ماذا يعني أن تكون.. «محرر التقنية»؟

الصحافي المختص بجريدة «نيويورك تايمز» يشرح طبيعة عمله وحيثياته

TT

يعمل كفين ماكينا في صحفية «نيويورك تايمز» منذ عام 1984، وقد تضمنت مهامه أخيرا العمل كمحرر لصفحة التقنية، ومحرر ملحق Circuits الأسبوعي، والمدير التحريري لشؤون وسائل الإعلام الإلكترونية.

اللافت هو أن ماكينا لم يحصل على مؤهلات عملية في مجال الكومبيوتر، ولم يحصل على درجة علمية في مجال الهندسة، حيث ما درسه هو العلوم السياسية والصحافة.. لكن ولعه بالتقنية كان هو الدافع، هو نفسه يقول: «صحيح أنني أقوم بمهامي على أجهزة الكومبيوتر منذ ثلاثين عاما، لكن لم يكن لدي جهاز كومبيوتر شخصي حتى عام 1991، ولا اعرف أنظمة التشغيل «لينوكس» و«يونيكس». تعلمت بالفعل لغة «سي»، لكن ليس بالدرجة الكافية، وعلى الأقل، يساعدني ذلك على فهم واستيعاب ما يحدث». وباعتبار ان مجال التقنية يعد من المجالات التي تتطلب مصطلحات خاصة، وأحيانا صعبة، يقول ماكينا إنه حتى داخل فريق العمل المتخصص لا يمكن أن يكون الفرد خبيرا في كل شيء، ويضيف «لكن من الأشياء الجيدة داخل غرفة الأخبار الكبيرة أنه يمكن أن تجد خبيرا في كل موضوع تقريبا، بدءا من نظرية الأوتار إلى حرب الغواصات. نعم لا توجد عملية «مراجعة فنية» منهجية، لكن هذا المكان عبارة عن محضن تعليمي رائع، يمكن للمحررين والصحافيين الاتصال ببعضهم بعضا طلبا للمساعدة. وفي الغالب، هناك تحد أكبر غير التأكد من أنك تفهم بعض المعلومات، تحدي توصيل تلك المعلومات بطريقة تناسب حتى للقارئ العادي غير المتخصص». أما ما هي المواضيع التقنية الأكثر أهمية للصحافيين خلال العامين المقبلين؟، فيرى ماكينا «أن كل المواضيع ستنبع من طبيعة التغير الذي سيطرأ على التقنية الرقمية، خاصة الإنترنت، أعني التغير الذي سيحدث للطريقة التي نتحصل بها على المعلومات، وأسلوب التسوق وطريقة الحصول على الرعاية الصحية وتكوين العلاقات وممارسة الديمقراطية. وكل تلك الأمور محل اهتمام «غوغل» في الوقت الحالي»، ويضيف «كما سيكون من المثير متابعة التأثير المتنامي لتقنية الهواتف الجوالة، والأشكال الجديدة للخدمات اللاسلكية وانتشار خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت لاسلكيا بسرعات كبيرة وانتشار كاميرات الفيديو المحمولة»، موضحا «وستظل المخاوف المرتبطة بسرية المعلومات جزءا مهما من المواضيع التي تتناولها الصحف. وعلى الصعيد العالمي، سيكون هناك اهتمام بتغطية حالة الحراك المهمة والمثيرة للإعجاب في الصين، التي تحتل فيها التقنية مساحة بارزة، ويرجع ذلك إلى تنامي أهمية الصين كمركز للبحث والتصنيع الإلكتروني».

لكن جزءا كبيرا من العمل في مجال التقنية، يقتضي الترويج، بشكل أو بآخر للمنتجات والاكتشافات الجديدة، وهنا يعلق ماكينا بالقول: «نحن نعمل بالفعل في غرفة أخبار تحكمها الموضوعية، لذا لا نشعر بالراحة ونحن نقوم بالترويج لشيء ما، ولا نعبأ ما إذا كنا نشجع الإبداع أم نضع قيودا عليه، يحدونا الحماس من أجل الكشف عما هو جديد، وبالطبع تكون هناك مساحة أكبر لعرض وجهة النظر في المكتشفات أمام كتاب الأعمدة. والمقالات النقدية تشتمل على وجهة نظره في المنتجات».

* خدمة «نيويورك تايمز»