هل كان مدير تحرير «وول ستريت جورنال» أول ضحايا مردوخ؟

استقالته أتت بعد 4 أشهر من استحواذ قطب الإعلام العالمي على الصحيفة

عامل يعلق ويمسح شعار «طومسون رويترز» الجديد في زيورخ
TT

تغيرات عدة بدأت تظهر على صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إثر استحواذ مجموعة «نيوزكورب» التي يملكها قطب الاعلام العالمي روبرت مردوخ على مجموعة «داو جونز» التي تملك بدورها تلك الصحيفة الأميركية العريقة، والمجموعتان تشكلان معا المنافس الأبرز لتحالف «طومسون ـ رويترز» الذي خرج الى العلن الأسبوع الماضي. مردوخ كان صريحا منذ البداية، فقبل 4 أشهر ولدى اتمام عملية الاستحواذ قال ان «وول ستريت جورنال»، وهي صحيفة اقتصادية متخصصة، ستصبح أكثر شمولية، وستهتم أكثر بالسياسة وأخبار الحكومة ومجال الترفيه. وتعتبر إضافة التغطية الرياضية جزءا من هذه الاستراتيجية فيما يبدو. وكانت «وول ستريت جورنال» تغطي الجانب التجاري المتعلق بالرياضة، لكنها بدأت تسعى خلال السنوات الاخيرة الى الحصول على المزيد من الإعلانات الموجهة الى المستهلك، وأضافت الصحيفة ايضا أقساما مثل Personal Journal وعددا خاصا بعطلة نهاية الاسبوع. إلى ذلك أقدمت في الأسبوع الماضي على جعل النسخة الأميركية من الصحيفة متوفرة في لندن جنبا إلى جنب مع النسخة الأوروبية، ما يعني اتاحتها للقراء في اوروبا قبل نحو 5 ساعات من صدورها في نيويورك. لكن كل تلك التغيرات لم ترض كثيرين، ويتردد كثيرا أنها كانت وراء استقالة ماركوس براوكلي ـ مدير تحرير الصحيفة، التي أعلنت قبل يومين، وذلك بعد أقل من عام في الوظيفة (وهي الأعلى تحريريا في هذه الصحيفة الاقتصادية المتخصصة)، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر داخل الـ«جورنال». وكان خبر اعتزام براوكلي الاستقالة قد نقل أول مرة عبر موقع مجلة «تايم» الأميركية الأسبوعية على الانترنت يوم الاثنين الماضي. وذكر الموقع أن البحث جار في «وول ستريت جورنال» بالفعل عن مدير تحرير جديد، فيما ذكر الموقع كذلك ان متحدثا باسم الجورنال لم يشأ التعليق على الموضوع لدى سؤاله. وبحسب ما نقلت «نيويورك تايمز» بعد ذلك عن مقربين من براوكلي، فإن الآراء تفاوتت بين من اعتبر انه يخضع لضغوط تدفعه للاستقالة، وبين قائل انه يستقيل لأنه مستاء للغاية من وضع الصحيفة. من جهتها اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» في تغطيتها للموضوع أن الاستقالة تعد أول اختبار للجنة ضمان الاستقلالية التحريرية التي شكلت عقب صفقة الاستحواذ للحفاظ على معايير الجورنال المهنية، حيث يفترض ان تقر هي من سيكون خلفا لبراوكلي، وهو آخر مدير تحرير عين قبل اتمام ذلك الاستحواذ. وكان براوكلي قد بدأ عمله في مجموعة داو جونز عام 1984 كمصحح، ومن ثم تدرج في العمل كمراسل ومن ثم محرر شؤون دولية، كما اشرف على اعادة تصميم طبعتي اسيا واوروبا لصحيفة «وول ستريت جورنال» عام 2005، قبل ان يصبح مديرا للتحرير خلفا لبول ستيغر الذي شغل المنصب منذ العام 1991.