انطلاق منتدى الإعلام العربي بدبي وسط أجواء من التفاؤل الحذر بمستقبل الإعلام التقليدي

الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق: التكنولوجيا الجديدة ليست تهديدا بل فرصة

الدخيل (الاول من اليمين) خلال استماعه لإحدى مداخلات الحضور في المنتدى امس (تصوير: جاك جبور)
TT

انطلقت امس في دبي أعمال الدورة السابعة لمنتدى الاعلام العربي تحت عنوان «التكنولوجيا وتكامل الإعلام العربي» في محاولة للبحث عن إجابات عن مستقبل الاعلام العربي التقليدي وسط التطورات التكنولوجية المذهلة التي باتت تهدد وجود وسائل الاعلام المقروءة نفسها. وفيما سادت النقاشات التي دارت في الجلسات اجواء من الحذر والشكوك من إمكانية نجاح منظومة الاعلام في العالم العربي بالتعامل مع الواقع الجديد والتكيف معه في ظل الافتقار الى الموارد المالية والبشرية المؤهلة، فضلا عن نقص هوامش الحرية، ظهرت آراء اخرى اكثر تفاؤلا.

ففيما اعتبرت الدكتورة حصة لوتاه الاكاديمية في جامعة الامارات ان مساحة الحرية اكبر في الانترنت مقارنة بوسائل الاعلام التقليدية، فضلا عن ضعف التعليم والتدريب في الجامعات العربية وعدم مواكبتها للتغيرات في المجال الاعلامي، كان الكاتب الصحافي جهاد الخازن اكثر تشاؤما تجاه مستقبل الصحافة الورقية في العالم العربي مستدلا على ذلك بتأثيرات الاعلام التكنولوجي الجديد في الغرب على ارقام توزيع الصحف وانخفاض عائداتها الاعلانية.

الا ان الدكتور عزام الدخيل، الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، اعتبر في جلسة حول تأثير التقنيات الجديدة على المشهد الاعلامي العربي، أن التطورات التكنولوجية يجب ان ينظر اليها ليس باعتبارها تهديدا بل فرصة. واوضح الدخيل، الذي تحدث في الجلسة، الى جانب عبد اللطيف الصايغ الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للاعلام في دبي، وآلان نايت مؤسس قسم الصحافة في جامعة سنترال كوينزلاند الاسترالية، وابسن جوردان الرئيس التنفيذي لشركة براديكت، ان المعايير السائدة في العالم حول تأثير الاعلام الجديد لا يجب ان تطبق في المنطقة.

وقال ان العالم العربي لديه نسبة كبيرة من الشرائح الشابة مقارنة بالدول المتقدمة وان تقدم مستوى التعليم في كثير من دول المنطقة يعني تحول اعداد كبيرة من الأميين الى مشروع قراء فيما تحصل المنطقة على أحدث التقنيات، فحتى لو تأخرت فإنها ستحصل على تقنيات افضل واحدث، ناهيك من حرص الحكومات على نشر المعرفة، معتبرا ان هذه التطورات متضافرة مع العوامل التي تتميز بها المنطقة تمثل «فرصة كبيرة جدا» لتطوير مشاريع اعلامية متقدمة تقنيا. وكشف الدخيل ان المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق بادرت منذ وقت مبكر الى اقتناص الفرص الجديدة في الاعلام الرقمي، مشيرا الى استحواذ المجموعة على نسبة 51% من اصول عدد من الشركات التابعة لمكتبة الجامعة بقيمة 73 مليون ريال سعودي بهدف دخول قطاع تطوير المناهج وليس الاكتفاء بنشر المطبوعات، وتأسيس شركة «محتوى» في دبي التي ستنشط في تطوير المحتوى الاعلامي بكافة أنواعه، المطبوع والالكتروني والجوال، بما يحدث نقلة نوعية في صناعة النشر بالمنطقة وتأسيس معهد الامير بن سلمان للاعلام التطبيقي الذي يفتتح خلال اربعة ايام في الرياض لإعداد الكوادر المتخصصة في انتاج المحتوى بما يتواكب مع التطور السريع والثورة الهائلة في سوق الاعلام. وأكد الدخيل أن صفقة الاستحواذ تشكل دعامة إضافية ومهمة للمحتوى الذي تقدمه المجموعة عبر الوسائط المختلفة خصوصا أن مكتبة الجامعة متخصصة في المحتوى التعليمي، مضيفا أن مخرجات التعليم لا تتلاءم مع ظروف السوق الإعلامية التي تحتاج إلى كوادر إعلامية قادرة على العمل في ظل ظروف وطبيعة العمل الإعلامي.

