ مسؤول التسويق في vedioegg ان الهدف هو تحاشي اجبار المستخدم على مشاهدة اعلان قبل عرض الكليب الذي يود مشاهدته. وهذه الاعلانات معروفة بـ «الاعلانات المسبقة» وهي الاكثر انتشارا في مجال اعلانات الانترنت حتى الآن.

واوضح يونغ «على الانترنت لديك الكثير من المحتويات القصيرة، و«الاعلانات المسبقة» لن تنجح في هذا المجال.» واضاف ان «الاعلانات المسبقة» و«اعلانات الوسط» التي تظهر في وسط الفيديو ربما تكون مناسبة لعروض التلفزيون والافلام السينمائية واشرطة الفيديو الطويلة. والآن الاعلانات الشفافة اثبتت فاعليتها في تحقيق ارباح في الكليبات القصيرة. واوضح ان المشاهدين ينقرون عليها بمعدل يزيد خمس مرات من اشرطة الاعلانات.

وفي اختبارات نقر مستخدمو يو تيوب على الاعلانات الشفافة ما بين خمس الى عشر مرات اكثر من اشرطة الاعلانات التي تظهر في بعض صفحات يو تيوب، طبقا لما ذكرته ايلين نوتون. كما تجري ياهو ايضا اختبارات على اعلانات شفافة، مما يخلق المزيد من قوة الدفع لهذا الاطار.

وقالت ربيكا باولتي مديرة استراتيجية الفيديو في ياهو «نحتاج ان نصبح في مكانة يكون هناك معيار للاعلانات الشفافة ومعايير للتعامل عبر كل المواقع، قبل انتقال قطاع الاعلانات المسبقة بطريقة كبيرة".

*خدمة «نيويورك تايمز»