يا مستخدمي «فيس بوك».. احذروا

المعلومات التي تسلمها عن نفسك.. تصبح ملكا لشركات الإعلان للأبد

موقع فيس بوك («الشرق الاوسط»)
TT

قررت الانسحاب من موقع «فيس بوك» عندما اكتشفت ان آخر حيله الاعلانية للموقع تبعث بمعلومات عن مشتريات الاعضاء في مواقع اخرى الى «فيس بوك»، حتى عندما لا تستخدم الموقع. وكان ارسال تلك المعلومات من اساسه سيئا. ولم اعتبر ما افعله في الانترنت، جزءا من نشاط واهتمامات «فيس بوك». ولكن ارسال المعلومات الى الشركة حتى لو لم اكن استخدم الموقع أمر لا يمكنني التسامح فيه.

وأعرف انه من الممكن إلغاء اشتراكك حالة بحالة في الموقع. ولكن ليس ذلك ضروريا. الحد الادنى المطلوب هو ضرورة تقديم «فيس بوك» خدمة تسمح بالالغاء العالمي، كما ان الشركة التي تدار بطريقة سليمة والشركة الامينة مع عملائها يجب ان تقدم خدمة تسمح للعميل بالانسحاب من كل موقع يستخدم برنامجها الالكتروني الخاص بالاعلانات.

هل ترغب في ابلاغ اصدقائك، بل وأصدقاؤك على فيس بوك ما الذي اشتريته، عبر الانترنت – سواء كنت تستخدم موقع «فيس بوك» او لا تستخدمه؟ وهو سؤال امين، ترفض فيس بوك سؤاله. وهو ليس سؤالا خطابيا: الاجابة في بعض الاحيان وبالنسبة لبعض الناس «نعم». يوجد موقع للالعاب اسمه congregate.com قال رئيسه التنفيذي لمجلة ماكوورلد ان مستخدمي موقعه سعداء بالبرنامج. ولكن الالعاب هي نشاط اجتماعي، مختلف تماما من شراء الاحذية، والكتب والسفر. ويمكن لأي شخص يرغب في ابلاغ العالم بأحذيته الجديدة، ان يذكر ذلك في «فيس بوك» ذاتها، من دون ظهور المعلومات اتوماتيكيا على مواقعهم.

وليس الاصدقاء فقط الذين تبلغهم. فلم يذكر موقع «فيس بوك» مدى بقاء المعلومات في اجهزة الخادم الخاصة بها – وهي ترسل من قبل المواقع المشتركة سواء قبلت ذلك ام لا. وعملية الترشيح، اذا ما تمت، تتم في اجهزة الخادم الخاصة بـ «فيس بوك». ولا يوجد سبب للاعتقاد يمنع تسرب بعض هذه المعلومات الى الرأي العام. مثلما حدث مع عمليات البحث في غوغل التي افرج عنها موقع ايه اوه ايل في الصيف الماضي.

ان معلومات فيس بوك شخصية اكثر بالمقارنة بغوغل، لأنها مرتبطة بأشخاص حقيقيين. وربما يقول البعض ان غوغل اكثر خصوصية، بما ان خريطة عمليات البحث في غوغل تظهر كل شيء تهتم به، ولكن من الممكن استخدام غوغل بطريقة مجهولة، وإن كان لا يمكنك ذلك اذا كنت تستخدم بريد غوغل او تقويمه.

ان خبراء العلوم الاجتماعية يستخدمون فيس بوك كمختبر لإجراء ابحاث اكثر تفصيلا وأدق من أي شيء يمكنهم التوصل اليه باستخدام طرق جمع المعلومات التقليدية، حيث يجيب الناس على اسئلة بوعي بدلا من ملاحقتهم في حياتهم عبر الانترنت. وكما قال البروفيسور صمويل غوسلينغ عالم النفس في جامعة تكساس في اوستين، لصحيفة نيويورك تايمز: «هناك قاعدة بأنه من المسموح لك مراقبة السلوك العام، ولكن ليس من الواضح عما اذا كان السلوك عبر الانترنت هو سلوك عام ام لا». ويبدو الامر في غاية الوضوح بالنسبة لي. هو سلوك عام – على الاقل في الشركات التي تملك اجهزة الخادم».

ولذا قررت ترك فيس بوك. وعندئذ اكتشفت انك لا يمكنك فعليا الغاء اشتراكك في فيس بوك بعد انضمامك اليه. من المؤكد انه يمكنك وقف حسابك، ولكن لا يمكنك الغاء المعلومات التي يحتفظ بها. وسيستمر الاصدقاء في مشاهدة «البروفيل» الخاص بك وفي ارسال رسائل لك ستضيع للابد. كما سيتم الاحتفاظ بالربط والفصل وكلمة السر، فيما يبدو للابد. كل ما يعنيه الالغاء هو انك سلمت معلومات للشركة: لا يمكنك حتى الغاء الاشتراك من دون الاجابة على اسئلة تتعلق بالاسباب. وقلت ان السبب يرجع الى الممارسات الاعلانية. واعتقد بما ان مجموعة قليلة من الناس هم الذين يجيبون بهذا الرد، فلن تهتم.

* خدمة «ذا غارديان» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»