ماذا يعني أن تكون «مصمم غرافيكس»؟

رئيس قسم تصميم الرسوم البيانية في صحيفة «نيويورك تايمز» يتحدث عن تجربته

ستيف ديونيس
TT

يدير ستيف ديونيس قسم تصميم الرسوم البيانية (الغرافيكس) بصحيفة نيويورك تايمز، ويعمل بالقسم 30 صحافياً يقومون يومياً بالبحث وعمل الرسوم البيانية، والخرائط، والجداول لتزويد الصحيفة والموقع الإلكتروني بها. وبدأ ديونيس العمل بصحيفة تايمز منذ عام 1999 كمحرر لأعمال الغرافيكس بالقسم العلمي. وفي 2001، أصبح نائب مدير أعمال الغرافيكس. وفي 2004، تولى منصب مدير أعمال الغرافيكس، وفي ما يلي نص الحوار الذي تم معه حول تجربته:

* كيف بدأت عملك كمصمم جرافيك؟ وكيف يسير العمل في صحيفة نيويورك تايمز؟ ـ هناك 30 صحافياً بهذا القسم، ونحن غالبا نقوم بنفس الأعمال، إلا أننا نتخصص بأساليب مختلفة. فلدينا مصممو جرافيك يحوزون على شهادات علمية أو شهادات متقدمة في مجالات علم وفن رسم الخرائط، والإحصاءات، وتصميمات الغرافيكس، والصحافة، ومن الممكن لك أن تخمن ما هي المهام العملية التي يركزون عليها، إلا أن الآخرين لديهم وجهات نظر مختلفة. ومن وجهة نظري فإن المعلومات البيانية ليست مجرد فن، فهذا العمل يعتبر مزيجا بين الفن والصحافة بالإضافة إلى القليل من العلوم. كما أن وجود خلفية قليلة في الفن لن تضر، فسوف يساعد كثيراً أن يكون بمقدورك أن ترسم، ولكن لا ننسى انه من الهام أيضاً أن تكون باحثًا سريعا، وأن تكون على دراية بالتفاصيل المعقدة للمجموعات المتنوعة من برامج الكومبيوتر أو لغات البرمجة. فلا يمكنك أن تشغل مكانا عندنا بهذا القسم كمحلل أو رسام فني فقط وأن تقوم بنفس ما نفعله.

* كيف يتم تضمين أداة غوغل إيرث في تطوير خرائط وخطط الموقع هذه الأيام؟ ـ هناك عدد من المصادر التي نلجأ إليها للحصول على المعلومات ومراجعتها عندما نكون بحاجة إلى رسم الخرائط، بعضها تكون رسوم الخرائط الورقية قديمة الاستخدام، وبعضها تتمثل في قاعدة بيانات إلكترونية، إلا أن غوغل إيرث من أكثر الأدوات المستخدمة هذه الأوقات. فواجهة البرنامج مصممة بذكاء بالغ وكما تعلم فإن حجم المعلومات المتاحة به تعتبر مذهلة للغاية. ولا أقصد من قولي هذا، أن موقع غوغل إيرث هو الأداة الرئيسية التي نستخدمها، ولكن من العدل أن نقول إننا كنا من عشاق هذا البرنامج لفترة من الوقت، حتى قبل أن يكون من أحد منتجات غوغل.

* ما هي أفضل الأمثلة التي تراها في أعمال الغرافيكس الخاصة بنيويورك تايمز؟ وهل يمكنك إعطاءنا لمحة عن العملية المتطلبة لتطوير تلك الأعمال؟ فأنا أتصور كمية كبيرة من المدخلات والتي تأتي على سبيل المثال من خبراء الإحصاء، والصحافيين، ومصممي الغرافيكس.

