محررة ملحق «مراجعة الأسبوع» في «نيويورك تايمز»: نحرص على تقديم التحليل

متحدثة عن الأولويات والتوازن في اختيار المواضيع.. وتأثير النمط السريع لصناعة الأخبار اليومية على ملحقها الأسبوعي

صفحة «ويك اند ريفيو» على موقع «نيويورك تايمز» («الشرق الأوسط»)
TT

انضمت كاتي روبرتس إلى صحيفة «نيويورك تايمز» عام 1982، ومن بين الوظائف التي شغلتها في صحيفة «نيويورك تايمز» منصب نائبة محرر ملحق «مراجعة الأسبوع» (Week in Review)، ومحررة الشؤون الخارجية لمجلة «نيويورك تايمز» ونائبة محرر صفحة الرأي، وكانت في الفترة من عام 1995 الى عام 2000 محررة صفحة الرأي. قبل أن تلتحق روبرتس بصحفية «نيويورك تايمز» كانت تعمل في «مينابوليس ستار»، حيث كانت تشغل وظيفة نائب محرر صفحة الافتتاحية. وهي في ما يلي تجيب عن تساؤلات متعلقة بعملها في ملحق week in review وعن تفاصيل العمل فيه: > سؤالي هو بشأن كيفية اختيار ما يمكن أن ينشر في ملحق «مراجعة أحداث الأسبوع»، كم عدد المقالات التي تقرر بالفعل قبل النشر؟ وكم عدد تلك التي تستقرين عليها في النهاية؟ أي نوع من التوازن تسعين إلى تحقيقه؟

ـ بالنسبة للتوازن بين المقالات التي تُختار في البداية وما يتم فرزها في النهاية، أحب التأكيد على ان ملحقا مثل ذلك يجب أن يحتوي شيئا مثيرا خلال اللحظة الأخيرة. ما تسأل عنه هو سؤال عن ماهية ملحق «مراجعة أحداث الأسبوع» وهل يجب أن يعطي القرّاء انطباعا عما يدور في الأجواء في الوقت الحالي، أم انه يجب أن يركز على فحوى الأخبار خلال الأسبوع الماضي؟ الإجابة هي: نستهدف عمل توازن. وقد أظهر المحررون التنفيذيون على مدى الأعوام أولويات قوية، ففي الفترة التي كان آبي روزنثال مسؤولا عن الملحق كان يجب أن تجد الأخبار التي وقعت نهاية الأسبوع في الأسطر التي تسبق العنوان الرئيس. رحل روزنثال، وخلفه ماكس فرانكل، الذي كان يريد أن يتخلص من كلمة «أسبوع» الموجودة في اسم الملحق، حتى يتسنى لمحرري الملحق أن يتحرروا فكريا من تبني نمط سريع التغير يعرف فيها كل فرد فحوى الأخبار في ساعات وليس في أيام. وفي الوقت الحالي، يمكن أن يكون تحليل الأخبار في ثوان وليس ساعات. جميعنا يفكر بتلك الطريقة. لا أستطيع أن أفكر في عدد المرات التي جاء فيها محررو الملحق بأفكار كنا نظن أنها ستكون مناسبة لنهاية الأسبوع، ولكن عندما نذهب إلى اجتماع أخبار الظهيرة نسمع مديرة التحرير جيل أبرامسون تطلب أن تدرج قصة إخبارية في صحفية اليومية، تتناول نفسهالذي كنا نفكر فيه، وصدقني لم تكن تتنصت علينا. > إذا كان من المستحيل على صحيفة «نيويورك تايمز»، مثل الكثير من الصحف، فعليا متابعة كل خبر في كل منطقة في العالم، هل فكرت في تخصيص مساحة في الملحق للأخبار التي لم تظهر على صفحات «نيويورك تايمز» خلال الأسبوع، لكنها ما زالت تستحق أن تنشر، حتى لو كان خبرا غير عادي مثل «رجل يطلق النار على زوجته بسبب حساء بارد» أو حادث عالمي، ربما من أوروبا، لم يجد متسعا له في الصحب الأميركية لسبب أو لآخر؟

