الشركات الإعلامية تسخر تقنيات العصر في خدمتها

عروض فيديو مباشرة.. وشبكات متخصصة للصحافيين

TT

بات التطور التقني في إيصال المعلومة حاجة يجب على الكثير من المجالات مواكبتها، أو الخروج من اللعبة، حيث كثيرا ما تُطرح تقنيات عديدة في فترات مختلفة تسمح للمستخدم بالحصول على تجربة أفضل، مثل الخدمات الإخبارية «آر إس إس» RSS، التي ترسل الأخبار إلى المستخدم عوضا عن ذهابه إلى الموقع لقراءتها، الخدمة التي تبنتها كافة وسائل الإعلام عبر الإنترنت (سواء كان السبب قناعة الشركات أو ضرورة مواكبة التيار)، أو خدمات الـ«بودكاست»، التي هي عبارة عن تسجيلات صوتية في أي موضوع، كان أكثرها غرابة بث ملكة بريطانيا لواحدة منها في نهاية عام 2006، أو الشبكات الاجتماعية لحصول الصحافيين على المعلومات، أو حتى بث عروض الفيديو للأحداث والأخبار، مثل عروض محطة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، ومساهمة سكان الكرة الأرضية جميعا بأخبار شبكة الأخبار الأميركية «سي إن إن»، وغيرها من التقنيات والشركات المختلفة.

* عروض فيديو وتسجيلات صوتية: وتقدم بعض مواقع الأخبار خدمات عروض الفيديو، حيث تستخدم الـ«بي بي سي» خدمة آي بلاير iPlayer، التي تعمل على الكومبيوترات وبعض الهواتف الجوالة، مثل «آي فون» وبعض مشغلات الموسيقى والفيديو، مثل «آي بود تاتش»، ومتصفحات أجهزة الألعاب الإلكترونية، مثل «وي» لسكان بريطانيا، و«بلاي ستيشن 3» عبر موقع خاص، وحتى بعض أنواع خدمات التلفزيون (محطات الكابلات). وبدأت هذه الخدمة عملها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2005، وتطورت إلى شكلها الحالي الذي نعرفه اليوم. وتستخدم هذه الخدمة تقنيات فلاش للفيديو على نظم تشغيل مختلفة، مثل ويندوز وماك ولينوكس، وتقدم 250 برنامجا مختلفا، يمكن مشاهدة كل خبر فيها لغاية 7 أيام بعد طرحه في الموقع.

وتستخدم محطة «سي إن إن» تقنية شبيه أطلقتها في عام 2006، ولكنها تتميز بالسماح لأي فرد تحميل صور أو عروض فيديو إلى موقع خاص، ومن ثم يقيّم منتجو المحطة تلك الأخبار ويعرضون ما يناسب منها على المحطة نفسها أو أي موقع تابع لها. ونشأت هذه الفكرة بعد حدثين مهمين، هما موجات الـ«تسونامي» في عام 2004، وتفجيرات لندن في عام 2005، حيث كان من الصعب الحصول على صور ومشاهد ولقاءات من أماكن الحدث. وأسمت «سي إن إن» هذه الخدمة «آي ريبورت» iReport، الاسم الذي يعود إلى الموقع الذي اشترته المحطة (بقيمة 750 ألف دولار أميركي) الذي قدم هذه الخدمة لأول مرة. وتستفيد المحطة من هذه الخدمة من حيث تجنيدها ملايين الصحافيين بطريقة غير مباشرة، حيث يمكن لأي شخص تصوير حدث ما في مدينته، وإرساله إلى المحطة والحصول على المال لقاء ذلك، وحصول المحطة على الأخبار أولا بأول، ومن دون إرسال أي صحافي. ومن الأمثلة على ذلك، تصوير الطالب عمر البرغوثي مشاهد من جريمة جامعة فيرجينيا تيك بهاتفه الجوال، وإرسال العرض إلى المحطة لبثه فورا. ومن الأمثلة الأخرى تصوير انهيار جسر نهر ميسيسيبي في مدينة مينيابوليس الأميركية، وبث العرض حصريا قبل المحطات الأخرى، بالإضافة إلى بث مشاهد من احتفالات المدن العالمية في ليلة رأس السنة عبر خدمة آي بارتي iParty.

ويقدم موقع صحيفة «نيويورك تايمز» خدمة الـ«بودكاست»، والتي هي عبارة عن تسجيلات صوتية على شكل ملف يمكن تحميله وسماعه على الكومبيوتر ومشغلات الموسيقى الرقمية بسهولة. ويمكن الحصول على أنواع مختلفة من هذه النشرات، مثل المقابلات واللقاءات والتقييمات (للأخبار والكتب والأجهزة الإلكترونية، وغيرها)، بالإضافة إلى مواضيع متعلقة بالقيم والعادات والتقاليد والتقنيات والعلوم والموسيقى والسياسة، ورجال الأعمال والاقتصاد والأخبار العالمية، وغيرها.

* شبكات اجتماعية صحافية:ومن النزعات الجديدة في عالم الصحافة تزيد بحث الصحافيين عن الأخبار في مواقع الشبكات الاجتماعية، حيث خلصت دراسة أجريت على 29 ألف صحافي، أن 79% منهم يبحث عن الأخبار في الشبكات الاجتماعية، وتحصل نسبة 62% على 10% من أخبارها من شركات العلاقات العامة. ويرى 49% من الصحافيين الذين شاركوا في هذه الدراسة، أنه يوجد شق يتزايد حجمه بين وسائل الإعلام وشركات العلاقات العامة. وإن استمرت هذه النزعة بالحدوث، فإن ظهور شبكات اجتماعية متخصصة في هذا المجال هو أمر حتمي، حيث أنها ستقدم تنوعا كبيرا في الأخبار يثير اهتمام الصحافيين والقراء على حد سواء، بالإضافة إلى قدرة الصحافي على التفاعل مع الصحافيين الآخرين بسرعة، وقراءة مواضيع الآخرين المنشورة، وتلخيصها واقتباس أجزاء منها خلال تحضير مواضيعهم.

ومن الخدمات المهمة الأخرى خدمة بي آر نيوزواير PR Newswire التي توصل المعلومات إلى الصحافيين عبر وسائل مختلفة. وتوصل هذه الخدمة المعلومات إلى 78 قطاعا مختلفا، وأكثر من 4900 موقع في الإنترنت، وأكثر من 85 ألف صحافي مشترك بالخدمة عبر العالم. وتقدم الخدمة أكثر من 688 نوعا من الأخبار عبر خدمات آر إس إس الإخبارية، وبـ17 لغة مختلفة، مثل الإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والتركية والروسية. ويمكن للصحافيين الحصول على المعلومات عبر البريد الإلكتروني، أو الأقمار الصناعية، أو مواقع الإنترنت. وترسل هذه الخدمة المعلومات إلى صحافيين في 135 بلدا في العالم، وعبر فروع موجودة في 14 بلدا.

* مواقع مهمة:

- http://www.bbc.co.uk/iplayer - http://www.cnn.com/ireport - http://www.linkedin.com - http://www.nytimes.com/ref/multimedia/podcasts.html - http://www.prnewswire.com