ـ تختلف معاييرنا بشأن أفضل السبل التي يمكن لها أن تصنع أعمال غرافيك كبيرة بصورة قليلة. فهناك بعض الأشياء التي نحاول القيام بها، ونأمل في أن تكون مثيرة للاعجاب، إلا أننا نعتقد أيضا هناك الكثير من الأشياء المتميزة في الأعمال البيانية بالصحيفة كل يوم. وهذا لا يحملنا على القيام بالقليل من الأعمال البيانية المثيرة، ولكننا نركز على الصغير والروتينية منها. وإذا ما ألقى القارئ نظرة على خريطة أو رسم بياني بسيط واستطاع سريعا فهم الإحصاءات الموجودة أو اهتدى للذي يريد معرفته من الخريطة ثم عاود قراءة الخبر بدون إجهاد أو تحير، فهذا يعني أننا حررنا أو صممنا تلك الرسوم الغرافيكسية جيدا.

* في بعض الصحف، يكون هناك أشخاص مختلفون ليقوموا بعمل الرسوم البيانية الإلكترونية، والتي تعني أن فناني قسم رسوم الغرافيكس يصنعون بصورة رئيسية نسخ غرافيكس مطبوعة، فماذا عن قسم رسوم الغرافيكس في صحيفة نيويورك تايمز؟ هل يصنع نفس الفرد كل من النسخ المطبوعة والإلكترونية لرسوم الغرافيكس؟ وهل يقدم القسم الإلكتروني الرسوم الغرافيكس الإلكترونية؟ وكيف يعمل قسم أعمال الغرافيكس معهم؟ ـ تعتبر عملية صنع الرسوم الغرافيكس في صحيفة نيويورك تايمز أمرا مختلفا عن صنع الرسوم الغرافيكس الإلكترونية، فرسوم الغرافيكس المطبوعة تقوم بها وحدة الرسوم الغرافيكس منفردة، والهدف من بنية القسم المكونة قبل عامين أن يتسنى لنا الرد والاستجابة على الأخبار وتقديم العمل لقسم الإنتاج المطبوع.

أما الرسوم الغرافيكس الإلكترونية، فتعتبر قصة مختلفة تماما. ففي فترة سابقة، كان محرر التنفيذ بيل كيلر شديد التحمس لتكوين غرفة تحرير واسعة الاندماج بين غرفتي الأعمال الغرافيكس المطبوعة والإلكترونية الخاصة بالموقع الإلكتروني، وانتهزنا تلك الفرصة لإعادة ترتيب وتنظيم أنفسنا من جديد، بحيث يمكننا إنتاج نفس مستوى العمل في الموقع الإلكتروني وقسم الإنتاج، أو أن نطمح في تقديم عملنا في الصحيفة المطبوعة. وقبل أن يبدأ قسم رسوم الغرافيكس المطبوعة بالعمل في الموقع الإلكتروني، كان هناك اثنان من منتجي رسوم الغرافيكس للموقع الإلكتروني الذين ينشرون العديد من أعمال الغرافيكس بصورة منتظمة. وبمجرد البدء، لم يحدث أي ضرر نتيجة إلى أن نصف القسم كانت لديه خبرة عن أعمال الغرافيكس عبر الموقع الإلكتروني. كما أن الكثير منا جاءوا من قسم أعمال الغرافيكس على الموقع الإلكتروني من أجل الانضمام إلى القسم الذي يهتم بالعمل المطبوع. وكان هذا الأمر بمثابة تغير داخل الصحيفة. واتجهنا إلى تعديل جدول العمل الخاص بنا وأضفنا بعض الوجوه الجديدة في القسم، وبحلول عام 2006، كنا في مكانة تمكننا من متابعة والسعي وراء الخبر بالطريقة التي أضافت إلى قوتنا. وكان أول اختبار لنا، عندما تحطمت طائرة صغيرة في إحدى البنايات بمقاطعة منهاتن. ومنذ ذلك الحين، كبرنا وغيرنا الروتين الذي كنا نتبعه، والآن نحن لا نعتبر أنفسنا كقسم لأعمال الغرافيكس المطبوعة، بل نعتبر أنفسنا قسما يمكنه تقديم أعمال الغرافيكس لأي برنامج يمكن له أن يحوي معنى.

* خدمة «نيويورك تايمز»