مجلة «يو إس نيوز» تصدر كل أسبوعين وتتوسع في خدمات المستهلكين

TT

ظل النقاد يشتكون لفترة من أن مجلة «يو إس نيوز آند وولد ربورت» الأميركية قد توقفت عن الصدور كمجلة إخبارية أسبوعية ـ وان كان وصف المجلات بأنها «إخبارية» و«أسبوعية» في آن واحد بات أمر مثيرا للجدل. وأخيراً أعلنت المجلة، التي ستصدر 32 عددا هذا العام، رسميا أنه بدءا من يناير ستصدر بصورة نصف شهرية، في الوقت الذي ستستمر فيه في التوسع في التقارير التي تفيد المستهلكين والتي تتناول المنتجات، وهذا هو المجال الذي تعول عليه المجلة. ويقول المسؤولون التنفيذيون في المجلة ان التغير لا يدل على الفشل، ولكنه شكل جديد تتبناه المجلة. ويقول براين كيلي، وهو المحرر التنفيذي بالمجلة: «منذ فترة طويلة ونحن نسعى في هذا الاتجاه»، على الرغم من أنه أصر على أن المجلة لن تترك الأخبار. ويشير هذا التغير إلى أن كل المجلات الإخبارية تكابد من أجل البحث عن فراغ تسعى لملئه وغاية تعمل من أجل تحقيقها. وتأمل «يو إس نيوز» أن يتحول أصحاب الإعلانات إلى الإصدارات النصف شهرية لأنه بهذا ستبقى إعلاناتهم في أكشاك الصحف فترة أطول. ويقول كيلي: «التساؤل هو: هل يمكن أن تقوم بالأشياء الأقل بصورة أفضل؟» ويضيف: «نعتقد أن مزيجا من التحليلات الإخبارية وخدمات المستهلكين سيكون مجالنا المفضل».

وتشتهر مجلة «يو إس نيوز» بنشر قائمة سنوية للكليات والمستشفيات، مع بعض النصائح للمستهلكين. وخلال العام الماضي، وضع صاحب المجلة مورتيمر زوكرمان، رهانه على هذا الاتجاه، وقد دشن موقعا إليكترونيا تضمن تقييمات للسيارات وتحليلات ذات صلة، وقد تمكن ذلك من جذب إعلانات بصورة مكثفة. وتواجه المجلات الإخبارية نفس التحدي الذي تواجهه الصحف وهو كثرة مصادر الأخبار على مدى اليوم وتحول القراء وأصحاب الإعلانات إلى شبكة الإنترنت. أضف إلى ذلك، فقد بدأت مجلة «ذي ويك» ومجلة «ذي إيكونومست» تحظيان بمكانة في السوق الأميركية، مما ضاعف من الضغوط على مجلات «تايم» و«نيوزويك» و«يو إس نيوز». وتقدم «ذي ويك» ملخصات للمقالات التي تنشر في الإصدارات الأخرى، وتغطي من خلالها مساحة أكبر من تلك التي يغطيها منافسوها، ولكن دون تعمق. بينما تقدم «ذي إيكونومست» تقارير مفصلة وتحليلات. وتحاول مجلتا «تايم» و«نيوزويك» أداء نفس المهمة بدرجات متفاوتة، وما زالت المجلتان تنافسان على الشبكة العنكبوتية بنشر الأخبار المهمة على مدى الأربع وعشرين ساعة. وقررت مجلة «يو إس نيوز» منذ أعوام عدم الحفاظ على نفس القدر بالاهتمام بالتقارير الإخبارية والتركيز بصورة أكبر على تقارير الخدمات. وقد قررت إصدار 32 عددا هذا العام مقابل 42 العام الماضي، وهي بذلك تقلل من تكاليف الطباعة والتوزيع. ويقول سمير حسني، وهو رئيس قسم الصحافة بجامعة ميسيسيبي: «إذا كنت تريد الاستمرار كإصدار أسبوعي فأمامك خياران: إما أن تتحول إلى تلخيص الأخبار كما هو الحال في «ذي ويك» أو تكون هناك تقارير مفصلة وتحليلات وتعليقات كما هو الحالي في «تايم» و«ذي إيكونومست». وقد ظلت المجلات الإخبارية الثلاث الكبرى تكابد على مدى سنين لدعم دائرة توزيعهم عن طريق عرض خصومات كبيرة على الاشتراكات. وقد غيرت المجلات الأميركية الثلاث سياساتها على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية، مما دلل على أن حملات توزيعها لا تحقق ؟؟؟؟؟ غير مربحة. وقد خفضت الثلاث من قاعدتها التقديرية، أي المبيعات التي تعد أصحاب الإعلانات بتحقيقها، إلى 3.25 مليون نسخة لـ«تايم» و2.6 مليون لـ«نيوزويك» و1.5 مليون لـ«يو إس نيوز». وتبلغ نسبة توزيع «ذي ايكونومست» 720.000 و«ذي ويك» 480.000. ولا تصدر شركة «يو إس نيوز آند ورلد ربورت» بيانات مالية، ومن غير الواضح ما إذا كانت تحقق أرباحا. ولكن انخفضت الصفحات الإعلانية في المجلة من أكثر من 2000 عام 1999 إلى 1640 العام الماضي. وخلال هذا العام، من المتوقع أن ينخفض الرقم نحو 35 في المائة، ويرجع هذا بنسبة كبيرة إلى عدد الإصدارات الأقل.

* خدمة «نيويورك تايمز»