«الصن»: استراتيجية دفاعية لتجنب هبوط توزيعها عن 3 ملايين نسخة يوميا

خفضت سعرها إلى 20 بنسا لتبتعد عن أقرب منافستيها «الديلي ميل» و«ديلي ستار»

TT

الخطوة التي اتخذتها صحيفة الصن البريطانية بخفض سعرها الى 20 بنسا في لندن، والاستعانة بباعة في الشوارع للصحيفة لتوزيع أكبر عدد ممكن منها، اعتبرت بواسطة وسائل إعلان بريطانية استراتيجية دفاعية من جانب صحيفة الصن للمحافظة على معدل توزيع اعلى من 3 ملايين نسخة يوميا. وقال إعلاميون ان صحيفة الصن تسعى الى المحافظة على معدلات الإعلانات التجارية على صفحاتها والتفوق على منافستها «ديلي ميل» وأيضا على صحيفة «مترو» التي توزع مجانا. ويرى محللون اعلاميون ان صحيفة الصن اذا نجحت في هدفها من وراء خفض سعرها، فإن صحفا منافسة، مثل «ديلي ميل» و«ديلي ستار» ستحذو حذوها. وباتت صحيفة الصن، التي خفضت سعرها الى 20 بنسا في منطقة لندن فقط، توزع بواسطة نحو 100 من الباعة في الشوارع خلال ساعات الذروة الصباحية وخلال الفترة من 11:30 صباحا حتى 2:30 بعد الظهر. وكانت حملة إعلانية على شاشات التلفزيون قد سبقت خفض سعر الصحيفة الى 20 بنسا. وتهدف شركة نيوز انترناشونال، التي تصدر صحيفة الصن، الى زيادة التوزيع في وقت حاولت فيه صحيفة «ديلي ميل» زيادة معدلات توزيعها من خلال تقديم البوم غنائي على قرص مدمج هدية مجانية مع كل عدد في يوليو (تموز) الماضي. وتواجه «الصن» ضغوطا من جهات إعلامية، نيابة عن المعلنين، تهدف الى خفض معدلات الإعلان تمشيا مع تراجع معدلات التوزيع، فضلا عن الضغوط الداخلية لتفادي تراجع معدلات التوزيع الى أقل من ثلاثة ملايين نسخة يوميا، علما بأن معدل التوزيع الحالي للصحيفة يبلغ 3.1 مليون يوميا. اذا تراجع معدل توزيع صحيفة الصن الى أقل من ثلاثة ملايين نسخة يوميا، فإن الصحيفة قد تخسر أمام منافستها «ديلي ميل»، حسبما أشار كريس لوك، المدير التجاري بوكالة استراتكوم الإعلامية. وقال لوك في هذا السياق ان ثمة مخاوف داخل «الصن» من تراجع التوزيع الى ما دون ثلاثة ملايين نسخة يوميا. وأضاف قائلا ان صحيفة «ديلي ميرور» ظلت على مدى سنوات تعمل جاهدة كي لا يتراجع معدل التوزيع الى ما دون المليوني نسخة يوميا، فيما تحاول الصن وقف تراجع التوزيع الى ما دون 3 ملايين نسخة يوميا. وأشار لوك ايضا الى انه في حال تراجع تفوق صحيفة الصن على منافستها «ديلي ميل» بمعدل 600 ألف – 700 ألف نسخة، فإن ذلك لا يعني سوى خسارة «الصن» في مجال تصدر سوق الإعلانات التجارية. يضاف الى ذلك ان ثمة مخاوف في دوائر صحيفة الصن إزاء الزيادة المتوقعة في معدلات توزيع «ديلي ميل» وصحيفة «مترو» الصباحية المجانية. ويعود السبب في اهتمام «الصن» بقضية التوزيع في منطقة لندن الى ان نفس المنطقة تعتبر معقلا لقراء «ديلي ميل» وغالبية قراء صحيفة «مترو» الصباحية المجانية، التي ازداد توزيعها بمعدل 250 ألف نسخة يوميا. وبوصفه مسؤولا سابقا في كل من «مترو» و«ايفينينغ ستاندارد» ومشرفا على صدور صحيفة «لايت» المجانية، يعتبر مايك آندرسون، المدير الإداري لشركة نيوز انترناشونال، شخصا صاحب تجربة وخبرة في الصحف المجانية وكيفية منافستها. من جانبه قال آلان برايدون، رئيس القسم الصحافي في مجموعة «ميديا بلانينغ» والمدير السابق في «ايفينينغ ستاندارد» ان روبرت ميردوخ اثبت انه لا يخشى مثل التكتيكات التي تتبعها «الصن» لزيادة معدلات التوزيع، وأضاف قائلا ان «الصن» تحقق أرباحا طائلة ويمكن ان تتحمل خسارة بعض المال. وأضاف قائلا ان الكل يدرك ان تراجع معدلات التوزيع يعتمد على الطرق التقليدية، وأشار الى ان «التايمز» عندما خفضت سعر العدد حذت الكثير من الصحف حذوها، وأضاف قائلا ان خطة «الصن» اذا حققت نجاحا في زيادة معدلات التوزيع بصورة كبيرة، فإن صحيفة «ديلي ميرور» ستفكر جديا في الأمر. وأضاف لوك ايضا ان الوضع داخل «الصن» لم يصل مرحلة السوء بعد، إلا ان الصحيفة تحاول إبطاء التراجع في معدلات التوزيع وإذا نجحت تكتيكاتها في ذلك، فإن صحفا منافسة اخرى ستتبع نفس التكتيك.

* خدمة «الغارديان» خاص بـ «الشرق الأوسط»