تنافس محموم بين وسائل الإعلام على توفير الخدمات الإخبارية عبر «الجوال»

تستهدف الفوز بأكبر شريحة من المستفيدين

TT

فرضت اجهزة الاتصالات المتنقلة «الجوال» نفسها وبقوة كشكل جديد من أشكال الاعلام الاساسية، الاذاعية والمتلفزة والمقروءة، وكجزء من الاعلام الالكتروني، تفوق على بعض تلك الأشكال كونه جمع الوسائل الثلاث الاخرى عبر تقديم خدمات الاخبار والاذاعة، اضافة إلى خدمات القنوات المرئية والفضائية وفق آراء خبراء الإعلام. وعلى غرار الوجبات السريعة، أخذت المؤسسات الاعلاميه تقديم أخبارها لقرائها عبر خدمات شركات الاتصالات، بنص قصير وموجز، فهو إضافة إلى كونه ذو مردود مالي كبير، يراها البعض انها الطريقة الجديدة لكسب السبق لمواجهة الاعلام المرئي، والمحفز للقارئ لمتابعة الخبر في الصحف او القنوات المرئية.

وهو الأمر الذي اكده الدكتور سعود كاتب استاذ الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ومؤلف «كتاب الإعلام القديم والإعلام الجديد.. هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض» أن الإعلام الالكتروني واخبار الجوال هي احدى وسائل الاعلام الحديثة التي فرضت نفسها بقوة في الوقت الحالي، وتعد الوسيلة الجديدة للصحف لمنافسة الاعلام المرئي، من خلال السبق الصحافي، حيث كان وإلى وقت ليس بالبعيد لا تشكل الصحف أكثر من 1 في المائة منافسة للتلفاز، غير أن هذه الخدمة وخدمات المواقع الكترونية منحت الصحف الفرصة لزيادة مداخيلها، وبالتالي يجب استثمارها بالطريقة الصحيحة. من ناحيته اعتبر الدكتور أيمن حبيب أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة هذه الخدمة استثمارا للتكنولوجيا ومفيدة لوسائل الاعلام المقروء منها على وجه الخصوص، التي يجب عليها استثمارها بطريقة ذكية تساعد على زيادة مداخيلها، ولا تحرم القارئ فرصة شراء الصحيفة في اليوم التالي، كما يحدث الآن في بعض الصحف، بحيث تجد أن المعروض في الصحيفة هو نفس المقروء في الرسالة النصية، إضافة إلى جعل الخدمة تفاعلية على مدار الساعة مع الاحتفاظ بطريقة تحفظ للجريدة أخبارها الخاصة.

من جانبه أبان الدكتور شارع البقمي رئيس قسم الاعلام بجامعة الملك عبد العزيز، أن الخدمة لم تلغ الصحافة الورقية التي تتميز بالصورة والتفاصيل، مشيرا إلى أنه على الصحف الاستفادة من الخدمة كنوع من التشويق والتسويق والاستفادة من الصحف الورقية في التقارير المكتوبة.

وبالعودة للدكتور سعود كاتب، فإنه يرى أن على المؤسسات الصحافية الأخذ في اعتبارها عند ارسال الأخبار محدودية شاشة الجوال، لذا يجب الاهتمام بحجم الرسالة ومكان المتلقي، والتي تستوجب صياغة معينة للخبر، بحيث لا يفقد قوته، فلا بد أن يكون الخبر مختصرا على شكل أخبار عاجلة يستطيع القارئ قرأته حتى عندما يكون في حالة قيادة السيارة. والاخذ ايضا بعدد محدد من الرسائل يوميا لا تكون كثيرة ومملة للقارئ، كما يحدث من بعض الجهات التي تقوم بإرسال ما يزيد عن 30 رسالة يوميا، وتصيب المتلقي بالملل احيانا، كذلك يجب مرعاة السعر لكسب أكبر عدد من القراء لتوصيل الخدمة وكسب أكبر عدد من المتلقين في هذا الوقت. المتلقين من جهتهم اختلفت آرائهم ما بين من يراها الوسيلة الأسرع لتلقي الاخبار ومتابعتها في أي مكان ودون تعقيد، فيما يراها البعض الآخر بالإيجاز الذي يبحث عنه بعيدا عن التعقيد، خصوصا من فئة الشباب الذي يبحث عن المعلومة السريعة والمفيدة.

ويقول عبد الله الأسمري «في الخدمة الكثير من المزايا خصوصا بالخبر الموجز والقصير، الذي تبحث عنه شريحة كبيرة القراء في الوقت الحالي، وهو ما اكدته ايضا بعض الاراء الإعلامية».

وبدأت المؤسسات الصحافية والاعلامية والشركات الاخرى باستثمار تلك الفرصه بطرح الخيارات والصفحات على شكل قنوات لتوافق قراء الصفحات والاخبار حسب الميول، وقد نالت تلك الخيارات المستهلكين واختصرت لهم الوصول إلى الأخبار، فمحب الاخبار الرياضية يتابعها على الصفحة الرياضية وهكذا.

ومع ذلك يرى الدكتور سعود كاتب الحاجة إلى تخصيص أكبر للأخبار، ودراسة آراء المتلقين لجعل الخدمة أكثر قبولا، مضيفا «محبوا كرة القدم مثلا يريدون اخبار كرة القدم فقط».

وحول الخدمة الاكثر طلبا في القنوات التي تقدم في هذا الصدد، اكدت مصادر عاملة في هذا المجال أن القنوات الرياضية والخاصة بالاسهم تعد الأكثر طلبا، كونها القنوات الاكثر تحولا وتحملا للعديد من التحولات، مثل نتائج المباريات وارتفاعات وانخفاضات الاسهم يوميا».

ولم تكن المؤسسات الإعلامية وحدها التي دخلت السباق للفوز بتلك الخدمة والاستثمار فيها، فقد نافستها في ذلك الاندية الرياضية والشركات الكبرى عبر تخصيص ارقام خدمة لتقديم خدمات الأخبار الخاصة، واستخدمت الكثير من العبارات الصحافية في ذلك مع مرعاة توصيل المعلومة الحقيقية للمتلقي من المصدر مباشرة، وبالتالي حققت الكثير من الارباح في ذلك. اما في الجانب الاعلامي، فقد انتقل التنافس من بين الصفحات صباحا إلى جوالات الصحف، واصبحت مقولة «نشر عبر جوال الصحيفة» عبارة جديدة دخلت قاموس العمل الاعلامي، لتدل على الصحيفة التي حققت السبق.

من جانب علمي يرى خبراء الاعلام أن هناك أمرا آخر يميز المحتوى الخاص بالجوال، ويجعله قطاعا تجاريا مربحا ومغريا ومفتوحا للمنافسة، وهو أن طريقة الحصول على الدخل فيه سهلة وواضحة، فبينما في حالة التلفزيون والراديو والصحف والإنترنت، عليك أن تؤسس الوسيلة الإعلامية وتسوقها، ثم تجلب الإعلانات وتحقق دخلك الأساسي من الإعلانات، نجد أن حالة «الجوال» تحصل الجهة المنتجة للمحتوى على دخلها بشكل مباشر مع أول استخدام للمحتوى بحكم أن شركات الاتصالات تدفع نصيبا من الدخل الذي تحققه فئات المحتوى للجهات المنتجة لذلك المحتوى.

ولا تزال توجهات التحديث في الخدمة الاخبارية عبر الجوال تتم بشكل متسارع مسطحبة الثورة المتعاظمة لوسائط الاتصال التي يلاحظ اهتمام الشركات العاملة في المجال للاخذ بآخرها.