نائب رئيس الأسواق النامية في «إم تي في»: منافسونا ليسوا القنوات الموسيقية

معلقا على تجربة «إم تي في العربية» بعد 6 أشهر من انطلاقها

بهافنيت سينغ (تصوير: حاتم عويضة)
TT

نحو 6 أشهر مرت على انطلاقة «ام تي في العربية»، وهي قناة تابعة لشبكة «تلفزيون الموسيقى» العالمية، التي كان لها الفضل عام 1982 في إطلاق أول قناة متخصصة من نوعها في مجال الفيديو كليب. إلا أن نائب الرئيس لمجموعة الاسواق النامية التابعة لشبكة «ام تي في» الدولية، بهافنيت سينغ، الذي كان ضمن المشرفين على اطلاق قناة «ام تي في العربية» التي انطلقت من دبي في نوفمبر الماضي، يقول إن «ام تي في» ليست قناة موسيقية وحسب، بل «وجهة» ذات صلة بكل ما له علاقة بترفيه الشباب، سواء على التلفزيون، الجوال، أو الانترنت. «الشرق الأوسط» التقت بهافنيت في مكتبه بلندن، وفيما يلي نص الحوار: > كيف تقيّم أداء «إم تي في» العربية بعد نحو 6 أشهر من انطلاقها؟ هل حققتم ما كنتم تتوقعونه؟ ـ نعم، لا بد أن أقول انها حققت أكثر من توقعاتنا فيما يخص النتائج مع المشاهدين. فبالتأكيد نحن لدينا ثقة في خدمتنا وما ننتجه، لكن ردود الفعل التي جاءتنا من المشاهدين من الفئة العمرية الأصغر والفئة العمرية الأكبر ومن مختلف البلدان كانت هائلة، وهو ما أظهرته دراسة نسب المشاهدة التي سنقدمها حالما تصبح جاهزة. > لكن بحسب ما فهمت فإنكم تحصلون على نسخة مسبقة تعطيكم مؤشرا حول ما توصلت اليه الدراسة، فما الذي جاء فيها؟ ـ كانت جيدة جدا، جاءنا ما يشبه مؤشرا على آدائنا أو ما كنا نريد تحقيقه في أول بضعة أشهر، وأعتقد أننا على الطريق الصحيح. > على الطريق الصحيح فيما يخص نسب المشاهدة أم الدخل الإعلاني؟ ـ فيما يخص نسب المشاهدة، برأيي أنا فإن جلب المشاهدين وجعلهم يفهمون ما هي «إم.تي.في العربية» وتصديق ما يشاهدونه عليها توازي في أهميتها جلب المعلنين. إلا أنني أفضل بين الاثنين جانب جلب المشاهدين ومعرفة ما رأيهم فيما ننتجه، وما هي التعديلات التي يرغبون برؤيتها. > حسنا، وبطبيعة الحال فإن المعلن يلحق المشاهد، أليس كذلك؟ ـ نعم، هذا صحيح... نحن كان لنا بعض الرعاة الرئيسين لدى التأسيس لبعض البرامج، وهذا جيد. لكننا من جهة ثانية لم نخلق برامج تستهوي المعلنين وحسب، ولكن نعمل على خلق برامج تستهوي المشاهدين، لأننا عندما ننجح في ذلك وتتحول هذه البرامج إلى جزء من حياة الناس، بحيث تصبح جزءا من حديثهم مثلا، فإن ذلك سيخلق فرصا تجارية كافية في ذلك الوقت. > أعلم أنه ليس من الإنصاف الحكم على أي مشروع إعلامي لم يكمل عامه الأول، لكن لا بد ان أسألك هذا بحكم أن قطاع الفضائيات العربية شهد خلال السنوات الأخيرة عددا كبيرا من مشاريع القنوات التي انطلقت ولكنها لم تحظ بالنجاح الذي كان متوقعا، فما هي «الوصفة» التي تعتمدون عليها لضمان نجاحكم؟ ـ أولا، لسنا فقط قناة.. نحن «ماركة» تتوزع على منصات مختلفة بحيث يحصل المستهلك على ماركتنا وما ننتجه بأشكال مختلفة. وفي النهاية نؤمن بأن الأمر متعلق بجودة ما ننتجه، وهو الأمر الذي يميزنا عن غيرنا. لذلك، إذا أخذت «إم.تي.في» كقناة، فهذا جزء من الصورة الكاملة وحسب، فهناك «ام تي في» على الانترنت و«إم.تي.