وأضاف أن المجموعة تعمل على تنويع مطبوعاتها واستثماراتها في الإعلام الجديد وحريصة على تطوير المحتوى المتخصص الذي يتوجه إلى جميع الأعمار، كما تأخذ على عاتقها إعداد كوادر إعلامية قادرة على الاستفادة من المحتوى الذي يجب أن يتلاءم مع كافة الوسائط، فالرسالة النصية التي ترسل عبر الجوال والتي قد تحمل معلومة أو خبرا ستؤثر في متلقيها، لذلك يجب أن يكون المتلقي قادرا على التعامل مع تأثيراتها .

وبدوره قال آلان نايت مؤسس قسم الصحافة والدراسات الإعلامية في جامعة سنترال كوينزلاند ـ أستراليا إن الصحافة العالمية تتحول بشكل كبير للاعتماد على الوسائط المتعددة، في ظل وجود اقتراحات بإنشاء مواقع إلكترونية جديدة مع الاتجاه بصورة أكبر للاعتماد على الانترنت. وأضاف أن هناك توصيات من جمعيات صحافية كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية بأخذ ثورة المعلومات في الاعتبار والتأقلم مع التغيرات ومع النظام العالمي الجديد، والعمل على تنويع شبكات الصحف والقنوات التلفزيونية، بتخصصاتها المختلفة، والسينما وغيرها من الوسائل.

وأشار نايت إلى أن هناك زيادة هائلة في استخدام الانترنت في منطقة الشرق الأوسط حيث تبلغ معدلات النمو 920 % خصوصاً في منطقة الخليج وفقاً لأرقام العام الماضي، متوقعاً استمرار النمو في استخدام الانترنت لارتفاع استخدام أجهزة الكومبيوتر وأجهزة الأقمار الصناعية والهواتف المتحركة والسعي لتخفيض معدلات الأمية. وأشار أيضاً إلى أن عائدات إعلانات الصحف تراجعت بمقدار 10% في حين ارتفعت عائدات إعلانات الانترنت بمعدل 25%، في الوقت الذي يتجه التمويل الحكومي لتحسين وسائل الإعلام وفقاً لتطور الانترنت. وقال إن صورة الصحافة الجديدة ازدادت قوة خلال أحداث التسونامي حيث نجحت في نشر الحدث في العالم خلال وقت وجيز وحققت نجاحاً كبيراً على حساب الصحافة التقليدية التي تأثر أداؤها بشكل كبير خلال الأزمات العالمية، مشيراً في نفس الوقت إلى صحافة الهواة المستخدمين للانترنت والذين استطاعوا الكشف عن عدد من الأمور المهمة نقلتها عنهم المئات من الصحف العالمية، مثل بث خبر التحاق الأمير هاري بالجيش البريطاني في أفغانستان، مما استدعى نقله على الفور. وأضاف أن على وسائل الإعلام الكبيرة أن تتأقلم مع التغيرات وتقبل بوجود المدونات الإلكترونية ومواقع الأخبار الصحافية كجزء من التغيير مع العمل على تحسين كفاءة الصحافيين خاصة أن هذه التكنولوجيات الحديثة تصبح عالمية بصورة سريعة.