هل ينجح «نقاء» يورونيوز في استقطاب المشاهدين العرب؟

الشبكة الإخبارية تطلق قناتها العربية الشهر المقبل.. وتعطي المنطقة استثناء بتعيين مراسل فيها

TT

خلال حفل أقيم بالعاصمة البريطانية لندن أخيرا، كشفت الشبكة الإخبارية الأوروبية «يورونيوز» عن شكلها وشعارها الجديدين، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 15 لتأسيسها. «لوغو» القناة الجديد هو عبارة عن دائرة بيضاء، وهي تتخذ من كلمة «نقية» شعارا لها، وخلال الحفل كذلك شدد مايكل بيترز، المدير التنفيذي للشبكة على أهمية مفهوم «النقاء»، مذكرا بخواص «يورونيوز» المميزة وهي تقديمها للأخبار بلا مذيعين وبلا مقدمات، ومشددا على أنه يعتبر أن قناته هي الوحيدة التي تعتبر «للبالغين» لأنها تترك للمشاهد تحديد رأيه ولا تحاول أن تملي عليه رأيا. كذلك تحدث بيترز لـ«الشرق الأوسط» مفيدا بأن الشبكة حددت يوم 12 يوليو (تموز) المقبل لحفل إطلاق قناتها العربية الذي سيقام في معهد العالم العربي بباريس (انستيتيوت دو موند آراب)، وبذلك تصبح العربية اللغة الثامنة التي تبث بها شبكة «يورونيوز» بعد الانجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية والبرتغالية والروسية والاسبانية. ويضيف بيترز ان موعد الاطلاق لم يكن عشوائيا، موضحا أن فرنسا تتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي في شهر يوليو، وفي الثالث عشر منه ستبدأ محادثات الشراكة الأوروبية المتوسطية، وهو من أهم مشاريع الرئيس نيكولا ساركوزي، «ولهذا سننطلق في ذلك التاريخ» يضيف بيترز الذي يؤكد أن البث سيبدأ بـ 24/24 ساعة من اليوم الأول. الجدير بالذكر أن إطلاق القناة العربية يعد «عودة» بالنسبة لـ«يورونيوز» ذلك لكونها سبق وأن خاضت تجربة البث باللغة العربية بين عامي 1997 و1999 بتمويل من «المفوضية الأوروبية»، إلا أن مشاكل مالية تسببت بوقف القناة في ذلك الوقت. لكن في اواسط الشهر المقبل، تعود القناة بعقد جديد مع المفوضية، وهو بحسب بيترز يستمر مدة 5 سنوات وهو بواقع 5 ملايين جنيه استرليني سنويا. ويضيف مايكل بيترز لـ«الشرق الأوسط» بأن الشبكة ستسعى كذلك للحصول على جزء من الكعكة الإعلانية في المنطقة، كما ستبحث عن جهات إضافية للدعم المالي في وقت لاحق. اما أهداف هذه المحطة الجديدة، فهي التحدث الى العرب في اوروبا ونقل وجهة النظر الاوروبية الى العالم العربي. لكن كيف سيميز هذا المولود الجديد نفسه في سوق مزدحم للغاية، بين قنوات إخبارية عربية شديدة التنافس، ونهم عالمي للتواصل مع العرب تمثل في إطلاق مجموعة من القنوات الغربية ناطقة بلغة الضاد، بدءا من «الحرة» الأميركية، ومرورا بـ«فرنسا 24» و«روسيا اليوم» وانتهاءً عند «بي بي سي العربية» التي انطلقت مطلع العام الجاري. يجيب بيترز: «نحن لا نصرف مالنا على الاستديوهات والمقدمين، ولكن على (تعدد) اللغات، لأننا نؤمن أن ذلك هو وسيلة أفضل لايصال المعلومة». «المراسلون يتحدثون عن اشياء لا يرونك اياها، ولذلك سيكونون منحازين بالضرورة، وما يقوله احدهم سيكون مختلفا عن الاخر»، يوضح بيترز.

ويضيف أن «يورونيوز» لديها نظام تحريري صارم تمليه عليه مهمتها كهيئة بث عمومية مملوكة من قبل 22 جهة، موضحا: «لا تستطيع جهة واحدة التحكم بنا، فهناك 21 جهة أخرى تملك أسهمنا». ويتحدث مايكل بيترز عن رأيه في الجمهور العربي، فيقول ان للأخير حساسية خاصة عندما يتعلق الأمر بالأخبار، «فهم في الغالب معنيون بكثير من القصص التي نغطيها، لذلك فهم يريدون تحديدا ان يخرجوا بآرائهم الشخصية وليس املاء الاراء عليهم، انهم يستاؤون من ذلك... ونحن سنقدم لهم الأخبار وحسب». وليس ذلك وحسب، فبيترز يقول ان القناة ستستثني المنطقة بأن تعين فيها مراسلا متجولا خاصا بها ـ وهو أمر لم تفعله الشبكة إلا في أوروبا حيث لها مراسل مقره بروكسل حسب بيترز الذي يقول ان ذلك كان ضروريا باعتبار ان بروكسل هي «قلب» الاتحاد الأوروبي. وحول المراسل العربي، يقول بيترز بأن «يورونيوز» تدرس المكان المناسب لاقامته موضحا ان الخيارات حاليا هي بين دبي والدوحة، أما لماذا هاتان المدينتان تحديدا، فيقول بيترز بأن ذلك يعود لموقعيهما، فتعيين مراسل في شمال إفريقيا يعني كونه قريبا للغاية من اوروبا، أما في احدى هاتين المدينتين فهو يستطيع ان يغطي المنطقة ويستطيع كذلك السفر الى اسيا.

* بيترز.. من أروقة المال إلى فضاء الإعلام

* سيرة المدير التنفيذي لـ«يورونيوز» مثيرة للاهتمام، فهو لم يأت من خلفية إعلامية مطلقا. فقد درس مايكل بيترز المولود عام 1971 الهندسة المالية، وعمل مع شركة المحاسبة الأميركية العالمية آرثر آندرسون بين عامي 1995 و1998، أما كيف وصل إلى «يورونيوز» فكان ذلك متعلقا بعمله على مشروع في الفترة التي سعت خلالها مجموعة «رويترز» لشراء 49% من «يورونيوز»، وفي تلك الفترة طلب المدير التنفيذي للقناة في ذلك الوقت من بيترز الانضمام إلى الفريق. «هل تمت مواجهتك بالتشكيك، باعتبار ان كثيرا من الاعلاميين بالتأكيد سأل عما تعرفه انت في الاعلام وانت آت من خلفية مالية»، يرد بيترز على هذا السؤال بعفوية قائلا «بالتأكيد... لذلك استغرق الأمر 7 سنوات كي أصبح مديرا»، لكنه يضيف كذلك مازحا «انا سعيد بدخولي عالم الاعلام، فانا لم اكن جيدا في المالية بجميع الأحوال». وباعتبار بيترز آت من خلفية مالية، فكان لا بد من سؤاله عما يظنه حول ما يردده كثيرون بأن قطاع الأخبار ليس أفضل القطاعات لجني الأرباح، فيضيف «صحيح أن الأمر صعب، فمثلا عندما تقع كارثة ما، كافة القطاعات الاخرى تحد من نفقتها، فيما نحن نزيدها»، ويضيف ان ما يساعد «يورونيوز» هو عملها الجيد وتميزها، وفي النهاية دائما نقول «ان شاء الله» (قالها بالعربية).