الإعلانات تعلن دخول الشهر الفضيل.. قبل موعده

قطاعا المنتجات الغذائية والقنوات الفضائية هما أبرز المعلنين خلال وقبل موسم رمضان

تنتشر اعلانات المواد الغذائية بكثافة خلال شهر رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت المحطات الفضائية كما هي حال شركات الأغذية دخول شهر رمضان المبارك بوقت يسبق موعده بأسابيع، إذ بدأت المحطات الفضائية في تهيئة المُشاهد لما تُخفيه موجاتها من إنتاج وأعمال درامية، وبرامج مُسابقات وترفيه، خلال الشهر الفضيل، الذي بات من المُسلمات، أنه أصبح خلال السنوات الماضية، من الأشهر الأكثر خصوبة من المُتعلق بشركات إنتاج الأعمال الدرامية على اختلاف أشكالها وجنسياتها، على مستوى الوطن العربي.

غالب القنوات الفضائية العربية منها والخليجية، بدأت منذ شهر يوليو (تموز) الماضي بالإفصاح والإعلان عن أعمال درامية كثفت منها مع دخول شهر أغسطس (آب) الجاري، وهو ما يسبق شهر رمضان الذي سينطلق مع مطلع الشهر المقبل سبتمبر (أيلول). إعلانات رمضان لم تقتصر على شاشات المحطات الفضائية، بل تجاوزتها إلى شركات الأغذية التي بدأت بالترويج لها عبر لوحات إعلانية وزعت على مختلف الشوارع، خاصة في المدن الرئيسية، حيث يكثر عادة الإنفاق الاستهلاكي للأسرة في هذا الموسم. كما لجأ كثير من الأسواق التجارية (الهايبر ماركت والسوبر ماركت) إلى رصف المنتجات الغذائية عند مداخيلها بهدف خلق قناعات لدى المتسوقين للمسارعة في اقتناء ما يلزمهم منها في هذا الشهر الكريم مبكرا.

وكان ملاحظا استعداد بعض الأسر في السعودية، خصوصا تلك التي عادت من رحلاتها السياحية باقتناء «مقاضي» رمضان مبكرا، لا سيما في ظل انتشار أو الخوف من نقص بعض المنتجات مع قرب دخول الشهر نتيجة للإقبال الكبير المتوقع.

وعودة إلى موضوع المحطات الفضائية، فقد قام البعض منها بإكمال أجزاء لأعمال درامية عُرض في العام الماضي وما قبله، وحققت نجاحات منقطة النظير فيما البعض الآخر أعلن عن تقديم إنتاج درامي جديد، ستشهده موجاتها خلال الشهر الكريم، التي تسعى تلك الفضائيات من خلال الإعلان عن تلك البرامج، لجلب الإعلانات الترويجية، من قبل شركات تجارية، ترى أن الشهر الكريم، التوقيت المُناسب في الترويج عن مُنتجاتها أياً كان شكلها ونوعها.

مُحبو ومُتابعو الدراما بكافة أشكالها، لا بُد أن يجدوا مُبتغاهم في ظل الزخم الفضائي العربي، فالمُتابع والمُحب للدراما الخليجية، سيجد بالتأكيد ما يرغب بمُشاهدته عبر القنوات الخليجية، وهو ما ينطبق على مُحبي الدراما المصرية والسورية وغيرهما، إضافةً إلى برامج المُسابقات والترفيه التي تلقى نسبة مُشاهدة ومُتابعة خلال الشهر على عكس الأشهر الأخرى. في السابق، كان شهر رمضان فقط موسماً للترويج عن المأكولات والمشروبات، التي ارتبطت بالشهر الكريم، وأصبح يُطلق عليها، «مأكولات رمضانية» وهو ما اندثر خلال السنوات القليلة الماضية نوعاً ما، لاختلاف التوجه الذي أصبح تجارياً بالمعنى البحت.

في الوقت الحاضر، الإعلانات الترويجية المختصة بالمأكولات والمشروبات في رمضان، باتت تُصاغ أيضاً بطُرق درامية، في الغالب، ما تكون العائلة هي البطلة في الترويج لها، من حيث طريقة عرض الإعلان.

ذاكرة أبناء الخليج، والسعوديون على وجه الخصوص، لا تزال متعلقة ببعض البرامج الدرامية وبرامج المسابقات منذُ عشرات السنين، فبرنامج «حروف»، الذي كان يُبث على موجات التلفزيون السعودي قبل أكثر من 20 عاما، لا يزال عالقاً في أذهان أبناء ذلك الجيل، إضافةً إلى البرامج الترفيهية مثل «الكاميرا الخفية»، التي أنتجها التلفزيون السعودي خلال فترة من الزمان، وبرنامج «طاش ما طاش»، الذي توقف هذا العام بعد أن كان قد تخطى حدود بلاده، إلى أن وصل خلال الأعوام القليلة الماضية الوطن العربي، إضافةً إلى بعض البرامج الدينية، التي كانت تُرافق السعوديين على مائدة إفطارهم، مثل برنامج الشيخ الراحل علي الطنطاوي، الذي لازمهم لعشرات السنين.

والنظر إلى المحيط الفضائي العربي والخليجي على وجه التحديد، بما يحويه من قنوات فضائية حكومية وخاصة، نجد أن العدد في تزايد، حيث تشغل أكثر من 200 قناة فضائية عربية الحيز الفضائي، وهو ما يعكس حجم العوائد المالية التي من الممكن أن تنتجها تلك الإعلانات، التي باتت أخيراً، عموداً فقرياً في الإنتاج الرمضاني بكافة أشكاله.