إمبراطور الإعلام الجديد

فيما اعتقد كثيرون أنه انتهى بمغادرته لـ«ديزني» وجد مايكل ايسنر لنفسه مجالا جديدا للاستثمار على الإنترنت

برز مايكل إيسنر ( أقصى اليمين) باسم جديد في عالم الإعلام الإلكتروني
TT

عندما ترك مايكل ايسنر منصبه في شركة ووالت ديزني عام 2005، وبدأ يعمل جاهدا في مجال الوسائط الاعلامية الجديدة بالاستثمار في مواقع على الانترنت للمشاركة في الفيديو وتأسيس استديو رقمي، ابتسم بعض الناس في هوليوود ابتسامة سخرية. وانتشر الهمس، واصفين اياه بانه نجم سابق آخر لا يعرف متى يغادر المسرح. لكن هل يمكن ان يكون ايسنر هو من يضحك أخيرا؟ فمن بين المطورين في هوليوود الذين يتدافعون لإعداد برامج خاصة بالانترنت، يعتبر ايسنر البالغ من العمر 65 سنة ضمن مجموعة محدودة يمكنها القول انها حققت نجاحا مبكرا. فمسلسل PROM QUUEN الذي يبث من موقع «ماي سبايس» وغيرها من مواقع الانترنت، شاهده 20 مليون شخص تقريبا منذ ظهوره في الربيع الماضي.

كما باع نسخة مدبلجة في فرنسا، ويدرس حقوق التوزيع في اليابان، وأعد جزءا آخر من المسلسل. وذكر متحدث ان المسلسل الذي يبث مجهز بالإعلانات، حقق بعض النجاح.

وسيبث المسلسل الثاني بعنوان THE ALL-FOR-NOT وهو مسلسل كوميدي يسجل مغامرات فرقة روك مستقلة، ابتداء من الاسبوع المقبل على الانترنت. على الاجهزة الجوالة وشبكات الكابل فائقة الجودة. ويعكس المشروع الدروس المستفادة ففي هذه المرة يحمي ايسنر المبيعات الاجنبية بتقييد مشاهدة الاجانب على المسلسل، الذي سيبث في الولايات المتحدة على يوتيوب وغيرها من المواقع.

ويحاول ايسنر، مع هذا المسلسل الجديد الذي ترعاه كل من كرايسلر واكسبديا، اثبات وجود ارباح في المسافة بين الانتاج التلفزيوني التقليدي والمحتويات الناجمة عن الاستخدام. ويوجد العديد من الناس في هوليوود الذين كانوا يأملون في فشله. ومن بين الاسباب الغيرة من نجاح مسلسل PROM QUUEN وتفاخره بالمسلسل. كما انه لا يزال يحتفظ بعدد من النقاد خلال عمله في ديزني. وبالرغم من ان العاملين في قطاع الانترنت رحبوا به، فإن البعض الآخر لا يزال متشككا.

ويقول دارن افتاهي المحلل في مجال الاعلام الرقمي «لا يعني وقوف ايسنر وراء مشروع انه سينجح».

الا ان الطريقة التي وقع به ايسنر عقدا مع كرايسلر توضح كيف اصبح زعيما في مجال الاعلام الرقمي.

فمعظم المنافسين – بما فيهم ديزني، التي اعلنت تأسيس استديو رقمي في الاسبوع الماضي – تبذل جهدا كبيرا لجذب المعلنين المعروفين الى محتويات برامجهم التي لم تختبر بعد. فقد قضت مجموعة ديزني إيه بي سي تلفزيون عدة أشهر لتحسين وتطوير استراتيجيتها قبل ان توقع تويوتا عقدا معها.

بينما كل ما يفعله ايسنر هو تصفح مفكرة ارقام الهاتف. فعندما تقضى 21 سنة تدير ديزني، يصبح لديك العديد من الاصدقاء مثل روبرت ناردلي رئيس كرايسلر. وقال ايسنر «احتجت الى سيارة للمسلسل واتصلت ببوب». وفوغورو استديو ايسنر، هو واحد من عشرات من اللاعبين الذين يحاولون تحقيق النجاح في برامج مخصصة للانترنت. وقد ظهر العديد منهم في الأشهر الاخيرة، بعدما اختبر المنتجون، الذين توقفوا عن العمل بسبب اضراب الكتاب، الوسيط الجديد. كما تحاول بعض الاستديوهات مثل وارنر بروذرز وانب بي سي يونيفرسال دخول هذا المجال. وشركة فوغورو هي كلمة صاغها ايسنر، وهي جزء من مجموعة من شركات الوسائط الاعلامية الجديدة التي اسسها. فمن خلال شركة تورنانتي وهي شركة استثمار اسسها بعدما ترك ديزني، يملك ايسنر فوغورو، نسبة كبيرة فيها، وتعتبر موقعا يسمح للمستخدم بتنزيل فيديو بنوعية برامج التلفزيون عالي الجودة، بالاضافة الى «تيم بابي انترتينمنت» التي تعد «دي في دي» للاطفال ذات طبيعة رياضية. وفي الآونة الاخيرة دفعت تورنانتي وهي كلمة ايطالية تعني دبوس الشعر، ما يقرب من 385 مليون دولار لشركة توبس، التي تصنع البطاقات التجارية ولبان ماركة بازوكا.

ومثل كرايسلر دفعت اكسبديا لتصبح ضمن احداث مسلسل THE ALL-FOR-NOT. ومع سفر الفرقة الى 24 مدينة بحثا عن الشهرة، تحجز غرف في الفنادق عبر اكسبديا، وهي وكالة السفر على الانترنت. وقالت سارا بينشورن نائب رئيس اكسبديا للتسوق: ان الشركة كانت تبحث عن فرص لوضع منتجاتها ضمن الاعمال الفنية في برامج الانترنت، ولكنها كانت مترددة لأن جمهور الانترنت «سيصبح اكثر تشككا» فيما يتعلق بدمج الاعلان ضمن الاحداث اكثر من جمهور التلفزيون.

وايسنر هو اول من يحذر، من انه بالرغم من نجاحه المبكر، فإنه لم يجد الحل السحري.

* خدمة «نيويورك تايمز »