في» على الجوال، وهو ما يسمح لنا بالتواصل مع الجمهور. أما بخصوص ما جعل «إم تي في» ناجحة، اولا، اصرارنا على اجراء البحوث بمستوى عال، ثانيا، جودة ما ننتجه وهو أمر أساسي. ويمكنك إضافة أمر ثالث، وذلك كرأي شخصي، وهو الصبر، فلا بد من الصبر بدلا من الاستعجال، فبرأيي الشخصي لا بد أن تنجز الأمور بشكل جيد، لأن اغراء اجراء تغيير سريع هو أمر وارد، لكن لا بد من البقاء على قيمك والأهداف التي تريد ان تصل اليها. > حسنا، بخصوص ان تصبحوا «وجهة» بدلا من مجرد قناة، هل ذلك متعلق بتشتت الجماهير بسبب التقدم التكنولجي، حيث اصبح الكثيرون لا يشاهدون التلفزيون ويستعيضون عنه بالانترنت مثلا ؟ ـ بالنسبة لي أنا لا أرى ذلك «مشكلة»، حسنا ما هو النجاح، بالنسبة لي شخصيا، أنا أرى أن النجاح هو التوزيع، والقدرة على المشاهدة، والعوائد المادية، ومدى تذكر «الماركة».. ولا توجد ماركة تستطيع منافسة ماركة «إم تي في» في أي مكان في العالم، بخصوص أي شريحة ديموغرافية فيما يخص هذه المعايير الثلاثة. ما أحبه في هذه الشركة هو أنها مستعدة لأن تجازف، فنحن كنا في مقدمة أي ثورة يمكن أن تخطر في بالي الآن، وكنا نقودها. حتى تأسيس «ام تي في» كانت فكرة ثورية بحد ذاتها، لم يكن هناك قناة متخصصة بعرض كليبات الفيديو قبل ام تي في عندما بدأنا بانتاج برامج «تلفزيون الواقع» في مطلع التسعينات كان ذلك ثوريا، ربما كنا وحدنا الذين فعلوا ذلك، والآن اصبحت جزءا من الحياة بالنسبة للكثيرين. كذلك عندما بدأنا بالبث المحلي لكل بلد، كان لكثير من القنوات بث واحد لكل اوروبا أو أميركا مثلا، وكثير من القنوات لا تزال تفعل. إذا فنحن على تواصل دائما مع ما يريده المستهلك. ومن جهة ثانية، فإن الشاب ذا الـ 16 عاما يمضي وقتا أكثر في استخدام الإعلام عما كان عليه، لذلك فإذا استطعت التواصل مع هذا الشاب عبر الانترنت، التلفزيون والجوال والحصول على نسبة أكبر، وهو يريد منتجنا فإن هذا يعتبر اولا، شهادة لمنتجك، وثانيا فرصة تجارية لك، وثالثا، انت تواكب العادات والتطورات الجديدة. > فلنتحدث قليلا عن المحتوى، عندما اشاهد «ام تي في» هنا في لندن، أكاد لا أتعرف عليها فهي لا تبدو مثل «ام تي في» التي عرفتها قبل 10 سنوات مثلا، ففي السابق كانت تبث الفيديو كليب باستمرار، الآن أكاد لا أشاهد أي أغان عليها بل برامج تلفزيون الواقع وحياة المشاهير وما إلى ذلك. ـ حسنا، هذه هي الصورة النمطية، الواقع غير ذلك، فأنت تتحدث عن قناة «إم تي في 1» هنا في المملكة المتحدة، ونحن نبث مجموعة قنوات مختلفة، فمثلا هناك قناة «إم تي في ـ هيتس» التي تبث فقط فيديو كليبات لأغاني الرقص، وهناك «إم.تي.في 2» التي تبث فقط أغاني من نوع «التيرنيتيف». وما يحدث هو ان بعض الاسواق تسمح لك بوجود هذا النوع من التقسيم، وآمل ان تكون لدينا مثل هذه القدرة في المنطقة العربية بعد 5 سنوات من الآن. > حسنا، بخصوص «إم تي في العربية» هي حاليا مزيج من أغاني الفيديو كليب، وبرامج تلفزيون الواقع، وبرامج المواهب مثل برنامج «هيب هوب» (يأتي بموهوبين عرب يغنون بطريقة الهيب هوب) هل يمكن اعتبار أن هذه هي طريقتكم في المنافسة في المنطقة العربية التي تكتظ بالقنوات الفضائية، ولا سيما قنوات الموسيقى؟ ـ أنا لا أرى المنافسة محصورة في نوع معين من القنوات، فلماذا لا تعتبر أنني أنافس القنوات الترفيهية المتعددة الاهتمامات مثلا؟ لماذا لا تعتبر أنني انافس مزودي خدمات الترفيه الشبابية على الإنترنت مثلا؟ لذلك فبحسب وجهة نظري فنحن لا ننافس فقط قنوات الموسيقى، نحن ننافس كل من يتحدث للشباب ويسعى لأخذ حصة من وقت استهلاكهم للإعلام، او من جهة أخرى لا منافس لنا لأن لا أحد يستطيع أن نفعل ما نفعله. وبالإمكان القول حسنا هذا ما يعمل وعليكم فعله، لكن نحن نقول: هذا ما خرجت به الدراسات بناء على 6 أشهر مثلا من آراء المشاهدين. > جيد، لكن دعني أسألك من جهة ثانية، ربما تكون أغاني الـ«هيب هوب» ذات شعبية في الولايات المتحدة وأوروبا مثلا لأنها تمثل نمطا فنيا يستهوي العموم، لكن ألا تعتقد أنك يجب ان تكون قادرا على التحدث باللغة الانجليزية ومطلعا على الثقافات الغربية كي تٌقدر فن الـ«هيب هوب» في العالم العربي، وبالتالي يختصر سوقكم الى شريحة ضيقة تتمثل في الطبقات الاجتماعية الأعلى، فيما العموم سيكونون أكثر اهتماما بالثقافة المحلية مثلا؟ ـ حسنا، هناك أشياء عدة قد لا تحبها، ولكن عندما تقدم اليك بشكل متقن قد تبدأ بالتعلق بها. والخلاصة هي أننا نعتقد أن العموم يريدون استهلاكه هي الخطأ الذي لا نريد اقترافه، لأن ما نريده نحن هو معرفة ما يحبه الناس وما يريدوننا ان نفعله، من جهة ثانية لو ان الجميع تمسكوا بما يريده العموم فإن الجميع سينتج الأفلام والرياضة، لا بد أن تكون مختلفا وتكسر النمطية، ولكن ذلك لا يحدث إلا أذا بدأت بفهم الجمهور. > إذاً ما تقوله هو أنه في حال اثبتت الدراسات بأن مشاهدي «إم تي في» لا يحبون نموذج «إم تي في» الأميركية أو البريطانية، وما يريدونه هو الفن الشعبي مثلا، هل ستتحول قناتكم العربية الى قناة متخصصة في الفن الشعبي؟ ـ ليس بالضرورة ان تكون مشابهة للأميركية أو البريطانية، لذلك فأنا أقول أن تعريف (ام تي في) هي أن «ام تي في»؟ هي التواصل مع الشباب وعكس اهتماماتهم وسأدفع الحدود ولكن باحترام، وسأكون عصريا. > لكن الا يولد ذلك لكم نقدا من جهة أخرى، لكون البعض في الغرب مثلا قد يعتقدون ان قناتكم العربية لا تمت بصلة لقناة «إم تي في» الأصلية؟ بمعنى أن ما قد تشاهده على «ام تي في» في أميركا قد لا يعرض بتاتا على «ام تي في» العربية لكون الكثيرين في منطقتنا قد يعتبرونه غير لائق؟ ـ عدنا إلى الصورة النمطية، لا توجد «إم تي في» اصلية... > أنا أتحدث عن برامج كلاسيكية تعتبر من جوهر «إم تي في» مثل برنامج «ذا غرايند» (برنامج يظهر حفلات موسيقية على الشاطئ وعادة ما يظهر فتيات يرقصن بزي السباحة)، لن يمكنكم عرض هذا في العالم العربي، أليس كذلك؟ ـ حسنا، هناك لقطات تعرض على «ام تي في» العربية قد لا تتناسب على الاطلاق مع قنواتنا الأخرى. هناك أمور عدة ليست متعلقة بالثقافة ولكن بالذوق الذي يختلف من بلد لآخر. مثلا البرنامج الذي ذكرته قد لا ينجح على قناتنا العربية ليس بسبب الثقافة وحسب، ولكن لأنه لا يمثل كيف يمضي الشباب وقتهم فيما هو مناسب جدا في أميركا لأنه يمثل كيف يحتفل الشباب في لاس فيغاس أو كاليفورنيا مثلا. فهناك تحولات كثيرة في الاعلام، والناس يريدون مشاهدة ما يعكس حياتهم هم، فالأمر إذاً ليس متعلقا بإمبريالية ثقافية.