أميركا تسير على خطى أوروبا في انتشار تلفزيون الجوال

التقنية الجديدة باتت بين أيادي الكثيرين

تلفزيون الجوال بات ينتشر في أميركا (نيويورك تايمز)
TT

في سويسرا، يشاهد نحو 40.000 شخص بثا تلفزيونيا لنشرة الأخبار على الهواتف الجوالة الخاصة بهم. وفي إيطاليا، يدفع نحو مليون شخص حوالي 19 يورو (29 دولارا) كل شهر لمشاهدة نحو 12 قناة تلفزيونية على الهواتف الجوالة. كما تنتشر التلفزيونات الصغيرة التي تتم مشاهدتها على أجهزة الهاتف الجوال في اليابان وكوريا الجنوبية، حيث كانت متوافرة لنحو ثلاث سنوات. ويقوم المستثمرون في أوروبا والولايات المتحدة بالاستثمار في أبراج البث الإذاعي الجديدة وأجهزة الهواتف الجوالة والبرامج التلفزيونية والتطوير، على الرغم من عدم التأكد من الجدوى الاقتصادية لذلك. وأخيراً أعلنت الشركة الأميركية للاتصالات اللاسلكية والتي يبلغ عدد عملائها نحو 71.4 مليون شخص، عن بدء التلفزيون الهاتفي في الولايات المتحدة. وتكلف خدمة تقديم 10 قنوات، 15 دولارا كل شهر. وتقوم الشركة ببيع أجهزة جوال تصنعها شركة إل جي للإلكترونيات وسامسونج، حيث يمكن لهذه الأجهزة استقبال البث التلفزيوني. وتقوم بريطانيا حاليا بدراسة هذا الأمر، كما أن فرنسا تخطط لمنح ترخيص لتقديم خدمة مشاهدة 13 قناة على الهواتف الجوالة في شهر يونيو (حزيران) المقبل. وفي ألمانيا، تخطط شركة ناسبرز وهي مجموعة استثمارية تقودها شركة إعلامية مقرها جنوب إفريقيا، لبدء هذه الخدمة خلال العام الجاري. وتتضمن هذه الخدمات عروضا أخرى مثل تلك الموجودة في سويسرا وإيطاليا، ويتم تقديمها عن طريق أبراج بث خاصة إلى مستقبلات صغيرة في أجهزة الهاتف الجوال. وحتى ظهور تقنية البث على أجهزة الهاتف الجوال منذ ثلاث سنوات، كان على شركات الهاتف الجوال القيام بإرسال الفيديو كعروض مسبقة إلى العملاء بسرعة عالية من خلال شبكات أجهزة الهاتف الجوال من الجيل الثالث. وكان ذلك مكّلفا لكل من الشركات والمشاهدين، كما كانت المقاطع الكبيرة تبطئ عمليات النقل على هذه الشبكات. أما البث المباشر على أجهزة الهاتف الجوال فإنه لا يتم عن طريق شبكات ما يسمى بالجيل الثالث. وتقود اليابان سوق البث المباشر لخدمات التلفزيون على الهواتف الجوالة، حيث وصل عدد مستخدمي الهواتف الجوالة المزودة بمستقبلات البث التلفزيوني إلى نحو 20 مليون مستخدم، وتتبعها في ذلك كوريا الجنوبية والتي يصل عدد المستخدمين فيها إلى نحو 8.2 مليون مستخدم، حسبما أفادت شركة إنستات للبحث والاستشارات. وقد قدرت إنستات بأن عدد المستخدمين لهذه الخدمة على مستوى العالم قد وصل إلى 29.7 مليون مستخدم بنهاية عام 2007. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى 56.9 مليون مستخدم بنهاية العام الحالي، مدفوعا بنمو الاقتصاد الياباني. وتعتبر إيطاليا رائدة في تقديم هذه الخدمة بأوروبا، حيث بدأتها عام 2006. وتعتبر أكبر الشركات التي تقدم خدمة البث التلفزيوني على الهواتف الجوالة في أوروبا هي شركة «3 إيطاليا» ويمتلكها هاتشيسون وامبو، من هونج كونج، ويبلغ عدد عملائها في هذه الخدمة نحو 800.000 عميل، وهو ما يمثل 10 بالمائة من إجمالي عملائها. ويشاهد المشتركون الإيطاليون الذين يبلغ عددهم نحو مليون مشترك، عددا من القنوات يصل إلى 12 قناة. وتبلغ تكلفة الخدمة التي تقدم 20 قناة في سويسرا، نحو 13 فرنكا سويسريا (12.5 دولار) كل شهر. وبالنسبة لبعض الشركات، فإن هذه السوق لا تزال تحتاج إلى الكثير من العمل. وفي الولايات المتحدة، قدمت شركة «فيريزون وايلرلس» هذه الخدمة منذ مارس (آذار) 2007، لكن عدد المستخدمين يقل عن 100.000 مستخدم. وقد أعرب روبرت بيريل وهو ناشر صحيفة موبايل برودباند في أمستردام، والتي يتم تقديمها على الإنترنت وتختص بأسواق الشركات والهواتف الجوالة، عن شكوكه في مستقبل هذه الخدمة. وهو يقول إن الناس يفضلون مشاهدة التلفزيون على شاشات كبيرة وليس لدى معظم المراهقين وقت أو حاجة لمشاهدة التلفزيون على الهواتف الجوالة. وقد طورت شركة «دي في بي بروجكت» مواصفات قياسية لبث الفيديو في أوروبا. وخلال شهر يوليه (تموز) أوصت المفوضية الأوروبية باستخدام هذه المواصفات لكن هذه التوصية لم تكن ملزمة. وفي الولايات المتحدة، تستخدم شركتا فيريزون والشركة الأميركية للاتصالات تقنية منافسة تسمى ميديا فلو، والتي طورتها شركة «كوالكوم». وتستخدم كل من اليابان وكوريا الجنوبية والصين مواصفات أخرى. وتساعد هذه التقنيات كلها شركات الهواتف الجوالة على التحكم في سوق البث التلفزيوني وبيع الأجهزة المزودة بمستقبلات هذه الخدمة وما يصاحبها من برامج. ويقول لارس فيلبر مدير التسويق في شركة إيلجاتو وهي شركة مقرها ميونيخ وتقوم بإنتاج مستقبلات البث التلفزيوني لشركة آبل لأجهزة الكومبيوتر: «من العدل ان نقول ان أيا من هذه المواصفات لم يستحوذ بعد على السوق. وما يبدو هو أن هناك مجموعة من التقنيات المختلفة والمتكاملة هي التي تحكم السوق».

ومع عدم التأكد من سيطرة أي من هذه المواصفات في المستقبل، فإن الشركات المصنعة تقوم بإنتاج شرائح تناسب جميع المواصفات. ويقول ويجي يون وهو مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة تيليغانت: «هذه ظاهرة سوف تغير من عادات المشاهدة حول جميع أنحاء العالم».

* خدمة نيويورك تايمز