أعلنت شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية انها ستسمح لمشاهديها بتنزيل العديد من حلقات برامجها الأكثر شعبية على اجهزة الكومبيوتر والأجهزة المحمولة، وذلك بعد اسبوع من عرض الحلقة على التلفزيون. ويفترض ان تبدأ هذه الخدمة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعد فترة اختبار في شهر اكتوبر (تشرين الاول)، ويأتي اقل من ثلاثة اسابيع بعد اعلان «إن بي سي» سحبها حلقات برامجها من متجر «آي ـ تيونز» الالكتروني الذي تملكه شركة «ابل» بعد خلافات حول سياسات التسعير. كذلك يأتي هذا التحرك في ظل بحث الشركات التلفزيونية التجارية عن نماذج اقتصادية جديدة في مواجهة التغيرات الهائلة في القطاع. حيث تستمر القنوات التلفزيونية في خسارة المشاهدين، سيما في ظل كون غالبيتهم ممن هم دون الـ 30 عاما، الذين يميلون الى التحكم في «متى، وكم، وأين» يرغبون بمشاهدة برامجهم. وفي الوقت نفسه برزت اساليب جديدة، مثل آلات tivo، لتجنب مشاهدة الاعلانات التجارية التي طالما قدمت الجزء الأكبر من ايرادات التلفزيون. ويعتبر جيف جاسبن، رئيس مجموعة «إن بي سي»، ان التحول من كون الشبكة هي المبرمج الى وضع التحكم في اوقات عرض البرامج ومكانها في يد المستهلك هو اكبر تحول شهده القطاع خلال الـ 30 عاما الماضية. وبذلك ستتوفر مجموعة كبيرة من اعمال «إن بي سي»، مثل سلسلة «هيروز» و«ذا اوفيس» و«تونايت شو ويذ جاي لينو» عبر خدمتها الجديدة (ان بي سي دايركت)، والتي ستمكن محبيها من تنزيلها ليلة عرضها وابقائها لمدة 7 ايام بعد ذلك، مجانا. كما يمكنهم «الاشتراك» في برنامجهم المفضل، بحيث يتم ارسال الحلقة اليهم. ولكن ملفات الفيديو هذه ستتضمن الاعلانات التجارية بحيث لن يكون المشاهدون قادرين على تجنبها او القفز عنها، كما اعدت الملفات بشكل لا يمكن نقلها الى القرص الصلب او اقراص الـ«دي في دي». وبعد 7 ايام تصبح الملفات غير قابلة للفتح او المشاهدة، تماما كما في افلام «مهمة مستحيلة»، الا ان جاسبن يقول «.. لكن الفرق هو انه لن يكون هناك انفجارات او دخان يتصاعد منها». وكمرحلة اولى سيتوفر البرنامج (ان بي سي دايركت) لمستخدمي اجهزة الكومبيوتر بنظام ويندوز، الا ان نسخة اخرى منها في طريقها قريبا الى مستخدمي اجهزة ابل. وفي مرحلة لاحقة ستقدم الشبكة خدمة تنزيل الحلقات للاحتفاظ بها الى الابد مقابل رسوم معينة، على ان يتم ذلك بحلول منتصف 2008 اعتمادا على قدرة الشركة على تأمين برنامج يضمن حقوقها الفكرية. من جهته يرى كريس كروتي، وهو محلل متخصص في الوسائط الالكترونية الجديدة، ان خطوة «ان بي سي» مبالغ فيها، ويقول «المستخدمون سعداء بخدمة آي ـ تيونز ولن يناسبهم تعدد المصادر للملفات التي يريدون تنزيلها». من جهة ثانية يرى كروتي ان «83% من المشاهدين لا يزالون يفضلون مشاهدة برامج التلفزيون على التلفزيون وليس الكومبيوتر» بحسب دراسات اجراها، مضيفا «الامر يختلف بالتأكيد كلما صغر عمر الشريحة التي تأخذها من المشاهدين».
* خدمة «نيويورك تايمز»