ـ من المستحيل تغطية كافة الأخبار، لكن حسبما أتذكر، فإن الملحق يغطي العناوين التي لم تظهر في أقسام الأخبار الرئيسة. وما زلنا نقوم بنفس الأمر، على الرغم من أن مساحة الأخبار في النسخة المطبوعة قد تقلصت. أصبح الملحق أقل بصفحتين مما كان عليه عندما بدأت العمل في الصحيفة عام 1982. وهناك حل لمشكلة المساحة التي هي موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت، لكن ما زال الكثيرون يحبون النسخة المطبوعة وعلى استعداد للدفع مقابل لها. > حيث انك بدأت بتعليق على وجهة النظر المتباينة التي يعتمد عليها الملحق، هل من الممكن أن تعلق على الفكرة الرئيسة التي يتناولها. ما المعايير التي تستخدمها؟ كيف تقرر بشأن الصحافيين الذين ستستخدمهم؟ ـ كيف يمكن أن نحدد الاختلاف بين تبني وجهة نظر وبين التشبث بالرأس؟ إذا ما نظرت إلى مقالات جون بيرنز بالملحق سوف تلاحظ الفرق، فهو يخبر القارئ بوضوح ما يعتقد أنه صحيح من دون أن يروج ولو لحظة إلى موقف حزبي معين. هناك الكثير من الظروف التي تدعو لتلك «المراسلات» الشخصية. الشيء الأساسي الذي نحرص على تقديمه هو التحليل، وقد قال لي الكثير من الصحافيين ان رؤساءهم يريدون المزيد والمزيد من المقالات. اشعر بالقلق بشأن ذلك. عندما انتقلت إلى مكتب الملحق قبل أعوام قليلة، وجدت ملفا ضخما من أوائل عام 1988 في قاع درج المكتب. كانت لجنتان فرعيتان قد كتبا الكثير من المذكرات حول تأثيرات تعدي الصحيفة اليومية على المساحة التقليدية المخصصة للملحق. حسنا، اعترف أننا شعرت ببعض القلق عندما شاهدت التقارير المكتوبة بصيغة المتكلم في الصفحة الأولى من الصحيفة اليومية. نحن نحافظ على الإبداع ونسعى الى ضم أفضل الكتاب في الصحيفة وأكثر الصحافيين معرفة بالأخبار المهمة، ونبحث عن أصوات جديدة من العاملين بصحيفة «نيويورك تايمز». فعلى سبيل المثال، في الأشهر القليلة المقبلة رحبنا بسرج كوفولسكي وكارا بوكلي وإريك كونغسبرغ. > كيف تحدد الرسوم الكاريكاتيرية الافتتاحية التي تظهر في الملحق؟ ـ معظم القراء لا يعرفون ذلك، لكن يثار الكثير بسبب الرسوم الكاريكاتيرية التي نختارها أو تلك التي تظهر في المطبوعات الأخرى مثل «نيوزويك». يشكو البعض من أننا نحب أن تكون الرسوم الكاريكاتيرية مرحة وتتسم بالذكاء. اعتقدت أن تلك هي النقطة، لكن من الواضح أن الأمر ليس كذلك. جميع محرر الملحق لديهم أذواق مختلفة، وعلى الرغم من ذلك يُتهم الجميع بتفضيل الكاريكاتير المضحك. ذات مرة أغضب جون لاندمان، نائب مدير التحرير، الذي كان يعمل في الملحق في الفترة من عام 1994 الى 1999، رسامي الكاريكاتير خلال اجتماعهم السنوي، حيث قال لهم انه فكر كثيرا في ان ما يقومون به شيئا سخيفا ويمكن توقع حدوثه. ما الذي يمكن أن نقوم به كي نثبت المزيج الذي لدينا؟ إذا كان هناك شيء صعب بالنسبة للصحف فهو أكثر صعوبة لرسامي الكاريكاتير التقليديين، وهم يقلون بصورة مطردة، بحثنا عن أنماط غير مؤسساتية على شبكة الانترنت، لكن حتى الآن لم نعثر على الكثير، وما زلنا نبحث. > عادة ما أقرأ صحيفة «نيويورك تايمز» عن طريق موقعها على شبكة الانترنت، ذلك لان تصميم صفحات الملحق على الانترنت مشابه لمعظم الأقسام الأخرى، مثل الأخبار العالمية والفنون والاقتصاد مع الفارق، لكن باعتبار مقالات ملحقكم مطولة، فلماذا لم تصر على أن يكون هناك تصميم مختلف؟ ـ سألت توماس لين، المسؤول عن تطوير الموقع، عن ذلك. وقد قال:«تصميم الصفحة الأولى للملحق على موقع «نيويورك تايمز» يشبه النمط الإخباري مثل قسم الشؤون الخارجية والشؤون المحلية. تبدو مجلة «صنداي» على الموقع، كما هو الحال مع النسخة المطبوعة، أكثر اهتماما بأقسام الفنون. هل يجب أن يتحول تصميم الملحق على الموقع إلى نفس اتجاه المجلة؟ الإجابة هي: ربما. نحن نراجع الموقف. أنت على حق، نحتاج إلى القيام بعمل أفضل. لقد حصلت الصحيفة اليومية على دفعة بسبب إبداعاتنا، لكن لن يكون هناك مستقبلا لملحق «نظرة على أحداث الأسبوع»، إذا لم يكن له كيان على الموقع الالكتروني كما هو الحال في النسخة المطبوعة. :«الشرق الأوسط» ـ خدمة «نيويورك تايمز»